أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الحرية الدينية والجزية ح4














المزيد.....


الحرية الدينية والجزية ح4


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5003 - 2015 / 12 / 2 - 00:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من يتهم الفكر الإسلامي اليوم بالعدائية والدموية ليس مخطئا ولا مكلفا بالبحث عن حقيقة جذور هذه التهمة ومن ثم نفيها أو إثباتها ,الواقع العملي للفكر يقول هذا ولا ينفيه غالب بل كل علماء أو ما يسمى علماء الدين من جميع الأطراف , وحملوا النص ما لا يحتمل وأرتكبوا الجناية ضد الله , فلا غرور ولا تبرم من أن نسمع قول الآخرين فينا بناء على حقائق الأرض , الإسلام اليوم ليس بحاجة إلى بعث من جديد ولا بحاجة لنبي أخر ليشرح ,الإسلام اليوم بحاجة إلى رميه بالبحر وإخراجه منزها من كل غبار ودخان وأوساخ الفكر البشري الذي ألصقه به شراحه والمنتمين له ,فلم يفعل به أعداءه بقدر ما فعل به المؤمنين بحقيقة تحت ((ظلال السيوف بنينا مجد الله )) .
بعد هذا هل لدينا فرصة لإعادة الروح للنص الإسلامي الرسالي وتقديمه من جديد بقراءة قصدية أحترافية مسئولة بعيدا عن الرواية التأريخية وخارج مفهوم الإسلام سلطة , في موضوع الجزية وهي الحل الثالث الذي طرحه النص الذي قدمناه في بداية البحث الإيمان وإلا !!! ,هل هو في مقام العقوبة والجزاء ضد من لا يؤمن بدين الله ؟ ,أو هو خيار بديل لخياري القتل والإيمان الجبري ؟ ,إذا كان هذا الخيار كسابقه العقوبة بالقتل لم أخذ الله خيارين في موضوع واحد ولنفس السبب وإن أختلفت النتائج ؟ ,قتل من لا يؤمن أو أخذ الجزية منه وهو صاغر , المؤكد العقلي أن الخيار الثاني هو الأقرب في التنفيذ ,طيب أين الحكمة من هذا وفي لهذا ؟ وهل نسي الله ذكاءه المعتاد هنا ؟.
من شروط الإيمان في الفكر الإسلامي الرسالي أن يكون المتقدم له على شروط ثلاثة عاقل بالغ وحر ممتلك لأمره في ضل نظام سائد سابقا وهو نظام العبودية البشرية ,ومختار واع بما يريد أو يطلب منه , وبدون هذه الشروط أو بتخلف أحدهم ينقص الإيمان ليصل إلى عدميته التامة ,من يخير بين الإيمان أو القتل أو الجزية هو في الحقيقة طلب له يتضمن شرطا ضمنيا يجب أن يراع فيه الشروط الثلاثة الكاملة وإلا عد الأمر تعديا لا معنى له ,العربي الذي دعاه الناس الذين أسلموا قبله للدين وهو على ملة عبادة الأصنام لم يعرض عليه هذه الخيارات لسبب بسيط أنه لا يعرف من الدين سوى ما صنعه بيده .
الفرق بين الإعرابي الذي تم إدخاله بالدين الجديد وبواسطة عربي أو إعرابي مثله قد يكون سابقا عبدا مملوكا أو حرا فقيرا لكنه صاحب تجربة ,وبين صاحب الدين والكتاب الذي خير بين ثلاثة خيارات ,هو أن الأول لا يملك لا دليل ولا دين كامل ولا نبي ولا عقيدة يدافع عنها مجرد حجارة منصوبة تؤمن له وهمه وخياله المصنوع بعلاقة ما بينه وبين الرب ,الثاني مؤدلج ولديه خزين فكري وحضاري وتنظيمي كنيسة أو معبد ولديه عمق يدافع عنه وقد تنفعل هذه العناوين ليستل السيف دفاعا عن عقيدته ودينه وهو من حقه , لذا جاءت الخيارات الثلاثة على نوعين حسب دقة عنوان الإيمان .
