أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ميشيل نجيب - مصر والهويات الضائعة














المزيد.....

مصر والهويات الضائعة


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 1367 - 2005 / 11 / 3 - 11:30
المحور: حقوق الانسان
    


التهرب الضريبى هو صفة منتشرة فى المجتمع المصرى لأنه من صفات القائمين فى أعلى المناصب السياسية والقيادية مما أكسبها طبيعية وواقعية لا جدال فيها، والتهرب من الحقيقة وراء شعارات التسامح والوحدة والضرب بيد من حديد أو من صفيح على كل من يخالف مبادئ الوحدة الوطنية التى يقودها منافقى المجتمع المصرى الذين أصبحوا اللسان الشرعى للسلطة السياسية فى مصر هى أيضاً صفة الفكر المصرى منذ عهد الثورة وحتى يومنا هذا.
هذا التهرب يمارسه النظام السياسى والرئيس " المصرى " مبارك الذى يردد كلام وشعارات سئمها الجميع وكأنه يتكلم إلى خواجات !
وسط النعيق الإعلامى الصارخ فى مصر لأحداث الأسكندرية ، أسمع الرئيس مبارك يتحدث بضرورة أن "... نتمسك بهويتنا وخصوصياتنا العربية والإسلامية ... " وكأن هويتنا وخصوصياتنا الفرعونية والقبطية المصرية لا وجود لها فى مصر الحديثة أو القديمة وكأنه عار الحديث عنها أو النطق بها إلى جانب كلمتى العربية والإسلامية المقدستين ، أتخيل أن مبارك ليس محايداً وأنه ليس رئيس كل المصريين وأن كلامه يقول بصريح العبارة أن ثقافته وهويته لا وجود فيها ولا أعتراف منها بشئ أسمه التاريخ المصرى وهذا ما يجعل مصر تتخبط بأستمرار بين أحداث الكشح وأحداث الأسكندرية ولا يعرف أحد موقعها على خريطة العالم الحديث والمسئولية تقع بلا أدنى شك على الأسلوب الديماجوجوى للخطاب السياسى المصرى !
من السهل على محبى الشعارات أن يقولوا أن المسلمين والأقباط أخوة وأن عنصرى الأمة المصرية واحد وأن الوحدة الوطنية لن ينال منها أحد ، هى كلها شعارات قد يقولها الرئيس المصرى أو بن لادن الله يرحم أيامه أو يقولها خليفته الظواهرى فى أفغانستان أو من يحل محلهم فى مصر المحروسة ، فالمعنى واحد أى النفاق الصريح والتلاعب بعقول البشر !
عندما تقيم رئاسة الجمهورية الأحتفالات والمهرجانات وتوزع الجوائز على المتسابقين ونسمع عن جائزة بأسم الرئيس المصرى مبارك للدراسات الإسلامية مقدارها مائة ألف جنيه ، ويتساءل المسلم والغير مسلم فى حيرة لماذا لا يكون هناك جائزة للدراسات المسيحية بأسم مبارك أسوة حسنة بالمسلمين لتكون تعبيراً حياً عن هذه الوحدة الوطنية ؟ أين رئيس الجمهورية الذى حلف اليمين وأقسم بأن يقيم العدل ولا ينحاز إلى مواطن على حساب آخر ولا يظلم فئة على حساب أخرى ؟
إذن نتحدث كثيراً فى كل شئ صالح وجميل لكن فى خفايا العقول والقلوب أشياء آخرى لا علاقة لها بحقوق الإنسان أو الإصلاح أو العدل أو المساواة أو الجمال ، بل هو قبح وأزدراء وظلم وعنصرية وتحدى سافر لقوانين الإنسانية بأسم الإنفعال الدينى.
ما يحدث فى مصر سيستمر إلى عشرات السنين القادمة لأن المجتمع وقادته هذه هى عقيدتهم وفلسفتهم ومبادئهم وضمائرهم التى عملوا بها طوال السنين الماضية وسيعملون بها فى المستقبل ، ليس صحيحاً أن الدين لله والوطن للجميع فى مصر المحروسة حتى ولو قالها بلسانه رئيس الجمهورية مبارك لأن أعماله وقراراته تناقض هذا الشعار الرنان ، لأن المواطن المصرى الأول حسنى مبارك هو من يحتكر الدين بأسم الأغلبية والواقع المصرى يعج بالأمثلة البغيضة التى تفرق بين مواطنى الدولة ، تلك التفرقة التى تعتبر بحق أكبر جريمة دينية يرتكبها النظام المصرى فى حق الشعب المصرى بأكمله ، إن النظام السياسى يعمل على تعميق المذهبيات ويستغل الدين فى تكوين جماعات دينية لتحقيق مآربه السياسية ويغطى بها فشله المستمر فى رفاهية المواطن المصرى وخططه ومشاريعه الأقتصادية وإغراق المجتمع فى مشاكل لا حصر لها وقضايا بلهاء وآخرها محاولة الغريق المصرى بقيادة وزير الخارجية أبو الغيط إنقاذ الغريق السورى الشاب من بلاويه المتلاحقة والتى أدانه المجتمع الدولى بالإجماع عليها ، لكن شهامة المصرى لا تقف عند حدود بل تمد يد المساعدة حتى للطغاة ومرتكبى الجرائم وهذا ليس مدعاة للعجب !
المشكلة ليست فى الإنسان بل فى النظام الذى يحكم هذا الإنسان ، وعندما لا يكون النظام غير شرعياً بأستمراره أكثر من عشرين سنة فى الحكم وما أنتجه من تربية وثقافة مجتمعية فى يدها السلطان والصولجان ، ونظام المعارضة الذى هو صورة إحتياطية طبق الأصل من النظام القائم هى أيضاً معارضة غير شرعية لأنها تمثل أغراضها ومصالحها ، أى أن النظام المصرى فى حاجة إلى إعادة تأهيل وهذا على ما يبدو ما يتم الآن على أيدى منتجى الهامورجر الأمريكى ومنتجى الزفت الوهابى السعودى " وكله عند العرب صابون " !



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبارك لم يباركه المصريون
- بيان تلفزيونى للدكتور !
- القمم العربية للإرهاب
- الإصلاح وإرهاب الآخر
- سيد القمنى وشرم الشيخ
- هل الله محبة ؟
- بلطجية التطبيع
- السب والتشهير فى حق مصر
- الإيمان الدينى والإنسانى
- نداء العفيف الأخضر إدانة للعرب
- حزب مصر الأم
- مصر بين الجنة والنار
- الإصلاح المسيحى والإنسان
- الإصلاح المسيحى - الأعياد
- الإصلاح المسيحى - الأصوام
- الإصلاح المسيحى - الأيقونات
- الإصلاح المسيحى - الكهنوت
- الإصلاح المسيحى - البابوية
- الإصلاح المسيحى
- طارق حجى رئيساً للوزراء


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ميشيل نجيب - مصر والهويات الضائعة