أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هادي فريد التكريتي - مجرد شك ..! يا سيادة الرئيس .!















المزيد.....

مجرد شك ..! يا سيادة الرئيس .!


هادي فريد التكريتي

الحوار المتمدن-العدد: 1367 - 2005 / 11 / 3 - 11:30
المحور: حقوق الانسان
    


ماذا لو وجه السيد رئيس الجمهورية ، جلال الطلباني ، أو السيد رئيس الوزراء ،الدكتور الجعفري ، نداء لكل المصابين العراقيين بأمراض خطيرة ، أو التي لا يمكن الشفاء منها أن يسجلوا أسماءهم ، للحصول منهم على معلومات ، عن طبيعة أمراضهم وتاريخها ، وما يعانون منه حاليا ، وما تلقوه من علاج ، سواء أكان هذا قبل سقوط النظام أم بعده ؟ لا شك سيكون العدد كبيرا وهائلا ، وخصوصا تلك الأمراض الناتجة عن استخدام الغازات السامة ، كما حصل في كوردستان العراق مثلا ، أثناء الحكم الفاشي ، أو نتيجة استخدام أسلحة اليورانيوم المنضب ، سواء ما نتج من استخدام تلك الأسلحة في الحرب مع إيران ، وتحديدا في المنطقة الجنوبية من العراق ، أم أسلحة الدمار الشامل التي كان النظام يجري عليها تجاربه ، والتي أتهم بامتلاكها واستخدامها ، أو نتيجة لتلك التي استخدمتها القوات الأمريكية عند طرد النظام وقواته من الكويت في حرب الخليج الثانية ، .فجريمة النظام الساقط كانت مروعة فيما أحدثته من أمراض راح ضحيتها الآلاف من العراقيين ، ولا زال يعاني منها الكثيرون ، وكل هؤلاء الضحايا ، عراقيون ، عربا وكوردا ومن القوميات والطوائف العراقية الأخرى ، فهل توفر لكل هؤلاء العلاج ؟ سواء أكان هذا قبل أو بعد سقوط النظام ؟ فقبل سقوط النظام ، كانت الجهات المعنية تقر بهذا الواقع وتعلق أسبابه ونتائجه على الحصار ، كذبا وبهتانا ، وهذا مفهوم ..! إلا أننا بعد سقوط النظام ، لا من قبل قيادة الاحتلال ولا من قبل الحكومات العراقية " الوطنية " المتعاقبة ، لم نسمع أو نقرأ عن اهتمامات المسؤولين بهؤلاء الضحايا المرضى ، بل على العكس نقرأ في الصحافة ، ونسمع من الجهات ذات العلاقة ، أطباء ومسؤولين ، وكذلك تعايشنا مع مرضانا ، كشف عن كثرة الشكوى من عدم الاهتمام بما يعانونه من قلة الرعاية وتدنيها ، وعدم توفير الأدوية ، وتزايد حالات الوفيات هي نتيجة منطقية لهذه الأسباب . كل ما تقدم لم يكن جديرا بالتفاتة من مدير مستشفى أو طبيب ، مثلا ، ناهيك عن مسؤول أعلى منزلة ، وهؤلاء المرضى الضحايا ، هم من الشعب العراقي ، الذي يتكلم المسؤولون في السلطة باسمهم ، وهؤلاء ، هم وعائلاتهم ، من أعطوا الشرعية للحكم ، عندما غادر المريض ، بمرض خطير ويصعب الشفاء منه ، فراش مرضه ، والمقعد ، والمعوق ، من ضحايا القادسيات ، نقلتهم عربات " زبالة " لمراكز التصويت ، متحدين الموت ، ليعطوا الحكم وقيادته شرعية لم تنلها حكومة عراقية أو عربية ، لا من قبل ولا من بعد . أليس هؤلاء هم الأجدر بالإهتمام والعلاج من مجرمين وقتلة ، كل مرضانا وكل شهدائنا ، هم من ضحايا زنازينهم في الأمن العامة والمخابرات ، ومن ضحايا القبور الجماعية ، وأنفالات الكورد العراقيين ومختبرات أحواض التيزاب ، وغيرهم كثر ، هم ضحايا هؤلاء المجرمين الذي يتجاوب بعض المسؤولين لندائهم "من منطلق إنساني وحقوق الإنسان .." ؟ أليس الأجدى تقديم العلاج والدواء والرعايا للضحايا من هذا الشعب الجبار ، هؤلاء هم مفخرة شعبنا ، وليس المجرمين الذين أذلوا شعبنا ، وشردونا في المنافي ، وأعاقوا تطورنا وبناء وطننا ، عشرات السنين ، ونحن بلد الحضارات وبلد العقول ، ونحن من يمتلك الثروات ، إلا إننا لا زلنا نمتهن التسول في موانئ غريبة ، ولم ُيعِْد المسؤولون ، حاليا ، حقوقنا المسلوبة حتى الآن !
من حق رئيس الجمهورية ، السيد جلال الطلباني ، باعتباره رئيسا لكل العراقيين بما فيهم مجرمي النظام السابق ، أن يتجاوب مع مناشدة مريض يطالب بالعلاج ، رغم جرائمه ، فهذه حالة إنسانية تسجل له ، ولكن ، هل سيتعامل السيد الرئيس ، بالمثل ، مع من يناشده من عامة العراقيين الشرفاء ؟ وهل لو كان الجواب بالإيجاب سيكون هذا عن طريق وسائل الإعلام ؟ ألم يكن هذا الموقف يستفز الشعب الكوردستاني العراقي ، قبل الشعب العربي العراقي ، وهناك آلاف المصابين بحالات مرضية جراء قصف حلبجة ، وآلاف القرى العراقية الكوردستانية ، بالكيمياوي وغاز الخردل والأسيد ، ولا زال الضحايا الكورد يعانون بصمت في كوردستان العراق ، وآلاف غيرهم في مناطق مختلفة من العراق ؟
