موقفي من الانتخابات -المعضله-

فادي سويرس

الحوار المتمدن-العدد: 5004 - 2015 / 12 / 3 - 19:05
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    

ماذا عن الانتخبات؟

لقد قررت ان اعلن موقفي و رايي اخيرا وبعد انتهاء الانتخابات لاسباب عده سيتم توضيحها في هذا المقال.
1 لماذا لم اتحدث عن الانتخابات؟
موقفي من اي عمليه سياسيه في ظل حكومه مستبده اقل ما توصف به انها "عسكريه" تقوم علي الراي الواحد ومبدء السمع والطاعه المماثل لعقليه الاخوان يتمثل في كلمه واحده (المقاطعه) بغض النظر عن عدم ثقتي في نظام بني علي دم -اي كانت ملابسات تلك العمليات الوحشيه وطبيعه ضحاياها- فانا اري انه لعبث ان تدعوا الشعب لعمل سياسي ما وانت جالس علي الاف من ضحايا التعذيب في السجون والاف من معتقلي الثوره والتعتيم بل والمشاركه في اضطهاد ممنهج ضد اهم شريحه ساهمت في رحيل الاخوان "شباب الثوره"
بالنسبه لي مجرد التفاوض مع من يعتقل زملائنا ويطاردهم حتي هذه اللحظه يعد في مرجعيتي (الثوريه)(الشخصيه)(الخاصه) "خيانه".
2 لماذا لم انتقد الانتخابات واهاجمها كعادتي؟
- ترشح والدي وهو شخص انا علي اتم اليقين انه شخص شريف كان سبب في وضعي في معضله اذ ان بعض منافسيه الذين تمتعوا بقدر عالي من الحقاره كانوا يستغلون ارائي بشكل مقتضب لتشويه سمعته ورغم عدم سعادتي بمشاركه ابي في تلك المهزله لاني كنت علي درايه انه لن يسمح له بالفوز لانه شخص له شعبيه قويه في دائرته ونظيف اليد لذا كنت علي يقين ان النظام من خلال رجاله بشكل مباشر او غير مباشر لن يسمحوا بامثاله بالمرور في هذا الكرنفال الهذلي الذي سيكون دوره فقط "مكياج لوجه النظام القبيح" ولكني لم ارد ان اكون خنجرا في ظهر ابي يستعمله كلاب امن الدوله. الحقيقه كان قرارا صعبا ومرحله نفسيه سيئه جدا بالنسبه لي. فكل خبر يمر علي اتخاذل في التعليق عليه من خلال الفيسبوك كي لا اتيح فرصه ان يتم التلاعب بمقولاتي او حتي سخريتي المعتاده... كنت في حاله بائسه من التقيد وشعرت حتي بالاذلال والتركيع في تلك المرحله ولكنها عبرت .
3 لماذا لم ادعم ابي حتي ولو ببوسط علي الفيسبوك؟
-شرحت لابي رايي من تلك المشاركه وتمنيت له التوفيق لعله يستطيع ان يصلح شيئا من تلك المهزله المره التي تعيشها الحياه السياسيه المصريه ولكني لا استطيع ان اشارك في شيء بمثابه المرور علي دم شهداء الثوره وقد تفهم هو موقفي الشخصي وقال لي نصا " شوف انا فاهم موقفك وكل واحد فينا بيحاول يحل بطريقته وانا ماقدرش اتاخر عن الناس اللي وثقت فيا وشغالين بايديهم وسنانهم في الموضوع ده بس انت ماتعملش حاجه انت مش مقتنع بيها"
واعتبر نفسي محظوظ جدا بابي لتفهمه وله كل الشكر.
4 ما رايي في نتيجه الانتخابات؟
متوقعه.
بغض النظر عن تفاصيل كثيره قد تسيء الا اشخاص بيعنهم لقد توقعت مرور ابي لفتره الاعاده وليس اكثر وهذا هو نفس الاسلوب الذي تعلمته الدوله في التعامل مع الانتخابات حديثا اذ ان الاستهتار المفرط كسابق عهدهم اصبح خطيرا بعض الشيء وصارت اليوم اليه عمل الدوله بما يمكن ان تسميه "المصيده". وهي ان يتم جر بعض الشرائح الثوريه الحالمه والامله في التغيير التقليدي للمشاركه بضغط مرشحي الدوله و الجهات الامنيه قليلا ليتبين ان الدوله متوتره وعلي استعداد ان تتخلي عن رجالاتها .النتيجه دخول المشرح الثوري الي الاعاده مما يجعل اي اعتراض لاحق لا معني له اذ يتلون بلون ان الاعتراض فقط لعدم الفوز ثم يتم تنفيذ ما تعودناه من تزوير فعلي في اللجان او الفرز او تزوير الاراده الشعبيه بالتغاضي عن الرشاوي والبلاغات المقدمه ضد الفاسدين.
5 رايي في المرحله القادمه.
- لا استبشر اي خير من برلمان مغضوب عليه من شرائح كبيره من الشعب وخاصه الشريحه الاكثرهم تحرك وهي الشباب بالاضافه الي تاريخ وخلفيه النواب التي لا تخفي علي احد امثال توفيق عكاشه ونجل مرتضي منصور وخلافه... وكنت اتمني ان يكون لدي النظام شيء ضئيل من الحكمه كي لا يختار الصدام المستمر مع المجتمع المعارض اذ ان الاخبار تصلني غير مبشره بالمره.
اتمني ان يراجع النظام بكافه مستوياته اعاده النظر في الموقف قبل ان تخرج الامور عن السيطره فبالرغم من موقفي من نظام السيسي الفاشي والفاشل اشعر برعب في حاله موجه ثوريه جديده لن يستطيع شباب 25 يناير او اي شخص اخر ان يسيطر عليها او حتي يوجهها.
ولكني ايضا لا استطيع ان اتعايش مع حقيقه استمرار الوضع الحالي بهزليته.

حظ اوفر ان شاء الله لكل المرشحين الشرفاء في انتخابات ما بعد التغيير.
من اجل برلمان حقيقي يليق بكم.

#فادي_سويرس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات