|
القوافل التنويرية للثقافة الجماهيرية
كريمة الحفناوى
الحوار المتمدن-العدد: 5004 - 2015 / 12 / 3 - 19:57
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تحدث الكثيرون من المصريين والمفكرين والمثقفين عن أن مواجهة الإرهاب لا تكون بالأمن فقط، ولكن المواجهة الشاملة للتطرف والأفكار المتشددة تكون أيضا بالفكر والعلم والثقافة والفنون والإبداع مع دور للمؤسسات الدينية فى نشر قيم الدين الصحيحة من تسامح وعدل ومساواة وقبول الآخر وعدم التمييز والسلام والمحبة. كما تحدث الكثيرون عن دور الهيئة العامة لقصور الثقافة المنتشرة فى ربوع مصر فى القرى والنجوع والأحياء والمدن والريف والحضر. وأيضا عن دور مراكز الشباب التابعة لوزارة الشباب والرياضة، فعليهما دور كبير فى مواجهة الإرهاب بإشراق شمس الفنون والإبداع لتطرد ظلمة الأفكار الرجعية الظلامية المتشددة. هذا بجانب دور وزارة التربية والتعليم فى تربية النشئ على مناهج تنمى الانتماء والوطنية والمعرفة والمهارات. والدور الهام أيضا للإعلام المرئى والمسموع والمقروء ودور المسلسلات والأفلام فى إعلاء منظومة القيم والأخلاق والسمو بالروح والتذوق. أزف إلى القراء والقارئات بشرى البداية، والتى نتمنى أن تستمر. وكانت البداية فى القوافل التنويرية لإثراء الحركة الثقافية فى مصر، التى تنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الأستاذ الجامعى والمفكر والمثقف الدكتور محمد أبو الفضل بدران، مع مجموعة حملت شعلة الإبداع وعملت بكل جهد لتجهيز القافلة الأولى، والتى شرفت بالمشاركة فيها، إلى جامعة المنيا. شملت المجموعة الشاعر الموهوب محمد أشرف عامر رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، والدكتورة هالة محمد منير مدير عام إدارة قياس الرأى، والأستاذ محمد عزت مدير عام العلاقات العامة، مع الباحث الشاب محمد عمارة. انطلقت بنا السيارة إلى أرض حبيبة من صعيد مصر، إلى عروس الصعيد، إلى أجمل بقعة لنيل مصر، إلى أرض عاش فيها أجدادنا، اتخذها اخناتون عاصمة له ودعا منها إلى توحيد الإله، إلى أرض جميلة الجميلات الملكة نفرتيتى، إلى محافظة المنيا، وبالتحديد إلى جامعة المنيا. كان على باب الجامعة الاستقبال الحافل من الأساتذة وعلى رأسهم رئيس الجامعة الدكتور جمال الدين أبو المجد، وعميد كلية دار العلوم الدكتور محمد عبد الرحمن الريحانى. كما قابلتنا السيدة فوزية أبو النجا رئيسة إقليم وسط الصعيد الثقافى، ومديرو قصور الثقافة بالمنيا وأسيوط. وفى القاعة الكبرى لمركز الفنون والآداب، وفى افتتاح الموسم الثقافى فى جامعة المنيا، كان هناك أكثر من ألفى طالب وطالبة ينتظرون بكل حماس وتشوق الحوار المفتوح مع الفكر والسياسة والأدب والموسيقى. ضمت القافلة الشاعر الموهوب أشرف عامر، والموسيقى القدير الموهوب الذى ينطلق بكل المحبة والصدق الشاب الذى تجاوز السبعين من عمره، الموسيقار هانى شنودة ومعه أصوات قوية حساسة للشاب إسلام عطية والشابة سارة الهوارى. وكان معنا أيضا الفنان الممثل القدير والمثقف العاشق لبلده والواعى لدور الفن كرسالة تحمل المتعة الفنية والفكرة والتنوير، فنان يجوب أرض مصر شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، حاملا فى قلبه كل الحب لمصر وكل الكلمات التى تتدفق من فمه كطلقات رصاص ضد الإرهاب والأفكار المتطرفة، الفنان طارق الدسوقى. ودار الحديث بيننا جميعا طوال أربع ساعات