|
الفيدرالية اعادة تنظيم البلد وترتيب البيت العراقي من الداخل
جاسم الصغير
الحوار المتمدن-العدد: 1367 - 2005 / 11 / 3 - 11:29
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
في خضم الاحداث والتحولات الدستورية التي يمر بها بلدنا العزيز العراق في هذه المرحلة الانتقالية من تاريخه المعاصر لاعادة رسم الخارطة العراقية وبسمات عصرية حضارية ويرافق ذلك بالطبع من الصعوبة مالا يستطيع ان ينكرها اي متتبع للاحداث ولان اي تحول تاريخي ينطوي مخاضا من الصعوبات الموضوعية لان جزءا كبيرا منها يعود الى تراكمات العهد السابق الفاشستي والذهنية التي سطح بها عقول اجيالا من المجتمع العراقي وبالتالي اصبحت تمثل مع تقادم الومن موروثا سلبيا ومتخلف امام اي تحديث واطور لفضاء الجغرافية العراقيةوهذه من تراكات العهد البائد السلبي والتي لم يفشل فحسب في ايجاد حلول لها بل واكثر في تهيئة المشاكل لكثير من القضايا الاساسية لبلدنا ومن هذه الاشكالات قضية ترتيب العلاقات بين مكونات الشعب العراقي ومن هذه القضايا التي باتت تطرح نفسها بقوةقضية الفيدرالية( الاتحادية)والتي هي اعادة تنظيم هيكلية الاقاليم والواقع الجغرافي واعادة توزيع الثروات والصلاحيات بشكل عادل بين مكونات الشعب العراقي اسوة بما هو معمول به في دول عربية مثل الامارات العربية المتحدة والتي هي مجموعة امارات دخلت في شكل سياسي اكثر حداثة او دول مثل الهند وسويسراوغيرها اختارت النظام الاتحادي الاختياري وشهدت مسيرة سياسية هادئة وهكذا نرغب في ترتيب البيت العراقي من الداخل وشكل العلاقة الوطنية والسياسية سواء لاخواننا الاكراد او في الجنوب العراقي يقول الاستاذ الدكتور جواد مطر استاذ التاريخ بشأن الفيدرالية في التاريخ العربي القديم (والفيدرالية ليست جديدة على تاريخ المنطقة العربية فقد استطاعت دولة (كندة) العربية قبيل الاسلام، ان تقيم وسط نجد دولة يمكن القول عنها دولة كونفيدرالية. وعلى الذين يقفون اليوم ضد مسألة الفيدرالية تحت حجج واهية ان يسألوا انفسهم، ما النتائج التي تمخضت عن وجود سلطة مركزية منذ بداية تأسيس الدولة العراقية؟ أليس المزيد من الانقلابات العسكرية والصراعات الداخلية وتفتيت البلد) وقد طرح النظام البعثي الفاشستي حلولاً, مثل الحكم الذاتي في شمال العراق ولكنه لم يكن حكماً ذاتياً الا على الورق اما على ارض الواقع فكان الضم القسري والتصفية الجسدية وحرب الانفال والمقابر والابادة الجماعية والتغيير الديمغرافي للكثير من المدن وقد استمر ذلك طويلاً، اما الان وقد انتهى ذلك النظام والى الابد من غير عودة تطرح اليوم مسألة العلاقة بين ابناء الوطن الواحد وطرح الحل الفيدرالي ( الاتحادي )لدخول مرحلة اكثر تطورا وارتقاءاولكي نعرف دولة جاءت من اتفاقات البشر وننهي الى الابد الدولة الاستبدادية التي تأمر من المركز ويقمع رأي الاطراف فيها وتتصلرف بثروات البلد كيفمال تشاء بدون اي عدالة وحرمان ةالبلد منها ان الحل الفيدرالي الذي يشترط به النزاهة والشفافية لقيامه بما يمثله من حل ديمقراطي معاصر واحد تجليات الفكر السياسي الانساني لرسم افاق حياة ومسيرة تهدف الى ايجاد نواحي حياتية امنة ومستقرة في بلدنا العراق يعتبر من الناحية السياسية قفزة تقدمية لخلق تقاليد عريقة في بلدنا تفتقر اليها حتى الدول المجاورة والحقيقة ان الذي يحرص على تلاحم وتماسك العلاقة الاخوية بين مكونات الشعب العراقي في هذا البلد يجب ان يبحث عن الحلول التي تنال رضا وقبول الشعب وباتباع وسائل ديمقراطية عصرية تعكس الاهتمام بالانسان ومصيره وهذا بالطبع مهم جداً ولكن الاهم من ذلك هو خلق ثقافة فيدرالية لان وبصراحة مازال الكثيرين من ابناء شعبنا العراقي يجهل ما هي الفيدرالية وماذا تعني وذلك متأتي برأيي من الجهل التام بهذا المفهوم لانهم لم يعايشوه اصلا وبفعل حالة الانغلاق والسبات التي كان يعيش فيها شعبنا اثناء عهد صدام البائد والذي عزالنا تماما مع ما كان يجري في العالم لذلك ان الثقافة الفيدرالية هامة جدا ولكل ابناء البلد الواحد حتى نتكمن من الاحتفاظ المنجز السياسي او الصعوبات التي قد تنشأ او تعترض تطبيق اي شيء او اي حالة طارئة قد تحدث في اي لحظة وهذا شيء جائز لان كل منجز مألوف قد يساء فهمه او تطبيقه وبالتالي تظهر لنا عراقيل اخرى وما تجارب الدول والامم العظمى التي سبقتنا في هذا المجال الاخير دليل ومن هنا تغذية الوعي ابناء بلدنا بمبادئ الفدرالية واهميتها لبلد مثل بلدنا وفي مثل هذا الظرف الذي تتكالب عليه كل دياجير الشر الظلامية محاولة زرع بذور الفتنة والعنصرية بين ابناء البلد. ومن المهم ايضاً اهتمام المجتمع العراقي بمسالة ضبط النفس امام اي تحدي قد يطرأ ومن هنا اهمية الثقافة الفدرالية والتي بها نستطيع ان نملأ الافئدة والوجدان وبامكانية التعايش السلمية على ارضنا وحتى نستطيع ان ننشئ اجيالا لاتعرف طعم الحرب والرصاص وان نملأ اذهانهم وقلوبهم بالعلم والمعرفة لبناء كل بلدنا العراق من شماله وحتى جنوبه وان نحول ارضنا الى ارض تنبت بالخير والورود ولا يتم هذا الا اذا راعينا البذرة بشكل جيد ونرعى الانسان الذي يزرعها بشكل اروع والفدرالية والثقافة الفدرالية هي كالنبتة تحتاج الى رعاية من قبل كل الاطراف لان الخير والسلام ان عما سيعمان على الجميع
#جاسم_الصغير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خطر الأيديولوجية المريضة
-
المثقفون ضمائر الامة
-
من عوامل انعدام الديمقراطية تراكمات سياسية عربية غيرديمقراطي
...
-
الديمقراطية أساس علاقتنا بالعصر فهل نتخلف عنها ؟
-
الديمقراطية للديمقراطيين فقط أم للجميع
-
المرأة في ظل النظام الذكوري..وانعدام التقدير الاجتماعي
-
الانظمة العربية و الاصلاح السياسي
المزيد.....
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|