الفئة الأولى المؤمنين بالله واليوم الأخر والأنبياء والكتب هؤلاء لهم درجة واحدة وهي الدعوة أو الجزية بمعناها العقدي وليس بمعنى الجزاء والعقوبة ,لأن الإسلام أصلا يؤمن جملة بأديانهم وكتبهم ورسلهم ويشترك معهم في كلمة سواء هي أن نعبد الله واحدا ,أدعوهم للإسلام إن قبل على قاعدة أن الأديان كلها لله ومهما تنوعت وتفرقت فهي في مدار واحد , وإن لم يقبل وكان السلطة للمجتمع الإسلامي فهو عضو أساسي مكفول له حق التعبد بما يختار مقابل أن يدفع تكليف مالي قد يكون أقل بكثير مما يدفعه المسلم ولمرة واحدة بينما المسلم مكلف بالدفع سنويا وعلى طول الحياة زكاة وخمس وصدقات وغيرها , الجزية ليست فرض جزائي بل نظام أقتصادي أجتماعي لربط المختلف الديني بالمجتمع وإشعاره أنه جزء منه .
الفئة الثانية هم من لا يؤمنون بالله ولا بالدين ولا يعرفون معنى أن يكون جزء من مجتمع قاعدته الفكرية الدين الإسلامي , وهؤلاء على فئتين مسالم مدعو للبقاء والعيش داخل المجتمع وفق أطر خاصة لعله يكتسب التطبع الإيماني من داخل المجتمع دون أن يضطر للخروج عليه , وقد نظم الإسلام حكمهم كحكم الفئة الأولى , والفئة الثانية المقاتلون الذين يريدون أخراج النزاع الفكري من دائرة العقل واليقين والمنطق إلى ساحات الحرب والمقاتلة , فهم ليسوا مسالمين ومتسالمين بفكرة الدين وليس دفاعا عنه , هؤلاء يتبعون منهج إنساني طبيعي يحدث في كل المجتمعات الإنسانية ولا علاقة له بالدين أو بالتدين , وتنطبق عليهم قوانين النزاعات البشرية والصراع من أجل البقاء , هؤلاء الذين يقاتلونك ولما يؤمنوا بالهب قاتلوهم يعذبهم الهن بأيديكم .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية الدينية والجزية ح3
- الحرية الدينية والجزية ح2
- الحرية الدينية والجزية ح1
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح5
- البراءة ح2
- البراءة ح1
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح4
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح3
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح2
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح1
- نسرين كوسا ... علامة ابداع في شعر المرأة العربي
- الفلسفة من منظار أخر
- نظرية الإزاحة والإحلال الفكري ح2
- أستراتيجيات تحرير المرأة ودورها في المجتمع الإسلامي
- نظرية الإزاحة والإحلال الفكري ح1
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- وحل الأنا وخطيئة الافتراس
- القيم ومفهوم الإيمان ح2
- القيم ومفهوم الإيمان ح1


المزيد.....




- رسميًا “دار الإفتاء في المغرب تكشف عن موعد أول غرة رمضان في ...
- ساكو: الوجود المسيحي في العراق مهدد بسبب -الطائفية والمحاصصة ...
- هآرتس: إيهود باراك مؤسس الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب
- الاحتلال يسلم عددا من الاسرى المحررين قرارات بالابعاد عن الم ...
- هآرتس: الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب أسسها إيهود باراك
- السويد ترحل رجل دين ايراني دون تقديم توضيحات
- 10 أشخاص من الطائفة العلوية ضحايا مجزرة ارهابية وسط سوريا
- الجنة الدولية للصليب الاحمر تتسلم الاسير الاسرائيلي كيث سيغا ...
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الاسرائي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الحرية الدينية والجزية ح4