بعد
إجتماع 3 + 1 الذي تم في نيويورك قبل أربعة أيام، تصاعدت وتيرة تصريحات جماعة
المجلس. فقد وصف باقر صولاغ الأحزاب الإسلامية بأنها صغيرة ولا تعدو كونها مكاتب من
فاكس وهاتف.
فإذا إنتبهنا أن الجملة المبلوعة من هذا الوصف هي: ((،، مقارنة
بمجلسنا الأعلى ،، )) فلا جديد بتصريح باقر يستأهل المراجعة، من حيث كونه تسويقا
معتادا وتقليديا للذات على الساحة. بينما حامد بياتي، وبلغة تحذيرية (!) وفي معرض
إجاباته على بعض الأسئلة قال: (( لم نستلم من أمريكا دعوة لائقة لذا لم نحضر إجتماع
3 + 1 ،،، وعلى أمريكا أن لا تتدخل بالشأن العراقي ولا بالإجتماع المقرر عقده في
اربيل )) وهنا الجديد!
فالسيد حامد وهو يشعر بحراجة وضع مجلسه أمام العذال
والحاسدين، معذور لو تهستر أو خرج عن حدود الدبلوماسية التي إعتادت طلعته المتخشبة
وخنّة أنفه أن تعكسانها. فبعد كل تلك الخيلاء وبعد كل تلك الحضوة لدى خليفة الإسلام
والمسلمين – بوش وعامله على العراق زلماي، وبعد كل تلك المبايعات والسمسرات، بعد كل
هذا يفتح المجلس يده ليجد أنه لا يقبض على صولجان عرش العراق ولا على عصا إمارة
الجنوب ولا على حقيبة وزارية ولا على خاتم المرجعية، وإنما على قبق كوكا.
والسيد حامد الذي إقتنع هو وحكيم بأن التآمر حق إلهي لهم ولمجلسهم،
ففعلوا
بناءً عليه ما في وسعهم ضد أصدقائهم وإخوانهم في الدين والمذهب بلا وازع من ضمير أو
عرف، هذا الحامد وحكيمه، يجدان نفسيهما ضحية ضربة مْعلِّم أنهتهما دون مقابل.
والمقابل طبعا هو ما كانا يتوعدان به من الضحايا لو شاء أحد ونازع حكيم موقعه على
أرض العراق تحت (أو فوق) الإحتلال.
والسيد حامد وبعد معيار ( الموقف من السيد
إبن سفيان، فمن أحبه ودخل داره فهو من المبشرين بلجنة الـخمسة والسبعين أو
سكرتاريتهم، ومن كرهه فـالله وياه) بعد هذا المعيار السمح جدا جدا، يجد حامد أن دار
السيد أصبحت خاوية وأن أبا سفيان ذاته يقف وحيدا وكالجرباء خلف الصحاح، يتبرّأ حتى
الأقربون منه.
والسيد حامد، وقد رأى رئيسه يستعرض ما تبقى من قوات بدر كالديك
الرومي، إستعدادا ليوم التتويج، هذا الحامد ينتبه فجأة فإذا بما تبقى من قوات بدر
المؤيدة له ذاب كفص الجليد.
لذا فهو معذور لو تهستر!
لكن اللاجديد في تصريح
حامد هو دلالته التي لا تخطيء الإيحاء بأنه لازال يتحدث تحت تأثير الكراك!
فقدر
العميل الخائن كان ولا يزال كمنديل ورق (الكلينكس) يُشْتَرَى فيستعمل مرة ثم يرمى
غير مأسوف عليه. ورمي منديل الكلينكس له شكل واحد لا دخل للياقة به، ولا أحدَ مجبر
على أن يرميه بإيماءات وحركات تعبيرية مسرحية. إنه رمي وحسب. وقد إستعمِل حامد
وحكيم ومجلسهما، وإنتهى دورهم. وهذا هو المصير المعد لهم سلفا، والذي لم يكن ليشك
به حتى الطفل الصغير. ثم أن السيد ربّاني حذر حكيم من هكذا مصير.
أي إنه مصير
محتوم ولا عاصم منه. ومن هنا، فإذا ما سأل معلم تلاميذه أن يصفوا تهديدات حامد
المبطنه الموجهة إلى بوش، فما هو أدق تعبير سيستخدموه؟!