قحطان محمد صالح الهيتي
الحوار المتمدن-العدد: 5004 - 2015 / 12 / 4 - 16:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حذر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أصحابه ونصحهم بضبط اللسان وحفظه من الوقوع في الزلل والآثام؛ فعن معاذ بن جبل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِى النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ"
-
استشهدت بهذا الحديث الشريف ليكون مدخلا لي للكتابة عن بعض من يكتبون بأسماء مستعارة، وأود أن أقول:في الحركات السرية -أيا كان نوعها - يتخذ بعض أعضائها أسماءً سرية يتسترون بها خوفا على انفسهم ممن يعملون ضدهم، كما يتخذ الكثيرمن الناس على مواقع التواصل الاجتماعي أسماء مستعارة وصورا رمزية ليست لهم - وهذا من حقهم- فهم احرار طالما ان هذه الأسماء المستعارة لا تتجاوز على حقوق الآخرين ولا تنتهك حرياتهم.
-
ولكن ان يتستر البعض ويتقنع بها من أجل أن يّسبَّ، ويشتم،ويقذف،ويطعن بشرف هذا، ونزاهة ذاك، أوأن يبيع (البطولات والعنتريات)، فيهدد ويتوعد؛ فهذا ما لا يتفق مع مباديء الشريعة ولا الأخلاق، فضلا عن مخالفته لمباديء القانون والأعراف الاجتماعية، سيما وأن الكثير من هذا البعض يتسمى باسماء بعض الشخصيات والرموز الدينية المعروفة، ويزين صفحته بآية كريمة، أو حديث شريف،أو قول مأثور عن الفضيلة والأخلاق وحفظ الحقوق، وينشر المواضيع التي تنهى عن الفحشاء والمنكروالبغي.
-
والمعروف أن النصيحة والإرشاد تقبل من أهل العلم والاختصاص و الخبرة والدراية بالأمور، وهم القدوة؛ فليس من المعقول قبول النصح والإرشاد وتقويم العمل، وتصويب الخطأ سيما اذا كان فقهيا أو قانونيا من شخص مجهول الهوية وغير معروف ويوجهها وهو متخفٍ باسم مستعار. كما ليس من المنطقي ان يدعي شخص ويقدم نفسه شاهدا عن حالة ما دون أن يكون مٌعَرَّفا باسمه الصريح، وعمله وعمره وسكنه، حيث لا يسمح للشاهد ولا تقبل شهادته دون ذكر هذه المعلومات.
-
إن التستر وراء مثل هذه الأسماء من أجل الإساءة للآخرين وعدم المواجهة الصريحة والعلنية معهم يعني الخوف منهم، فالمتستر (خائف)،والخائفون لا يصنعون الحرية؛ ومن يخاف من أن يعلن للناس عن شخصيته(جبان) كل شجاعته مستمدة من قعوده خلف حاسوب أو جهاز هاتف جوال .
-
ويمكن لهذا البعض أن يقول خيرا فيما ينفع الناس مستهديا بالحديث النبوي الشريف:"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت". فمن دلائل الإيمان بالله واليوم الآخر أن يُعّودَ الإنسانُ لسانَه على التكلم بالخير والفضيلة وجميل الكلام ، وان يصمت أذا كان الكلام في غير منفعة للناس، فالندم على السكوت خير من الندم على القول، والعاقل من عقل لسانه، ويبقى الكلام صفة المتكلم.
#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