أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسن محاجنة - مِصعد ألسبت ..














المزيد.....

مِصعد ألسبت ..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 5003 - 2015 / 12 / 2 - 09:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مِصعد ألسبت ..
حيثُ أنّ أبناء عُمومتنا من المُتدينين ، يحافظون على قُدسية السبت كمُحافظتهم على بؤبؤ العين ، وبما أن العمل "حرامٌ" في السبت ، كان لا بُدّ من إيجاد حلول تكنولوجية ، لتجعل الحياة اليوميومية تسيرُ بشكل عادي ، حتى في يوم السبت المُقدس .
فإشعال النار في السبت حرام على سبيل المثال ، و"تشغيل" الأجهزة الكهربائية المتعددة ، حرام أيضاً ، لأن هذه الأعمال ،وبناءً على فتاوى الفقهاء ، تُدنّس "حُرمة" السبت المقدسة .. فأبناء عمومتنا يُطلقون على السبت ،"السبت الملكة " ، لذا يتوجب على "رعاياها" احترام قراراتها بل وإطاعة أوامرها طاعة تامة ..
لذا ، فهناك مصعد للسبت في المؤسسات الرسمية ،كالمستشفيات ، وفي العمارات السكنية الكبيرة .. ويمتاز هذا المصعد بأنه يعمل بشكل آلي ، فهو يفتح ابوابه آلياً ويغلقها كذلك ، ويتوقفُ في كل طبقةٍ من طبقات المبنى بشكل آلي أيضاً ، يعني مُبرمج بشكل لا يحتاجُ فيه الإنسان إلى "الكبس " على زر التشغيل ولا يحتاج الى الضغط على زر رقم الطابق .. لذا "فالسفر" في هذا المصعد بطيءٌ جداً ، لأنهُ يتوقف في كل طابق ، يفتح ويغلق أوتوماتيكياً ، ولا يستطيع "الراكبُ" ،فٍعل شيءٍ سوى التحلي بالصبر ..
وهناك أيضاً ،سخانُ ماءٍ للسبت ، وموقد كهربائي للسبت ، وإنارة خاصة بالسبت ... كل هذا لكي يتمكن المُتدين من "الحياة" بشكل طبيعي دون أن "يدنس" حرمة السبت ... كما وأن السفر مُحرّمٌ في السبت ، فشوارع الأحياء المتدينة ، تُغلقُ في السبت أمام المواصلات العامة ..
طبعاً من حق كل إنسان ،أن يحيا وفق معتقداته وإيمانه ، لكن ما حدثَ مؤخراً ،أثار ضجة إعلامية في اسرائيل ...فقد قامت شركة مقاولات كبيرة بالترويج لنفسها ولمشروعٍ سكني كبير ، عن طريق فيلم دعائي ، جاء فيه ، بأن الحي المُزمع إقامته ، لن يستقبل ابناء الطوائف الشرقية (لأنهم متخلفون ) ، ولن يستقبل "العلمانيين" الذين لا يحافظون على قدسية السبت ...!! أي أنه "مخصصٌ" للمتدينين من أبناء الطوائف الغربية ، وهم في غالبيتهم ،محسوبون على حزب المستوطنين (البيت اليهودي ) ..
ثارت الضجة ، لأن الارض التي سيقام عليها المشروع هي ارض دولة ، أي ملكٌ لكل المواطنين، ولا تستطيع "الدولة" أن "تُميز" بين مواطنيها على خلفية دينية أو عرقية ..!!
هذا الفيلم الدعائي ،كشف الغطاء عن العنصرية "المُقنعة " التي يُعاني منها المجتمع الإسرائيلي ، وخاصةً في اوساط المتدينين الغربيين ... فمدارس البنات الدينية الاشكنازية لا تستقبل طالبات شرقيات ، بل وصل الأمر بإحدى المدارس الى "إغلاق " أبوابها ،لأنها ملزمة قانونيا بإستقبال هؤلاء الطالبات ..
لم نتحدث عن العُنصرية ضد العرب ، فهو أمرٌ معروف للقاصي والداني ، ويتضح بأن الذي يُعاني من العنصرية الاشكنازية المتدينة (البيضاء)، هو ذاته الذي "يُعبر" بوضوح عن عنصريته ضد العرب ، وهذا ليس بمستبعد ، فالضحايا "يتحولون" الى معتدين ..!!
ففي مدينة يهودية ، تعيش وتعتاش من المحيط العربي القريب منها ، أعلنت الدولة عن نيتها تسويق قطع لبناء مساكن خاصة ، على طريقة ،صاحب السعر الأعلى يحظى بقطعة أرض للبناء الذاتي ، وكان أن حصل خمسون عربياً على قطع أرض في هذه المدينة ...
خرجت مظاهرات ضد "شراء" العرب للأرض ، وهي كما هو معلوم أرض دولة ، وينوي المعارضون التوجه لمحكمة العدل العليا لإلغاء "نتائج" التسويق !!
وبالعودة الى "مصعد السبت " ، ولكي تتجنب بعض المجموعات ، وصفها بالعُنصرية، فإنها تُعلمُ من يتوجه لشراء شقة في البناية "المتدينة" ، بأنها لا تُعارض أن يشتري العلماني شقةً في العمارة ، لكن عليه أن يعلم بأن المصاعد في العمارة هي "مصاعد سبت " ، وبأن الشوارع قرب العمارة ستكون مغلقة في السبت ..!!
وكل سبتٍ وأنتم بخير .. وهذه هي التحية المعتادة عند دخول السبت ... وهي المُقابٍلة للتحية التي أخذت بالإنتشار عندنا ، وهي تحية جمعة مباركة !!



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فش فلسطيني مجنون ؟!
- أبناء الزنى ..
- يشعياهو ليبوفيتش ، نبي الغضب ..!!
- غير مُتوَقَع بتاتاً ..
- مناهضة العنف ضد المرأة ..!!
- بنت الأرملة ....
- مُهاترات !!؟؟
- شرف الأموات ...!!
- بسرعة الضوء ..!!
- هُدنة مؤقتة ..!!
- حلم الدولة ودولة الحلم الأفنانية ..
- يقتل القتيل ويمشي في جنازته ..
- ألعقربُ ، الضفدع والأفعى في باريس .
- وزيرة -للثقافة- الهابطة ..!!
- مش متذكر ..!!
- قضية شرف
- المواضيع -ألسكسية- ..!!
- الجديلة ..
- رسالة الى الخليفة أفنان الديموقراطي ..
- ألستاتوس كوو..!!


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسن محاجنة - مِصعد ألسبت ..