أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الحرية الدينية والجزية ح3














المزيد.....

الحرية الدينية والجزية ح3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5002 - 2015 / 12 / 1 - 14:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحرية الدينية والجزية ح3


من صنع التناقض والتضاد والصراع بين الإيمان والكفر ليس النص الديني ولا رغبة الديان في فرض نظام الإيمان الإجباري بقدر ما صنعه الإنسان بفكرة تبدو في ظاهرها عامة وحقيقة وجودها وتبلورها قضية ذاتية , أصحاب الأديان بشر من بقية الناس يحاول كل منهم أن يدافع عن فكرته ودينه ومعتقده مبتدأ بالعقل ومنطق المعرفة , اللحظة التي ينهزم فيها أو يتضعضع هذا المنطق تتحرك النفس الإنسانية وفقا للكيفية التي تكون عليها من علاقة بالعقل ,البعض يجذبه المعيار العقلي وينحاز له ولا يعتد بالفكرة السابقة إلا بالقدر التي ترضي معاييره العقلية , وآخرون سرعان ما تنهزم أمامهم قوة الحجة العقلية ويختفي خلف ستار الأنا , ليرفض كل منطق مواز حتى منطق العقل الذي كان قبل قليل مستحكم , هنا تحول الصراع صراع أضداد بدل أن يكون تنازع فكري على يقينيات وبراهين ممكنة الإثبات والتفي .
لم يكن الصراع الديني صراع فكر بقدر ما كان صراع إرادات تقاوم الهزيمة وتنقاد لضغط الأنا المتضخمة , من هذا الجو ولدت أولى محاولات إقامة السواتر أمام المد الإسلامي الفكري القادم من السماء والمتميز بفتوة وأحلام التبشير بها على أنها خلاص العالم ,لقد بعث محمدا ص الكثير من الوفود والشخصيات التي تحمل روح المغامرة لنشر الدين ليس على أساس أنهم فرسان سيوف ورماح , بل كان غالب المبتعثين هم من الفقراء والعبيد الذين كانت لديهم تجربة حقيقية للخلاص ,كان أختياره في منتهى الذكاء والقدرة على التأثير خاصة في الطبقة الأكثر قابلية على الأستجابة في مجتمع الغالبية العظمى مسحوقة ومغيبة عن الفعل الأجتماعي والفكري والديني .
من الطبيعي جدا أن تتحول هذه البعثات إلى هاجس يهدد سلطة القرار الأجتماعي والسياسي المتحالف مع قواعد ومؤسسات دينية تحمي النظام وكيفية تثبيت علاقاته التي تحمل في وجودها أسباب إنهيارها ,لقد حدثت الكثير من الصدامات الدامية وإن كانت من طرف واحد غالبا وهم الذين يتوجسون من بعثات النبي شرا مستطيرا ,وأصبح هم الحفاظ على النسيج الديني الأجتماعي السياسي يساوي خطر خوض الحرب ضد محمد ودعوته ,هنا كان المسلمون الأوائل ينتظرون القرار المتضمن أمرا واحدا هو الدفاع عن النفس أم قبول حالة الذل والقتل والأضطهاد من الطرف الأخر ,.
لم يكن الأمر تدريجيا في المواجهة كما يقول ويسطر ويظن بعض شارحي تأريخ السلطة في الإسلام ,بل كان الأمر واحد منذ البداية حاسم ومحدد وبين دون تردد ,الدعوى طريقها الدليل العقلي ولا يجب أن تفرض بغير هذا الطريق مهما كانت الأسباب والمبررات , لكم دينكم ولي دين ,قرار واحد الدين إن كان لله فهو له بأي شكل أو صورة طالما أنه يدور في فلك خالق ومخلوق عابد ومعبود , وإن كان لغيره فهناك الحجة البالغة ,{قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِنْ قَبْلِ هَذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ},هذه قاعدة الدعوة ولا قاعدة أو منطق أخر لها لا على سبيل التفسير ولا على سبيل التأويل .
أما الأمر الأخر كان فيما يخص حالة طبيعية إنسانية خارج مفهوم ومنظومة الدين وإن كان الدافع لها من الغير هو الدين{أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}التوبة 13 ,القضية التي يثيرها البعض في خصوص أحكام القتال في سورة التوبة والتي جاء فيها التفصيل بالقتال والمقاتلة لا تعني بحسب قراءة واقعية قصدية للنصوص أن الأمر هنا كان عودة أو نسخ لقاعدة لكم دينكم ولي دين , القضية في مجملها تعود لشأن إنساني طبيعي لو فصلنا صفة المتحاربين عنهم سنجد أنها تعاليم بشرية معتادة في مجتمع يريد البقاء والحفاظ على وجوده الخاص .
الفصل بين قاعدة المبرر الرئيسي للفعل وبين العوامل الممهدة مهم جدا في بناء نظرية تعامل الإسلام مع الأخر المختلف بالكلية (الكفرة والملحدين أو ما يسمى أصحاب الذمة) ,أو المختلف الجزئي المسمى شركا من أصحاب الكتاب أي أصحاب الدين والدليل ,قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}هذا النهي يؤكد قاعدة الفصل وأيضا لا يستثني منها حتى المسلم إذا كانت مبرراته للفعل تسير في ذات الأتجاه ,{وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله } هذا الأمر يكشف أن الإسلام يعتمد فكرة المبرر قبل فكرة أو نظرية التبرير المنتشرة اليوم في الفكر السلطوي الإسلامي المحافظ .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية الدينية والجزية ح2
- الحرية الدينية والجزية ح1
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح5
- البراءة ح2
- البراءة ح1
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح4
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح3
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح2
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح1
- نسرين كوسا ... علامة ابداع في شعر المرأة العربي
- الفلسفة من منظار أخر
- نظرية الإزاحة والإحلال الفكري ح2
- أستراتيجيات تحرير المرأة ودورها في المجتمع الإسلامي
- نظرية الإزاحة والإحلال الفكري ح1
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- وحل الأنا وخطيئة الافتراس
- القيم ومفهوم الإيمان ح2
- القيم ومفهوم الإيمان ح1
- ماذا كسب الإسلام وماذا خسر الكافرون ؟.


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الحرية الدينية والجزية ح3