أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - تركيا - روسيا - فرنسا - سوريا - داعش















المزيد.....

تركيا - روسيا - فرنسا - سوريا - داعش


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5001 - 2015 / 11 / 30 - 02:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



[email protected]
www.nasmaa.org
منذ العمليات الإرهابية في الثالث عشر من نوڤ-;-مبر في پاريس، ثم حادثة إسقاط تركيا للطائرة الروسية في الرابع والعشرين من نفس الشهر، وما ترتب وما سيترتب على هاذين الحدثين من تداعيات، سلبيّها وإيجابيّها، شهد العالم تحولات، أو مؤشرات لاحتمال حصول تحولات، في مواقف العديد من الدول، لاسيما الدول الغربية (الاتحاد الأورپي وأمريكا)، فيما يتعلق الأمر من مراجعة وإعادة ترتيب للأولويات، ما إذا تكون الأولوية لإسقاط الديكتاتور بشار الأسد، أو لمحاربة الإرهاب والقضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية»، دولةً ثم تنظيماً. وإن كانت أورپا ستبقى في تحديد مواقفها رهينة التدافع بين مبادئها ومصالحها، لاسيما في موقفها من تركيا الأردوغانية الإخوانية، كما في قضايا أخرى.
كان يفترض أن أضع في العنوان كل الأطراف ذات العلاقة، فيكون «تركيا - روسيا - فرنسا - سوريا - العراق - إی-;-ران - السعودية - قطر - أمری-;-كا - أورپا - داعش»، ولكن لا بد من الاختصار في العنوان.
قبل أن ندخل مع من نكون، مع روسيا، أم مع تركيا، وما إذا كان هناك تلازم بين أن نكون مع روسيا في هذه الموضوعة تحديدا، ومع أن نكون مع روسيا في كل سياساتها، ومع قيصرها ڤ-;-لاديمير پوتين، وأن نكون مع الديكتاتور البعثي الدموي بشار الأسد، ومع إيران ولاية الفقيه الخامنئية، وكيف يمكن التفكيك بين التلازمات غير المنطقية المتوهمة من البعض؛ قبل الخوض في كل ذلك، أريد أن أبدأ مع القارئة الكريمة والقارئ الكريم من البداية، أي مما سمي بـ«الربيع العربي»، وانطلاق الثورة الشعبية السورية ضد النظام السوري الديكتاتوري البعثي لبشار الأسد وزبانيته البعثية.
توالت الثورات والاحتجاجات الشعبية لشعوب المنطقة مطالبة بإسقاط النظام تارة، كما في تونس ومصر وليبيا وسوريا، أو لإصلاحه كما في البحرين والعراق. ونذكر باطلاق شرارة كل من هذه الثورات أو الاحتجاجات حسب الترتيب الزمني لكل منها:
1. تونس: 17/12/2010.
2. مصر: 25/01/2011.
3. البحرين: 14/02/2011.
4. العراق: 25/02/2011.
5. سوريا: 15/03/2011.
البلدان الوحيدان اللذان حققا نجاحا ولو نسبيا، هما تونس بالدرجة الأولى، ومصر بالدرجة الثانية، لكن يبدو إن تونس تسير بخطوات ثابتة وهادئة وناجحة نحو الدولة العلمانية-الديمقراطية، وما زالت مصر تحت الاختبار، لكنها على الأقل مستقرة. والبلدان اللذان لم يحققا حتى الآن نجاحا في الإصلاح هما البحرين والعراق، والبلدان اللذان تحولت الثورة فيهما إلى حرب أهلية، وظهرت فيهما القوى الإرهابية وقوى التطرف والعنف كمؤثر أساسي، هما سوريا وليبيا، مع الفرق في كون النظام السوري، هو الوحيد الذي استطاع أن يصمد حتى الآن.
المواقف للعراق في عهد المالكي، وإيران، وحزب الله لبنان من جهة، ولجامعة الدول العربية، ومعظم الدول العربية، وتركيا، كانت مواقف طائفية بامتياز. فالقوى السياسية الإسلامية الشيعية في العراق لم تبد أي تعاطف مع ثورات وانتفاضات الشعوب في تونس ومصر وليبيا، بينما سارعت هذه القوى بدعمها لانتفاضة الشعب البحريني وبتأييد وتعاطف منقطعي النظير.
بعكس هذه القوى نجد القوى السياسية السنية الطائفية في العراق، وقفت متضامنة مع ثورات الشعوب في تونس ومصر وليبيا، وكان التضامن بأقصاه مع ثورة الشعب السوري ضد نظام حافظ الأسد، إلا أنها لم تبد أي تعاطف مع انتفاضة الجماهير البحرينية.
وهكذا وجدنا التخندق الطائفي لكل من الجامعة ومعظم الدول العربية، ولإيران وتركيا، هو الحاكم في تحديد الموقف من كل ما مر ذكره.
