إبراهيم العراقي ....خطيئة أباء أم كذبة الأبناء قراءة في كتابي الجديد .... إبراهيم العراقي

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)

الحوار المتمدن-العدد: 5004 - 2015 / 12 / 4 - 12:29
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

إبراهيم العراقي ....خطيئة أباء أم كذبة الأبناء
قراءة في كتابي الجديد .... إبراهيم العراقي

عندما قرر السيد إبراهيم أن يستدل بإحساسه الفطري على ما شاهده من هول التيه الذي تعيشه النخبة الدينية في مجتمعه ,قارن بين منطق مادي مستند للتجربة وبين منطق متوارث لا يعلم الوارثون حدوده الحقيقة ولكنهم يدافعون بقوة عنه , هكذا كانت المواجهة بين الحقيقة والزيف ,أنا ككاتب أواجه نفس الإشكالية في تتبع أصول الحكاية من سيدنا نوح وأنتهاء بالسيد الخاتم لأجد أن الوارثون بما فيهم الذين يدعون أن من سبقهم قد ضلوا ضلالا مبينا نتيجة تحريفهم الكلم عن مواضعه كما أخبرهم الله بذلك ,يؤمنون أيضا أن إبراهيم الخليل كان أراميا وكان أعجميا وكان لا يحرم ما حرم الله بزواجه من الأخت وبقبوله أن ينتهك شرفه لأن النتيجة أن أمواله وعبيده ستزيد وبذلك يتمكن من بناء قوة والشروع ببناء مجتمع قائم على قاعدة الغاية تبرر الوسيلة .
لم يكن إبراهيم ذلك النبي الذي تفرعت منه شجرة النبوة والفضيلة ولا ذاك القائد الذي أكمل على وجه الحق رسالته وطلب من الله تعالى بعد أن أقام وبنيه وبالمناسبة ليس إسماعيل وحده فقد جاءت الآية (إني أسكنت ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك الحرام) ولم يقل بعض ذريتي ,طلب أن يكون للمتقين إماما ,أجابه الله بنعم ولا للظالمين .. هذا النبي حرفت مسيرته وتم التفريق بين ذريته من زوجته الوحيدة والواحدة السيدة الطاهرة سارة ابنة عمه التي حباها الله بالفرض إسماعيل الذبيح المفدى وبالنافلة أسحق ومن بعد أسحق يعقوب الله وإسرائيله في الأرض ليؤسسوا مجتمع الإيمان الإسلامي على مبدأ الحق.
الكتاب يتضمن مقارنة تأريخية ودلالية وقصدية بين الرواية التوراتية التلمودية التي أنتشرت وعبر الإنجيل أيضا وما تم كتابته على أنها قول الله الذي أنزله على شعب أختاره الله ليكون أبنا له من دون الشعوب لا لشيء إلا لأنه أبن السيدة سارة ,فبزعم الرواية الإسرائيلية التوراتية أن أبناء إسماعيل وبقيت الأمم لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقارنوا بأبناء أسحق ويعقوب لأنهم من خصيصة فريدة أنهم من الحرة سارة ,أما الآخرون فلا من سلطان يمنع الإسرائيليون من أستعبادهم وسلب حتى إنسانيتهم ,ولكي يتم الوصول لهذه النقطة عليهم أن يخرجوا أولاد البكر إسماعيل من السلالة الإبراهمية فاخترعوا قصة هاجر والملك الفرعوني الذي راود سارة فحصنها الله منه وإبراهيم لا يفعل شيء , فأكرمها بجارية من جواريه .
هكذا أصبح ومن خلال الطعن بشرف النبي إبراهيم أبوهم تبرير هذه العنصرية المقيتة وأصبح أبناء يعقوب عبرانيون لأن جدهم عبر نهر الأردن أو لأن أحد أسلافهم من أبناء نوح كان أسمه عابر ,وكأن إبراهيم ليس أبا العرب ولا عابر سلفهم متناسين أن قواعد اللغة الفرعونية القديمة كانت وما زالت محفوظة في أثار القوم لتشير إلى كلمة عبيرو أو عبرو على أنها تعني الذليل أو الغريب , وهذا ما تؤكده بشكل قاطع النصوص الإسلامية ,كتبت عليهم الذلة والمسكنة , وجاء بكم من البدو , فهم غرباء أذلاء يتخطفهم الطير لأنهم خرجوا عن مسكن إباءهم وأجدادهم (الوادي بغير ذي زرع) كما فعل أبناء إسماعيل .
في الفصول الأخرى وتتبعا لنفس الرواية واستنادا لكل المصادر التاريخية نبحث في معنى العرب والأعراب ,ولماذا فرق القرآن الكريم بين اللفظين لنصل في النهاية أن الأعراب هم أمة غير العرب وهم سكان اليمن وجنوب ووسط الجزيرة ,أو ما يطلق عليهم البعض بالقحطانيين , أما العرب فهو الأقوام التي سكنت شمال جزيرة العرب ووسط وجنوب العراق وامتدادا لصحراء الشام وجزيرتها وصولا لشاطئ المتوسط , وهم أول من عرف تعريب اللغة وإعرابا وتحريكها ,العرب هم أصل إبراهيم الخليل ومن أولاد سام بن نوح الذي سكنوا بعد الطوفان الذي أغرق قوم نوح فقط في مساحة محدودة لا تتعدى الإقليم العراقي ,في حين أن الأمم الأخرى المجاورة والبعيدة بقيت وبقت أثارها حاضرة لليوم لأن الله أراد تأديب قوم نوح ومعاقبتهم فقط .
الكتاب إذا محاولة لفضح بعض الزيف التأريخي الذي أسسه المحرفون العنصريون تجاه كل ما هو أصيل ليفرضوا على الناس رؤية أحادية تمثلهم وتسير وفقا لأهوائهم التلمودية في أحتقار الإنسان وأحتقار الأنبياء وشرعنة قتلهم تحت الكثير من المبررات التي تستخدم الدس في النص وتغلفه بالقداسة المزعومة ويقولون هذا من عند الله وما هو من عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون .

#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات