أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي فائز - أبوذر ينفض تراب قبره ويعود من جديد














المزيد.....


أبوذر ينفض تراب قبره ويعود من جديد


علي فائز

الحوار المتمدن-العدد: 5004 - 2015 / 12 / 3 - 13:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قرر أن ينبش قبره ويشق كفنه ويعود إلى مواصلة ثورته، عاد إلى الحياة مرتديا كفنه الأبيض، حاني الظهر، عكر صفوه ما سمعه عن الحكام الظلمة، حاملا على ظهره هموم المظلومين والمعذبين، وعلى لسانه تتجسد صرختهم، عاد وهو حاملا عصا يتوكأ عليها وعيناه الشاحبتان تمثل الشرارة الأولى للثورة، ثورة تحمي الفقير وتقي المحروم وتسود بها العدالة الاجتماعية بين الناس أجمعين؛ محاولا إيقاظ شعب هدم فيه روح الثورة وعاظ السلاطين.
وقف أمام أبواب المنطقة الخضراء وصرخ بعالي صوته: « أتتكم القطار بحمل النار! اللهم العن الآمرين بالمعروف التاركين له. اللهم العن الناهين عن المنكر، المرتكبين له »، ثم عاد والتفت إلى جماهير شعبه وقال محرضا على الثورة: يا شعبي العزيز سياسة المستكبرين الظالمين المستعمرين سياسة ( جوّع كلبك يتبعك )... فسيبقى الشعب العراقي المظلوم في عوز وفقر وضياع وإرهاب وتشريد وتقتيل مادام هؤلاء يتسلطون على الرقاب.
خُيّل للحكام الظالمين أنّ غضبة كان لنفسه أو أنه ربما كان عن فاقة ألمَّت به، أو مطمع يدفعه إلى ذلك. فساوموه وقالوا له: نعطيك الإعلام والرواتب ونسلم لك مفاتيح المكاتب الدينية؛ رجاء أن يسكت أو يكف، لكنهم وجدوه خلاف ما كانوا يتوقعون. انه يحمل همّ أمة ومستقبل أمة باسرها .
توجس الحكام الظالمون خوفا منه ومن ثورته وكلماته التي تمثل صحوة للشعب فبدأوا بمراقبته ومضايقته ..
غادر المنطقة الخضراء متجها صوب النجف حيث يتمركز في دهاليزها وعاظ السلاطين، لاحت في الأفق قبة الإمام علي (عليه السلام) فقال في قرارة نفسه: ما اقربكم من علي، وما أبعدكم عنه، لقد خدعتم الناس باسمه، تهتفون للحكام الظلمة (علي وياك علي!!! ) متى كان علي مع الظلمة والفاسدين!! اوجبتم على الناس انتخابهم وقلتم ان المشاركة في الانتخابات مثل المشاركة في بيعة الغدير! ما اقبحه من غدير وما اقبحها من بيعة تؤدي بصحابها إلى نيران جهنم.
وصل إلى دار كبير وعاظ السلاطين، وقال له: إنّك الاسوأ على الدين والمذهب ولن يأتي أسوء منك أنت من أسس أساس الفساد في هذه البلاد، أنت من أوجبت انتخاب المفسدين باسم الدين والمذهب، والدين والمذهب منك براء، وهذه النتيجة التي وصلت لها الآن، أنت من أرسل الشباب الحالم إلى مقصلة الموت لأجل اسباب سياسية قذرة، أنت من أوجب الانتخابات تحت سلطة الاحتلال وطائراته ودباباته ورشاشاته وحرابه وانتهاكه لحقوق الشعب العراقي الإنسانية؛ من مصادرة الحريات وانتهاك المحرمات والمقدسات والاعتداء على النساء والأطفال والشيوخ واعتقالهم وتعذيبهم، أنت من دعا الناس على التصويت للدستور بـ نعم . أنت وحاشيتك سارق لأموال العتبات المقدسة التي اتخمت فيها بطونكم واشبعتم شهواتكم منشغلين بلهوكم وحولكم اكباد تحن إلى القد، أنتم سراق أموال الأرامل واليتامى والفقراء.
التفت الناس حول أبي ذر وأصبح لهم الشعلة التي تنير دربهم نحو الحرية والعدالة على الرغم من أنهم قلة قليلة وفّت لرعاية الحق.
كتب وعاظ السلاطين إلى الحكام الظلمة: أن أبا ذر تجتمع إليه الجموع ولا أمن أن يفسد عليكم في القوم حاجة، جيشوا الجيوش ضده ونحن بدورنا سنبث عليه الشبهات باسم الدين؛ حتى تكون مبرر لقتله، ولا تثور الناس علينا، اقصفوا داره بالطائرات، لاتدعوا له باقية، احرقوا جثث اتباعه واسحبوها في الشوارع، اقتلوا حتى الطفل الرضيع؛ خوفا من أن يكبر ويعلن الثورة!
لم يتمكنوا من قتل أبي ذر، ولازال يمثل شعلة الثورة من منفاه.



#علي_فائز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- خلال لقائه المشهداني.. بزشكيان يؤكد على ضرورة تعزيز الوحدة ب ...
- قائد -قسد- مظلوم عبدي: رؤيتنا لسوريا دولة لامركزية وعلمانية ...
- من مؤيد إلى ناقد قاس.. كاتب يهودي يكشف كيف غيرت معاناة الفلس ...
- الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة ...
- اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي ...
- بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب ...
- مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج ...
- “سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن ...
- الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي فائز - أبوذر ينفض تراب قبره ويعود من جديد