وحتى الموقف تجاه حزب البعث، الذي هو واحد في فكره وبؤس تجربتيه في البلدين الجارين العراق وسوريا، كما هو واحد في الديكتاتورية والقمع اللذين مارساهما تجاه الشعبين العراقي والسوري. إلا أنا وجدنا معظم ساسة العراق السنة، بين الذين يحنون إلى البعث العراقي الصدامي، وبين البعض منهم الذي ينسق مع فلول حزب البعث، بينما يتخذون موقف العداء المطلق ضد البعث السوري البشاري.
والساسة الشيعسلاميون العراقيون وجدناهم بنفس الازدواجية، ولكن مع قلب المعادلة، فهم معادون، وبحق، للبعث العراقي الصدامي، بل غير متسامحين حتى مع البعثيين العراقيين غير الصداميين، بينما تراهم يقفون كليا مع بشار الأسد والنظام البعثي السوري، المدعوم من دولة ولاية الفقيه الخامنئية وحزب الله اللبناني، ذراع هذه الدولة في لبنان، والممتد بعد ذلك إلى سوريا كشريك في الحرب الأهلية التي اندلعت، فحولت الثورة الشعبية المدنية السلمية إلى حرب أهلية، وحرب طائفية، وإلى حرب نفوذ، وإلى إرهاب، ثمرته الخبيثة كانت (داعش).
وعلى ذكر الإرهاب، نجد المفارقة في أن نظام بشار الأسد في سوريا كان لسنوات طوال يصدر الإرهابيين والانتحاريين إلى العراق، ليقتلوا الأبرياء من أبناء الشعب العراق، والذي كان في ذلك ضحايا هذا الإرهاب من الشيعة بالدرجة الأولى، مما ينفي مقولة أن النظام الديكتاتوري لبشار الأسد وحزب البعث السوري هو نظام علوي، مما كان يستوجب أن يكون هناك تضامن لهذا النظام مع شيعة العراق، لاسيما وهم مدعومون من حليفته إيران الخامنئية. وفجأة ينقلب السحر على الساحر، ويتحول الإرهاب الوهابي والتطرف الإخواني إلى محاربة بشار الأسد ونظامه.
أما موقف الدول، فبفعل العودة إلى ما يقترب من ثنائية القطبين، بين روسيا من جهة، حيث حلم پوتين باستعادة مجد وقوة وندية الاتحاد السوڤ-;-ييتي، والولايات المتحدة وحلفاؤها من جهة أخرى، فنجد روسيا قد اصطفت إلى جانب إيران وسوريا، بينما اصطف الغرب إلى جانب الدول والقوى الداعية لإسقاط الأسد، وحتى إن هذا انعكس على الاصطفافات في العراق، وكأني بأمريكا سنية وبروسيا شيعية.
شخصيا لا أحب ڤ-;-لاديمير پوتين، لأنه لم يؤسس لديمقراطية حقيقية في روسيا، ولأنه واحد من أولئك القادة الذين يأبون أن يتزحزحوا عن موقعهم في قيادة دولهم، ويتطلعون إلى رئاسة مدى الحياة، وهو في ذلك لا يختلف عن رجب تيپ أردوغان، كما وجدنا هذه النزعة عند نوري المالكي، ومحمد مرسي، مع الفارق في نجاح كل منهم في تحقيق هذا الطموح أو إخفاقه في ذلك. أما أردوغان فهو ذلك المستبد الإسلاموي الإخواني الطائفي الذي يحلم ببعث المجد العثماني، ليكون السلطان العثماني الجديد.
وهناك اليوم الكثيرون من الذين يحبون پوتين، والدوافع تختلف، عندهم، ففريق من هؤلاء ينطلقون من شيعيتهم في حب پوتين، لأنه أصبح بالنسبة لهم نصير الشيعة في العراق وإيران، وعدو الطائفيين والإرهابيين السنة. ومنهم من هو ذو خلفية إيديولوجية يسارية، وما زال يحن لمجد الاتحاد السوڤ-;-ييتي، ويرى في پوتين الشخص الذي بإمكانه إعادة هذا المجد للاتحاد الروسي كامتداد للاتحاد السوڤ-;-ييتي. وفريق ثالث يحب پوتين، لأنه يكره الغرب أو يناوئه، ويرى في پوتين الند القوي ضد أمريكا وعموم العرب. أما أنا فمعه بمقدار ما هو ضد الإرهاب، وبمقدالا ما سيسهم في القضاء على الدولة الإسلامية وفولها ما بعد السقوط.
وهكذا بالنسبة للموقف من أردوغان، فأنا لا أحبه للأسباب التي ذكرتها، لكن هناك من يكرهه من منطلقات ودوافع شيعية. وهذا هو الفرق بين الحب وعدم الحب العلمانيين، والحب والكره الدينيين أو الطائفيين.
