أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عماد علي - مواجهة روسيا مع امريكا ام مع تركيا بالوكالة عنها ؟















المزيد.....

مواجهة روسيا مع امريكا ام مع تركيا بالوكالة عنها ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5004 - 2015 / 12 / 4 - 20:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


نحن في ظل عالم بلا اقطاب او باقطاب متعددة او ما تريده امريكا ان تفرضه من القطب الواحد و احست اخيرا بانها فشلت ، و هذا اي المستجدات هي ما تفرض تحديد الحركات لمن يعتقد بانه يمثل قطبا في الواقع و في وقت يجري صراع في المنطقة لم يتاكد بعد من هم اطرافه الحقيقيين و يأن تحته العالم الا ان باياته توضح لنا بنها يجري بين قوى غير متوازنة، او مع اطراف بالوكالة عن الجهات الرئيسية .
تقدمت تركيا بتعازيها لاسقاطها الطاشرة الروسية كامر وسطي بين عدم الاعتذار و الاعتذار الخجول حفاظا على ماء الوجه، في الوقت الذي ازدادت روسيا من وعيدها و صعدت من نبرات تهديداتها على العكس من ما توقعته تركيا . و رغم محاولاتها جر الناتو الى العملية و هي وقعت في الفخ الذي نصب لها سواء كان دون علمها او نتيجة غرورها او اخطائها المتكررة جراء تفرد اردوغان في اصدار اوامره بعقليته الانانية مستندا على نرجسيته واحلامه السلطانية . فيما اغرقت تركيا في المستقع الا انه اردوغان و من دافع عزة النفس يريد اليوم ان يقول لروسيا بانه لديه بديلا عنها و هي قطر، و لا تعلم بانها ازدادت النار زيتا . و هذا ما يدعنا ان نعتقد بان الاحتكاكات التركية الروسية سوف تحتدم . تتعجب روسيا من تركيا اليوم، و هي تقول لماذا لم تحتج تركيا منذ مجيئها الى سوريا بما وصلت اليه، و لكنها اوصلت الحال الى اسقاط المقاتلة الروسية بعدما تاكدت ان اهدافها اصبح في خبر كان، و لا يمكن ان تحققها في ظل سيطرة روسيا على سوريا . و السؤال الذي فرض نفسه على روسيا، ما انسب تعامل ان تسلكه مع تركيا، و هي تفاجئت بما اقدمت عليه تركيا و لم تتوقع ما حصل لانه كان عملا مفاجئا حقا، و لم يات نتيجة تكرار الاحتجاجات او بعد التصعيد غير المحتمل من قبل الطرفين، و الا انه يمكن ان يفسر بانه نتيجة امر مباشر و مفاجي من طرف ثالث على حين غرة دون مقدمات . و كان اسقاط الطائرة نقطة الفصل بعد تزايد الخلافات في توجهاتهما الى سوريا و ما يمكن ان تصل اليه .
نعم روسيا خلطت اوراق الجميع بعد تنفيذ غاراتها التي لم توافق عليها الجهات، لا بل اعترضت عليها دول التحالف و في مقدمتهم امريكا، و لكن روسيا لم تلتفت اليها و تقدمت في ما هي سائرة عليه، بل الحت على تحقيق اهدافها و ادامت من غاراتها على اهداف اعتبرتها التحالف ليس ضمن اهدافهم، و تركيا كانت تعتقد انها تعتمد عليهم في ضمان وجودها في سوريا المستقبل، الا انها اصطدمت بما منعها من الوصول الى ما كانت تؤمن الوصول اليه بسهولة نتيجة الاهداف التي تضربه روسيا . و عليه، بعدما تيقنت امريكا ان روسيا لا تلتفت الى ما هي و خلفائها مصرون عليه منذ انبثاق تحالفهم، فحاولت ثني روسيا و لم تنجح، فكان لابد ان تفعل ما تمنع روسيا ربما مخابراتيا او عن طريق توجيه امر ما للمتحالفين معها، فلم تجد ابسط من تركيا هناك في وضع العصا في عجلة روسيا فيما استمرت عليه . و لكنها لم تفكر ما وراء العملية و لم تقيم الوضع الروسي او شخصية بوتين، و ما يهدفه او يامله مقابل ما يهم اردوغان، و اعتقدت انها ستكون عملية و يمكن تغطية او تجنب تداعياتها بسهولة . فاليوم يمكن ان ننتظر التصعيد اكثر . من جانب اخر اهداف روسيا و تركيا تتقاطع مع بعضها بحيث هناك هدف رئيسي تركي يجد نفسه في الضغوط على الجانب الكوردي و محاولتها حصره في زاوية كي لا يحقق اهداف لا يمكن لتركيا ان تخضع لها مجبرا مستقبلا، كما حصل للكورد في العراق و بعدما تاكدت بانها لا تقدر ان تعيد الكورد الى ما كان عليه ايام الدكتاتورية بدات تتعامل معهم و فرضت سياسات عليهم و لكنها لم تتمكن من حصرهم، و عليه حاولت تركيا عدم اعادة التجربة الكوردية العراقية في سوريا