قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 5001 - 2015 / 11 / 30 - 20:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فش فلسطيني مجنون ؟!
أصدرت المحكمة المركزية في القدس ، صبيحة هذا اليوم ،حُكمها بإدانة قاصِرَين يهوديين بتهمة قتل الفتى الفلسطيني محمد ابو خضير ، وأرجأت البت في الحكم على البالغ من بين الثلاثة الى موعد لاحق ، بعد أن "استخرج" شهادة طبية ، بعد ما يزيد على السنة من الجريمة ، بأنه غير مؤهل للمثول أمام القضاء بهذه التهمة لأنه يُعاني من مشاكل نفسية ...!!
الغريب في الأمر بأن المحكمة تُجري مداولاتها منذ ما يزيد على السنة ، ولم يُقدّم المتهم الرئيس خلال كل هذه المُدة أية تقارير طبية تشير الى أنه يُعاني من مرض نفسي ، وأنه لم يكن ساعة ارتكابه للجريمة، قادراً على التمييز بين "الخير " و"الشر" ، أي انه ارتكب جريمته دونما وعي أو ادراك ..
بدايةً ، فموضوع الأهلية للمثول أمام المحكمة بتهمة ارتكاب جريمة ، هو موضوع كبير يتخصص فيه علم النفس الجنائي والطب النفسي الجنائي .. والكثير من الجرائم تُرتكبُ ، ويكون فيها الجاني في وضعية ، فقدان القدرة على التمييز بين الأفعال ،أو في حالة سورة غضب غير مُسيطرٍ عليها ، أو تحت تأثير هلوسات سمعية أو بصرية ، كأن يسمع المريض وتحديداً ، مريض الشيزوفرينيا صوتاً يأمره بقتل هذا أو ذاك من الناس ..
وتُعتبر هذه الحالات وغيرها ،حالات مُخفِّفة ، أي يتحول مرتكب الجريمة الى مؤسسة علاجية بدلاَ من السجن ..
وقد كنتُ شاهداَ ،في حياتي العملية على حالات من هذا النوع ... وللحقيقة وللموضوعية فالأهلية للمثول أمام القضاء ، هي من مُنجزات العصر الحديث . لكن المشكلة في موضوع تحديد الأهلية ، هي في قدرة البعض على التلاعب بالجهاز القضائي ، أو "التظاهر" بالمرض النفسي بهدف التهرب من حكم القانون ... والبالغ من بين قتلة ابو خضير ، ليس له تاريخ طبي مرضي- نفسي ، لا ولم يُدافع محاميه عنه ،بحجة عدم الأهلية ، منذ بداية المحاكمة حتى قبل أيام من موعد إصدار الحُكم ... فهو يحاول التلاعب بالقضاء بإدعاءه المرض النفسي .
وعلى الطرف الآخر ،لم ينجح فلسطيني واحد ،ممّن حوكم امام القضاء الإسرائيلي ،بإثبات جنونه عند ارتكابه جريمة على خلفية قومية ..!!
كما وأن ، بيوت العائلات الإسرائيلية التي يرتكبُ أحد أبنائها جريمة ،على خلفية قومية ، لا يتهددها خطر الهدم ..عِلما بأن المقدسيين الفلسطينيين هم اسرائيليون ، لكن بيوتهم تُهدم ..!!
اليس من المعقول بأن واحدا فقط ، من بين عشرات الاف الفلسطينيين الذين تمت محاكمتهم بجرائم أمنية ،كان مجنونا ساعة ارتكابه للجريمة ؟؟!!
كما يبدو فالفلسطينيون لا يُعانون من امراض نفسية ..!!
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