برزان التكريتي ناشد رئيس الجمهورية لإخراجه من السجن للعلاج ، والسيد رئيس الجمهورية تجاوب ، بسرعة ، مع هذه المناشدة من منطلق إنساني وعلاقات تاريخية بين العائلتين ، واحتراما لصداقته الشخصية ، وهذا شأن خاص به ، فالمواطن ، كائن من كان ، له الحق في أن يقيم علاقات مع من يشاء ، والشعب العراقي غير معني ، بهذه " العلاقات التاريخية التي ربطت عائلتيهما مع بعض " كما لا شأن له بصداقات السيد الرئيس أكان هذا الصديق برزان التكريتي أم غيره ، إنما ما يعنيه هو مناشدة السيد الرئيس ل " دولة رئيس الوزراء لاستعمال صلاحياته لإخراج المواطن برزان التكريتي من السجن وادخاله مستشفى للمعالجة من السرطان " والتجاوب السريع من السيد رئيس الوزراء الجعفري حيث قال " سيلقى برزان الرعاية الطبية كمريض بالسرطان حيث أن كل المحتجزين لهم الحق في العلاج " وليس هناك من يعترض على علاج الموقوف أو المحتجز ، ولكن كيف ؟ وأين ؟
السيد رئيس الجمهورية في مناشدته لرئيس الوزراء استخدم عبارات لا تنم عن علاجه ، لبرزان التكريتي ، في داخل المستشفيات العراقية ، وإنما جعل المستشفى في حالته النكره ، ( وإدخاله مستشفى للمعالجة )، فهذا فيما يعنيه ، ليس بالضرورة أن يكون العلاج في العراق ، كما ليس بالضرورة ، أيضا ، أن يكون خارج العراق ، إلا أن ما يدعوني للشك بأن العلاج سيكون خارج العراق هو عند المناشدة لرئيس الوزراء استخدمت العبارة التالية المصاحبة للعلاج " لاستعمال صلاحياته لإخراج المواطن برزان التكريتي من السجن..." فالعبارة صيغت بإحكام ف ،" إخراجه من السجن " تعني إطلاق سراحه ، وهذا ما تبادر إلى فهم السيد رئيس الوزراء الجعفري ، وتداركه عندما قال " مع ترك القرار بخصوص وضعه القانوني للقضاء " وهنا يحتمل أيضا أن يطلق سراحه ضمن تكييف قانوني يلجأ إليه رئيس الوزراء لاحقا ..
هل هناك ما يدعو لهذا الإهتمام الزائد بالسيد برزان ، وهناك الكثير من المرضى من أعمدة النظام الفاشي ، الموقوفين ، ومن ضمنهم صدام حسين نفسه، وربما مصابون بالسرطان كذلك ، فِلم لا يعاملون بالإهتمام الذي يلقاه برزان ؟
لا شك إن برزان كان محل ثقة أخيه غير الشقيق صدام ، على الرغم من كثرة الشائعات التي تناولت العلاقة بين الأخوين ، فالدم لا يصير ماء ، كما يردد القومانيون ، وبهذا المبدأ يؤمن صدام وأخوه ، فعندما أُرسل برزان إلى سويسرا كممثل للعراق في منظمة الأمم المتحدة بجنيف ، كان يقوم بإدارة الأموال المنهوبة ، البالغة مليارات الدولارات ، وإيداعها في البنوك السويسرية وغيرها بأسماء مستعارة ، من ضمنها 5 % حصة كولبنكيان من شركة نفط العراق المؤممة ، إضافة إلى القصور والعقارات في مختلف الدول الأوربية ، ولا أحد يستطيع تحريكها أو استخدامها غير برزان الموقوف حاليا ، والمحال للمحكمة ، فصدور الحكم عليه يعني ضياع هذه الأموال ، وبما أن المناشدة لم تشمل رئيس الجمهورية السيد جلال الطلباني لوحده ، وإنما شملت رئيس الولايات المتحدة جورج بوش ، ورئيس الوزراء البريطاني بلير وغيرهم من الرؤساء والقادة عربا وغير عرب ، حسبما ذكر موقع الجيران الألكتروني ، فمن هنا تتضح خيوط اللعبةـ الصفقة ، فالسيناريو والإخراج هو من إعداد الْْ C.I.Aمع الإعتذار لمن لا يؤمن بالمؤامرة والمطلوب هو أن يطلق سراح هذا المجرم والتمهيد لهذه الجريمة ، يأتي من العراق ، بحجة مرض لا يرجى الشفاء منه .!
من مصلحة الشعب العراقي ، أن يتعاون رؤساء دول العالم على إعادة ـ وليس إعادة نهب ـ الأموال العراقية المنهوبة من قبل النظام العراقي ، قبل تدخلهم في مساعي " إنسانية " لإخراج المجرم للعلاج ، وبرزان التكريتي هو المفتاح لهذه الأموال ، والشعب العراقي ليس بحاجة للاحتفاظ برأس مجرم عفن كرأس برزان ، فعنده منها الكثير ، ومبادلته بكل الأموال المنقولة وغير المنقولة في الخارج ، التي يعرفها هذا المجرم ، أمر مقبول ، يحقق للعراق حق استرداد بعض ما نهبته هذه العائلة من أموال الشعب ، و" إخراجه للعلاج " ليس قبل أن يتسلم البنك المركزي العراقي كامل الحسابات التي يديرها هذا الرأس العفن ، وآنئذ لا تعنينا الصداقة الشخصية والعلاقات التاريخية التي ربطت بين عائلتي السيد رئيس الجمهورية ، جلال الطلباني ، وبرزان التكريتي .، فهذا شأنهما ، وإن كان هذا أمرا يهم الأكراد قبل العرب ..!



