أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الحرية الدينية والجزية ح5














المزيد.....

الحرية الدينية والجزية ح5


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5004 - 2015 / 12 / 3 - 20:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في ظل نظرية الدولة هناك قواعد عقدية تنشأ بموجبها الكيانات السياسية وتتبلور مفاهيمها وفقا لما يتطور من قواعد وأسس قيمية ,في المجتمع الإسلامي وحين أنتقال المسلمون وقائدهم من أرض النشأة مكة وأطرافها نحو المدينة ,كان القاعدة الرئيسية المنظمة هي التكافل بين سكانها على أساس مفهوم الحماية للجميع , لذا أشترك في الإدارة المسلمون القادمون والمواطنين المدنيون , وكان هؤلاء ثلاثة أقسام مسلمين أنصار وغالبية من اليهود وبعض أصحاب الكتاب من النصارى واللا دينيين أو الباقين على الشرك ,الجامع الذي يجمعهم كان البقاء تحت سلطة واحدة لغرض الحماية والدفاع وتأمين مستلزمات العيش الواحد المشترك .
هذه الوضعية القانونية البسيطة تأسست بموجب أساس عقد أجتماعي منشأه الحاجة لتكوين أطار الحق والواجب , بمعنى أن نشوء هذا المجتمع كان مصاحبا لجملة التزامات متقابلة ومتبادلة بين كل الأطراف والمكونات لا بد من رعاية وأحترام هذا العقد , لكل التزام هناك نتائج إيجابية في التطبيق وسلبية في حالة الخروج عنها أو التمرد عليها , وهذه قاعدة من قواعد علم الاجتماع بنظرته القانونية .
كان من المؤمل أن تمضي القواعد المؤسسة لكل المجتمعات التي ستنشأ بعد مجتمع المدينة على ذات القاعدة وإنسجاما مع شروط الإيمان الثلاثة العقل والبلوغ والإرادة والحرية والأختيار ,وهو المبدأ الذي أنطلقت منه الفكرة الإسلامية الرسالية منذ أول يوم قبل أن تتحول بفعل فهم اعتباطي إلى الضد والتشويه المتعمد ,لن التجربة الميدانية لم تراع الشروط الذاتية للفكرة وأنحازت سريعا للواقع العملي وللإرث البشري خاصة مع الغيبة السريعة للرسول ,واحدة من أسباب الصراع المحتدم لليوم بين المسلمين عموما فكر وسياسة وعقيدة يرجع لهذه الانقلابية في تطبيق القاعدة الأولى وأدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وإبدالها , بنص مختلق (أمرت أن أنشر كلمة لا إله إلا الله بالسيف وحد الرعب) .
العودة إلى سياسة استبداد القوة المنتصرة القوة التي تثير مكامن الأنا الذاتية المتضخمة التي تستفرغ كل قيئها في صحن الدين وتقدمه للناس على أنه الطبق المقدس أو العشاء الرباني الأخير ,لعبت المدرسة المحافظة التي كانت إلى وقت قريب جدا تقارع الإسلام كفكر قبل أن يكون دين وسلطة وتحرض عليه بكل ما تملك مستعينة بتحالف من ذوي العلم والمعرفة الربانية لإجهاض حلم الإنسانية بدين يمنحها والأخلاق الفاضلة السبق في قيادة العقل البشري نحو الحرية والعدالة ,هذه المدرسة لم تغير منهجها أبدا في مقارعة الحرية ولن ولم ولا نتصور أنها سوف تتوقف عن ذلك لأنها نتاج الإنسان نفسه الذي يدعوه الله للمحبة فيرفض مفضلا خيار العبث والموت والهلاك بدلا عن ذلك بحجج منها أنه لا يعرف الله إلا حينما يلمسه أو يتلمسه جسدا .
وفي سبيل ذلك كان لا بد من إستثارة الأخر الذي يشترك مع الإسلام برابط الفكر والهدف والمصدرية ,وخاصة مما كان لوجود الفكرة الجديدة في ذات الواقع المكاني لنفوذه وأقصد يهود المدينة أن يتم التنسيق العملي والعملياتي لإفشال مشروع محمد النبي ,اليهود في الطبائع التاريخية وما روته كتبهم أيضا كانوا شديدي التحفظ على كل فكر ينادي بالمساواة بينهم وبين الناس بأعتبارهم شعب اله المختار ولعوامل عقيدية كانت قريش المشركة وقريش الكافرة أقرب لهم من الدين الجديد ,التاريخ المروي يثبت قضايا شائكة من العلاقة بين الطرفين أنتهت بعلل وأسباب نزول سورة التوبة التي في مجملها كانت تعالج قضية محددة وأتت بأحكام عامة منها قضية الجزية .
السورة والأحكام الواردة فيها برغم من ظرفيتها وأرتباطها بواقعة الغدر اليهودي بالمسلمين وما تسبب بذلك من نسف لقاعدة العيش المشترك التي أرساها الرسول أول دخوله لمكة , لكنها ومع ذلك وبدون أن نفصل الأسباب والمبررات كانت معالجة لوضع شهد خللا في تطبيق النوايا الحسنة وكان لا بد من معالجة عقدية جديدة بلين أطراف وأطياف مجتمع مختلف في التركيبة الديمغرافية والدينية وعلى أساس واقعي , هكذا أستجابت النظرية الجديدة لقضيتين مهمتين وهما :.
1. لا بد من أحترام عقيدة الإنسان مهما كانت ووفق أي خيار وعلى الأكثرية أن تحمي حقوق الأقلية وفق قاعدة عدم التداخل بين واقع الدين وواقع الجاتمع .
2. أن التكاليف الواقعية المقتضية لحماية البناء الأجتماعي تتحملها الأكثرية مع إشعار الأقلية بأنها جزء مهم من النسيج وأن تتحمل هي الأخرى ما يمكنها أن تساهم به على حماية الأمن الأجتماعي وبأقل القدر مما يتحمله العضو المنتمي للأكثرية .
من هذه النقطة الجوهرية أنطلقت فكرة الإسلام عن الجزية مع تطبيق القواعد الأساسية الثلاث التي تحدثنا عنها سابقا ,فلم يحدث تغيير ولا تبديل بمناطات التعامل مع الأخر ولم يشهد الفكر الإسلامي أية تحولات جذرية كما يزعم البعض بعد نزول سورة التوبة .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية الدينية والجزية ح4
- الحرية الدينية والجزية ح3
- الحرية الدينية والجزية ح2
- الحرية الدينية والجزية ح1
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح5
- البراءة ح2
- البراءة ح1
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح4
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح3
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح2
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح1
- نسرين كوسا ... علامة ابداع في شعر المرأة العربي
- الفلسفة من منظار أخر
- نظرية الإزاحة والإحلال الفكري ح2
- أستراتيجيات تحرير المرأة ودورها في المجتمع الإسلامي
- نظرية الإزاحة والإحلال الفكري ح1
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- وحل الأنا وخطيئة الافتراس
- القيم ومفهوم الإيمان ح2


المزيد.....




- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الحرية الدينية والجزية ح5