بالرغم من موقفي الذي بينته من پوتين، أجدني اليوم مضطرا للانحياز إلى روسيا ضد الثنائي (تركيا-داعش). وهنا لا بد من أن نشير إلى التحول الذي حصل في موقف فرنسا بعد العملية الإرهابية في الرابع عشر من نوڤ-;-مبر في مدينة پاريس، التي راح ضحيتها 130 قتيلا ومئتا جريح. فكان ذلك بمثابة ناقوس دق في فرنسا، لتعيد النظر في ترتيب أولوياتها، بجعل محاربة تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي متقدما على أي هدف آخر، وأعلن الرئيس الفرنسي أولان دعمه للدور الروسي، وأرسل مقاتلاته، وأمر پوتين بالتعامل مع القوات الفرنسية كحلفاء. ولأول مرة يحصل مثل هذا التحالف العسكري بين دولة أورپية وروسيا. والتحقت ألمانيا بهذا الاصطفاف الجديد في محاربة الإرهاب، فأرسلت طائرات التورنادو المهمة في دعم الجهد الحربي الفرنسي، كما أرسلت سفينة حربية، وأخذت الأصوات تظهر بوجوب تغيير ترتيب الأولويات، بجعل محاربة داعش في المقدمة. وهناك أكثر من مؤشر إلى تحول مشابه في موقف بريطانيا، بل حتى أمريكا بدأت تغير من خطابها. ولم يتوقف الموقف الفرنسي على التحالف العسكري مع روسيا والمباشرة بحربها الجوية ضد داعش، بل أصبح واضحا في تصريحات أولان بأن الحرب الجوية لا تكفي للقضاء على الإرهابيين، بل لا بد من وجود قوات برية على الأرض، وليس هناك غير الجيش السوري الذي يمكن أن يقوم بهذه المهمة، ومن هنا أصبح التنسيق مع الرئيس السوري المكروه والمطالب بإسقاطه حتى الآن، ضرورة تتطلبها الحرب ضد الإرهاب، وأصبح يقال إن مصير الأسد يرجأ إلى ما بعد القضاء على داعش، ويكون الشعب السوري هو صاحب القرار في ذلك.
نعم من مخاطر هذا التوجه، هو أن يعود الديكتاتور بشار الأسد ونظامه القمعي وحزبه الفاشي أقوى وأصلب من ذي قبل، وسيكون حزب الله أشد نفوذا، وستكون إيران ولاية الفقيه الخامنئية أقوى وأكثر نفوذا وامتدادا وترسخا لهذا النفوذ في بلدان المنطقة، بما في ذلك، أو على رأسها، في العراق. هذه كلها وغيرها مخاطر جدية، كما هي مخاطر تجذر وتوسع نفوذ الميليشيات الشيعية العراقية الموالية لإيران، والمؤمنة بولاية الفقيه، والمؤتمرة بأوامر خامنئي وقاسم سليماني والحرس الثوري والاطلاعات. ومع هذا نقول تبقى الأولوية لمحاربة داعش، ولكل حادث حديث من بعد ذلك، وكان الله في عون الشعب العراقي والشعب السوري وكل شعوب المنطقة، بما في ذلك الشعب الإيراني والشعب التركي، هذه الشعوب المتطلعة، أو لنقل المتطلعة نخبها الديمقراطية إلى أنظمة ديمقراطية حقيقية، علمانية تفصل بين الدين والسياسة، وملتزمة بمواثيق حقوق الإنسان، وساعية لتحقيق أقصى الممكن من العدالة الاجتماعية، والمتعايش فيها نسيجها الاجتماعي المتنوع بحب وسلام وعدل، دون النظر إلى دين المواطن، أو مذهبه، أو قوميته، أو عشيرته.
28/11/2015



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع مقولة: «الدولة المدنية دولة كافرة»
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 22
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 21
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 20
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 19
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 18
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 17
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 16
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 15
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 14
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 13
- داعش وما قبله وما بعده: الإسلام هو المشكلة
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 12
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 11
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 10
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 9
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 8
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 7
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 6
- ربع قرن من عمري مع الإسلام السياسي 5


المزيد.....




- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - تركيا - روسيا - فرنسا - سوريا - داعش