#هادي_فريد_التكريتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنتم أعلم بأمور دنياكم ..!
- ..! المليشيات وتدهور الوضع الأمني
- العراق ..وجامعة الدول العربية ..وعمرو موسى..!
- الديموقراطيون الجدد..!
- ديموقراطية الاحتلال..!
- لا..لمسودة الدستور الطائفي ..!
- الحكم لازال بيد مريكا ..أيها السادة !!
- هل من علاقة بين التصعيد في البصرة والتحالفات الجديدة ..؟!
- تخبط ومحاولة تقسيم ..!
- متى يتم الافراج عن الدستور ..؟!
- من يتحمل مسؤولية جسر الأئمة ...!؟
- عثمان علي ..!
- الجعفري وعقدة الحزب الشيوعي ..!
- وعلى الجرفين عظمان ..!
- استلمنا مسودة الدستور ..لكن ..!
- المفوضية العليا للانتخابات..!
- المأزق.!
- الدستور العراقي ..وطني ام طائفي ؟القسم الرابع والأخير
- الدستور الجديد.طائفي أم وطني؟! القسم الثالث
- الدستور العراقي..وطني ام طائفي /القسم الثاني


المزيد.....




- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هادي فريد التكريتي - مجرد شك ..! يا سيادة الرئيس .!