مهما كانت التضحيات في هذا الجانب، وخاصة انها تعتبر القوة الكوردية المسيطرة على كوردستان سوريا فرع من الحزب العمال الكوردستاني . اي خلطت الاوراق على الجميع من كافة الجوانب و تغيرت المعادلات بعدما خرجت الامر من ايدي اردوغان و التحالف الذي حاول الدخول فيه . و في المقابل تعتبر روسيا سقوط طائرتها مسا بالقدرة العسكرية التي عرضتها على الجميع و ليس ضربا بهيبتها و كرامتها، و خصوصا و هي تنوي ان ترفع من شانها و تقف قطبا له اعتباره امام القطب الذي يعتبر نفسه وحيدا . اي دخلت في هذا الامر الكثير من الامور السياسية الاستراتيجية وا لعسكرية و ما في سوريا ذاتها ايضا .
اي، الصراع الذي احتدم و وصل الى التقاطع بين تركيا و روسيا، ليس لتركيا وحدها وان انكرت امريكا او حاولت التدخل فيما يجري بشكل مباشر لتيبن بانها حكم وليس خصما فيها، الا ان من يتابع التصريحات التي صدرت منها تعبر على انها التزمت الانحياز الكامل الى تركيا و كانها هي من اسقطت الطائرة وليس تركيا . و لكن القرار الاستراتجي الامريكي بعدم التدخل المباشر في المنطقة بعد انسحابها من العراق قد وضعت الاغلال في معصم امريكا، و هي تحاول العودة الى المنطقة بكل جهدها بشكل اخر و لكنها تلقى اعتراضا من المحور الاخر كما رفض العراق اليوم ذلك .
و عليه ما تريده امريكا ان تستمر تركيا في مواجهة تركيا بشكل و اخر وكالة عنها و ان تبين هي انها بعيدة و ليس لها يد فيما يجري، الا انها تعلم بان الحال لا يمكن ان تستمر هكذا دون ان تتضرر مصالحها او ما تقدم عليه روسيا ان تخضع المنطقة لهيمنتها، على الرغم من الاقاويل التي تبين انهما اي امريكا و روسيا قد قسما امور المنطقة بينهما كما حدث ابان الاستعمار البريطاني والفرنسي للمنطقة .
اننا على اعقاد بان الامور ان سارت على ماهي عليه اليوم من التصاعد بين تركيا و روسيا، سوف نرى مواقف مختلفة من امريكا بعدما تتاكد بان وضعها ستكون ضعيفا امام روسيا في معادلات المنطقة . و هي تستعجل العودة بالقوة الى المنطقة محاولا ايجاد منفذا قانوينا و لم تجده، و لكن هناك ثغرات يمكنها استغلالها، اي يمكنها ان تدخل من الباب الكوردستاني سواء في العراق ام سوريا، على الرغم من الموقف المعتدل من روسيا تجاه الكورد مما يضع موقفهم صعبا ولكن الاختيار يكون صعبا بين التوجهين . و نتيجة ما يحصل في المنطقة ستوضح لدينا ما نتاكد منه قريبا و نسال؛ هل العالم يسير على كم قطب و كيف تكون عليه التوازنات و منهم اعضاء المحاور او الاقطاب و كيف تكون خريطة المنطقة الجديدة التي ستنبثق قريبا، او الخريطة التي تفرض نفسها نتيجة ما تتمخض عن التخلخل الحاصل في بنى المنطقة السياسية و الجغرافية، و ما تستقر عليه بعد المواجهات التركية الروسية، و ما تستقر عليه سوريا مستقبلا .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتاتورية صفة فطرية ام مكتسبة ؟ (المالكي و البرزاني مثالا ...
- ما تريده السعودية للعراق و ما تفضله ايران
- لماذا يتهربون من المسؤلية في بغداد ؟
- هل حقا السعودية تحارب الارهاب ؟
- السعودية تعدم حصانا مثلي الجنس !!
- الازمة الاقتصادية و توجهات السلطة في اقليم كوردستان
- ابو شيرزاد والازمة الاقتصادية التي لا تُطاق
- هل البيشمركَة قوات بريطانية ؟
- هل يمكن تجسيد الدولة العلمانية في العراق مستقبلا ؟
- شهيد آرام خالد الذكر
- تاثير الخلاف الروسي التركي على كوردستان
- لماذا هذا الموقف من اليساريين العروبيين تجاه كوردستان ؟
- امريكا اتفقت مع الجناح المعتدل في ايران فقط ؟
- كيف ترد روسيا على ما اقدمت عليه تركيا ؟
- لا تهديدات ارهابية حقيقية ضد امريكا !!
- من اسقط الطائرة الروسية تركيا ام امريكا ؟
- رغم المآسي لم يقدم العراقي على تحديد نسله !
- فما الضير من اية خطوة ان كانت النتيجة استقرار العراق ؟
- لما بروز اصحاب الوعي المزيف ؟
- التاخي الكوردي العربي من الاولويات لدى العقلاء


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عماد علي - مواجهة روسيا مع امريكا ام مع تركيا بالوكالة عنها ؟