المهاجرون من الإسلام أم من المسلمين يهربون ؟

عبدالله مطلق القحطاني
باحث ومؤرخ وكاتب
(Abduallh Mtlq Alqhtani)

الحوار المتمدن-العدد: 5002 - 2015 / 12 / 1 - 13:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

المهاجرون المسلمون ، واللاجئون العرب والمسلمون مما يهربون ؟! ،

من الإسلام ؟!

أم من المسلمين !! ،

ظاهرة وقفت أمامها كثيرا متأملاً ومتفكرا في جواب يشبع فضول مثل هذا السؤال العفوي والبريء كبراءة الذيب - ليس زميلنا الكاتب الدكتور الاكاديمي سامي الذيب - من دم ابن يعقوب ؛
تدفق اللاجئين المسلمين مؤخرا كسيل عرمرم بشري على كل حدود دول أوروبا غير المسلمة ظاهرة تستحق الوقوف والتأمل ،
لكن من زوايا أخرى غير التي وسبق لكثير من الأساتذة الزملاء الكتاب تناولها ،

هل هؤلاء المهاجرون واللاجئون يهربون من الإسلام كدين ومعتقد في حقيقة الأمر ؟! ،
هل في دواخلهم وقلوبهم وقرارة انفسهم يشعرون بأنهم بالفعل يهربون من الدين الإسلامي نفسه ؟! ،
وليس بسبب إجرام بعض أقرانهم المسلمين من حكومات أو أنظمة حاكمة أو تنظيمات اسلامية متشددة ومتطرفة وإرهابية ؟!! ،

لو افترضنا الجواب الثاني ،
وأنهم يهربون من قمع الحكام الطغاة والأنظمة الديكتاتورية أو من إجرام التنظيمات الإسلامية ،
فالسؤال الذي يطرح نفسه والحالة هذه :
إذن لماذا يهربون من دولة مسلمة كتركيا على سبيل المثال ؟!! ،
أفهم انهم لم يتوجهوا إلى السعودية لأسباب كثيرة معروفة !
أو أي دولة عربية أخرى !
فالحالة نفسها ،

لكن وباستماتة يحاولون الوصول لشاطىء وبر الأمان في أي دولة أوروبية فهذا الأمر لا يتوقف عند طلب الأمان وسبل العيش الكريم ، ليس هروبا من واقع أليم وضنك العيش قدر ما هو هروب من السبب الرئيس لهذا الواقع الأليم !! ،
نعم هم يهربون من الإسلام كدين ومعتقد وتشريعات وشريعة اسلامية وحدودها وعقوباتها ، وأنظمة تحكم باسمه ،
هم يهربون من العلة نفسها !! ، وليس من نتائج فشلها في واقع الأمر ،

لكن أيضا لماذا يحملون اذا معهم موروثاتهم الدينية أسوة بمثيلاتها الشعبية ؟! ،

الجواب ببساطة لإشباع الخواء والفراغ الروحي ،
ولأن مثل هذه الموروثات تحتاج لوقت مع عوامل كثيرة لاجتثاث رواسبها من النفس والذهن معا ،
ولأن الموروثات الدينية واقعا وفي حقيقة الأمر هي موروثات شعبية أكثر منها الأولى ،
والأمر الآخر أن الغرب ممتلئ بمساجد وجوامع ومراكز إسلامية تزخر برجال دين مسلمين مهمتهم الوحيدة والتي يتقاضون عنها أموالا طائلة هي ترسيخ الإسلام في قلوب مسلمي الغرب مواطنين كانوا أم مهاجرين أم لاجئين وغيرهم ناهيك عن الأسلمة اياها ،

ولهذا يتبجح بعض المتاسلمين قائلين :
لماذا لا نرى مسلمين يرتدون عن الإسلام في الغرب حيث لا يوجد سلاح الردة السيف ؟!! ،،
هؤلاء نسوا مثل تلك المساجد والجوامع ومراكز الدعوة الاسلامية المتطرفة والأموال الطائلة في الاسلمة بسلاح المؤلفة قلوبهم ! اياه ! ،
ثم في بريطانيا وللأسف نرى من المسلمين المتشددين من يجاهر ومن سنوات بالدعوة لتطبيق الشريعة فيها وتحويل قصر الملكة لمركز لدار الخلافة وبخطاب تحريضي ! وبذات الوقت يتمتع بحرية كاملة في نشر فكره المتطرف والتحريض على العنف بكل أريحية !! بل ويقبض إعانات اجتماعية مالية من الحكومة !!

ويبقى السؤال مطروحا :

هل فشل الإسلام في مواكبة العصر ؟!!! ،

واقع حال مجتمعاتنا العربية والإسلامية يقول بذلك ،
وأن الأمر لا يعود لسوء التطبيق أو الاستغلال قدر ما هو عجز الإسلام نفسه عن مسايرة ومواكبة العصر والحداثة والتقدم ،
الإسلام كتشريعات وشريعة وحدود وعقوبات تعزيرية وأنظمة وسياسة شرعية يتعارض تماما مع ما يعيشه العالم من تحضر وتقدم ،
يتعارض مع كرامة وحقوق الإنسان ،
ويخالف أغلب المواثيق والعهود الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان ،
الإسلام والشريعة الإسلامية وأحكامها تعود لقرون ماضية ولا يمكن أن تتعايش ، أو هو نفسه لا يمكن ان يتعايش مع عصرنا هذا ،
فما الحل إذن والتنظيمات الاسلامية الارهابية نفسها تتبنى ذات الشعارات والأهداف التي تطلقها الأنظمة العربية كالسعودية على سبيل المثال ؟! ،
ناهيك عن فشل الأنظمة العربية الإسلامية نفسها وفسادها وفقرها واستحالة تطورها وتقدمها وتحضرها بظل تطبيق الشريعة !!
بل وأكثر الدول فسادا وقمعا وتخلفا وظلامية !
وارتفاع نسبة الجرائم وبمختلف صورها توجد بالدولة التي تطبق الشريعة الإسلامية ،
وهذه وحدها كافية للتدليل على فشل التشريعات والشريعة والحدود فضلا عن معالجة المشكلات ،
أو مسايرة العصر ومواكبة التحضر والتقدم والتطور الإنساني ،

فهل الإسلام فشل وعجز أن يساير العصر ؟!!!! .

طبعا لن تتوقعوا جوابا مني عن السؤال الأخير !!!!!!!!!

#عبدالله_مطلق_القحطاني (هاشتاغ)       Abduallh_Mtlq_Alqhtani#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات