سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 5004 - 2015 / 12 / 3 - 08:01
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كان الحديث دوما عن الامن من وجهة نظر امن عسكرى اى تحسين ادوات القتال او امن غذائى لتوسيع رقعة الاراضى الزراعية .لكن ما فات هو عدم الانتباه لللامن الثقافى و قد ثبت انه الاخطر .
ما هو الامن الثقافى ؟ الامن الثقافى هو تلك الافكار المجتمعية التى تحرص على تثبيت و تواصل القيم العامة للمجتمع التى انتجت , و تم توارثها خلال قرون .مثل قيم قبول الاخر و العيش بسلام و باحترام مع الاخرين فى الوطن.
طبعا لست فى وارد تزيين الماضى لانى اعرف جيدا ان التعايش و قبول الاخر لم يكن دوما على ما يرام .لكن هذا ماضى لا داعى له الان فما يهمنا هو المستقبل.
لا بد لنا اولا من الاقرار ان الامن الفكرى ضرب بقوة الامر الذى خلخل فعلا القيم السائدة ,و دمر الامن الفكرى للمجتمعات و اوجد افكارا و قيما مشوهة و مدمرة لكل ما تم بناءه فى قرون .
و فى الوقت الحاضر حين اسمع عن سنى يقول ان له صديق شيعى او مسلم يقول ان له صديق مسيحى فمعنى هذا ان هناك مشكلة .و المشكلة لا تنتهى بالادانة اللفظيه (لهذا الزمن اللعين) .بل بتشخيص المشكلة و التصدى لها ولا مناص من ذلك لانه شرط التقدم الذى لا غنى عنه.
يجب ان اقول الحقيقة كما هى, و اتوجه بصورة خاصة الى المثقفين العرب المتنورين و الذى تقع على كواهلهم مسوؤلية التغيير .الثقافة العربية الان فى حالة مرض حقيقى, و لا بد ان تدخل فى مستشفى طب الحضارات لان المصاب جلل .فالثقافة التى تدمر معالم الحضارة فيها و تسبى الفتيات الصغيرات, و تقطع روؤس الابرياء ثقافة تعانى من مرض لا بد من معالجته.
و هو امر يحتاج الى وقت و جهود كبيرة جدا قوى التنوير فى بلادنا .
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