عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4999 - 2015 / 11 / 28 - 22:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
البراءة ح2
الدين لم يكن منافسا ولا منازعا للوظيفة العلمية ولم ولن يكون بديلا عن كثير من الرؤى والأفكار والقيم والنظريات حتى التي تشترك معه بالهدف والوسيلة كالأخلاق والمعرفة المثالية ,فلكل من أوجه العلم الإنساني وظيفة محددة تتكامل مع الوظائف الأخرى وتتشارك في مسيرة إيصال الإنسان للكمالات البشرية , والذي حدث أن هناك أضطراب وصناعة تنازعات وأفتراض تناقضات أدت لتقديم شيء محل شيء وتعطيل قيم ومفاهيم لأجل أخرى ,جعلت من ميزان التوازن الطبيعي في أختلال خطير عندما تسند قضية لوظيفة ما لا تتناسب مع واقعها ولا مع أختصاصها ونطلب من هذا التلاعب والتحريف أن يصل بنا للنتيجة الحقيقية , والسبب في ذلك أختلال موازين الوعي الإنساني .
الخلط بين مسار القضية الدينية بفكرتها وهدفيتها من قبل الديان ومحاولة إقحامها خارج المدى الرسوم لها أصلا أو تكليفها أو حشرها حسب تصور البعض على أن القضية تتسع للتداخل بينها وبين بقية الجقالات الحيوية للمعرفة الإنسانية ,واحدة من أساليب تشويه الدين والإساءة له أما بقصد نية سيء أو أحيانا من جهل مركب , كما لا يمكن للعلم مثلا أن يكون بديلا للمجال الحيوي الذي يحتوى الفكرة الدينية والتي تتمحور حول علاقة روحية عقلية إرشادية تهدف الى البحث عن خيارات الأحسن والأخير للإنسان من بين مؤثرات وتفاعلات ذاتية محصورة في الرغبات والأهواء النفسية وبين المؤثرات الخارجية المثيرة لهذه العوامل النفسية أو تستثار بها .
لا للعلم ينبغي له أن يكون بديلا عن فكرة الدين لأسباب عديدة وحاسمة ولا الدين بإمكانه أن يكون فاعلا ومنتجا في قضية العلم ,هذا القانون ينفي أفتراض التناقض بينهما , قد يستدل البعض على صور من التناقض بين ما يجده في الفكر الديني وليس بالدين كفكرة محكمة ومنضبطة بعلم الديان وبين بعض الصور والقوانين والنتائج العلمية , هذه الجزئيات أو التفسيرات أو التخريجات التي تشهد نوعا من تناقض لنتيجة قراءات اعتباطية ذاتية مأخوذ بصورتها من فهم قاصر لأصل فكرة الدين , ليس لها محل دفاع أو أي محاولة لتحصينها على أنها جزء من الدين ,والواجب هنا عقلا وعلما ودينيا أن يضرب بها عرض الجدار وبلا أسف .
في النهاية علينا أن نؤمن أن الدين واحد من الروافد الأساسية التي تستخدم في صناعة العقل وتأهيله ليكون على قدر وظيفة الإنسان في الوجود المتمثلة بخطي الأعمار والتعارف , وأن لا يكون العقل بواسطة القضية الدينية منشغلا بتأليه الدين وعبادته بدل أن يكون منميا لروح وجوهر فكرة الديان الأصلية الذي أرسل الدين من أجل بسطها وتحقيقي غائية العبادة التي هي تحقيق تطبيق المشروع الأخيري والأحسني للإنسان والوجود كاملا .
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