من الرحلة فى السيارة التى نقلتنا إلى المنيا حول الفن والفكر والأديان والإعلام وتربية النشئ، وحول أن تكون الثقافة فى مقدمة اهتمام الدولة، وحول حق كل المصريين فى إتاحة الخدمات الثقافية. وتحدث الفنان طارق الدسوقى حول أهمية دور الدولة ودور الأحزاب والمنظمات الثقافية فى نشر الثقافة فى ربوع مصر. وصلت بنا السيارة وكلنا أمل فى اللقاء مع أبنائنا وبناتنا، وإجراء حوار يرد على كثير من تساؤلات الشباب حتى تضيق الفجوة بين ما يسمى جيل الكبار (العواجيز) وجيل الشباب. نعم إن تضييق تلك الفجوة ودفع الشباب للمشاركة فى بناء مستقبله وتحقيق آماله وطموحاته ومطالبه التى لم تتحقق بعد، والتى نادى بها فى ثورتى يناير ويونيو. ودار الحديث عن المخاطر التى تحيط بمصر من القوى الخارجية الاستعمارية المتوحشة، ومخطط تقسيم مصر وحصارها اقتصاديا ومخطط تفتيت الوطن العربى كله. كما دار الحديث أيضا عن الأمل، وعن تمسك الشباب بمطالبهم والتعبير عنا بكل الأشكال السلمية، وعن حقوقهم وواجباتهم تجاه بلدهم فى المشاركة والمتابعة. وقلت لهم بكل صدق إننى متفائلة دائما لأننى أثق فى هذا الشعب العظيم، وزاد تفاؤلى بعد وجودى بينكم. امتد الحوار بيننا وكانوا كلهم آذان صاغية، كما تحمسوا كثيرا لما قاله الموسيقار هانى شنودة عن الموسيقى وكيفية سماع الموسيقى بحس ووعى وروح وفهم، مع عزفه لجمل موسيقية وتفسيره لها بالفرق بين الجملة التى تعنى سؤالا وتلك التى تعنى جوابا أو تعبر عن حالة الفرح أو حالة الغضب أو حالة الحب. والتهبت أكفهم بالتصفيق لأغانى فرقة المصريين، أغانى الزمن الجميل. وانتهى اللقاء بعزف وغناء لفرقة الموسيقى العربية بقصر ثقافة أسيوط. تحية لهذه الفرقة التى تثبت أن مصر ولادة وأن المصريين عاشقون للفن والإبداع. كل التحية لجامعة المنيا وللهيئة العامة لقصور الثقافة. وأزف لكم أنه فى الأسبوع القادم سيتم تنظيم قافلتين إلى جامعتى أسيوط وجنوب الوادى فى سوهاج. وأقول فى نهاية مقالى: عندما غابت الأنشطة الثقافية والفنية عن المدرسة والجامعة والمجتمع تسللت إلينا الأفكار المتطرفة والظلامية والرجعية. أناشد وزير الثقافة الكاتب حلمى النمنم أن يضع كل الإمكانيات والتسهيلات المطلوبة لهذه القوافل لتكمل دورها كى نصل بمصر إلى بر الأمان. دكتورة كريمة الحفناوى
#كريمة_الحفناوى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المجمع الإعلامى بالإسماعيلية والانتخابات البرلمانية
-
حول المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية 3
-
حول المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية
-
فلنتعلم من هذا الشعب العظيم
-
الثقافة الجماهيرية والمرأة الريفية
-
حول الانتخابات البرلمانية فى مصر
-
الصورة الحالية فى الانتخابات البرلمانية
-
عودة -روح- المسرح المصرى
-
من فقراء شعب مصر إلى رئيس وزراء مصر
-
السياسات الحكومية تهدد استقلال الإرادة الوطنية
-
على الانتخابات رايحين نازلين بالملايين
-
الأفكار الظلامية الإرهابية والثورة التنويرية
-
عبد المجيد الخولى نبض الفلاحين
-
إرادة الشعب التى لن يقهرها أحد
-
فبراير والعدالة البطيئة والغائبة
-
آن الأوان يامصرى للمشاركة
-
من الحزن والألم إلى الفرحة والأمل
-
الشباب وتخوفات مشروعة
-
25 يناير 2011-2014 ثلاث سنوات والثورة مستمرة
-
من شعب مصر إلى الرئيس القادم
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|