أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عزيز - الشباب.














المزيد.....

الشباب.


محمد عزيز

الحوار المتمدن-العدد: 4999 - 2015 / 11 / 28 - 16:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تتميز مرحلة الشباب بكونها مرحلة انتقالية تقع بين الطفولة والنضج وقد استعصى على الباحثين ضبطها وإعطاء تعريف محدد لها. فيعتبر "بورديو" الحدود بين الأعمار حدودا اعتباطية حيث لا يمكننا أن نعرف أين يبدأ/ ينتهي الشباب أو الشيخوخة كما لا يمكننا ضبط الثراء والفقر وحدودهما.
الا أن هذه المرحلة تتميز بخطورتها لأن الأمر يتعلق بجيل من المفروض أن تعطى له أهمية كبيرة من ناحية تكوينه واعداده للمستقبل تكوينا يرفع من مستوى وعيه وتقديره للمسؤولية. فهي فترة تدريب واعداد للحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية ومحاولة للتأقلم معها قصد تحقيق الاندماج في المجتمع.
والمطلع اليوم على سلوكات الشباب يقف على نوع من التطلعات التي تتسم بالآنية والاستعجال والمحدودية والتذمر مما يولد لديهم الانطباع بالهامشية وعدم الاندماج في الحياة الاجتماعية.
في إطار تناوله للمسألة الشبابية يؤكد المرحوم محمد جسوس على أهمية دراسة الأوضاع المحيطة بالشباب، اذ لا يمكننا فهم المشكلات التي يعيشها أو يواجهها من دون أن نضعها في سياق عام يتسم بتحولات وطفرات عميقة مست البنيات الاجتماعية التي تسود مجتمعنا. فغياب مشروع مجتمعي لهذه الفئة يؤهلها الى استيعاب الحياة الاجتماعية والثقافية ومحاولة التأقلم معها قصد تحقيق الاندماج الاجتماعي. هذا المشروع مرتبط أساسا بالتنشئة والاعداد والتكوين.
فتقلص دور الأسرة وأصبح همها وتركيزها الوحيد هو التأهيل المهني للفرد وتراجع أدوار المؤسسة التعليمية وبالخصوص الجامعات في خدمة وتأهيل الشباب القادر على اتخاذ قرارات عقلانية محصن بمهارات علمية تؤهله لاقتحام دواليب الإدارة والاقتصاد في الدولة وبكفاءة عالية.
كما أن المؤسسات الأخرى (أحزاب، دور الشباب، جمعيات، مالكو وسائل الإنتاج....) أضحت لا تلبي رغبات الشباب وحاجاته النفسية والاجتماعية واستغلته كورقة ضغط وصراع سياسي في الاحتجاجات والمحطات الانتخابية باعتباره شريحة قابلة للأدلجة وبسهولة، فأهملته وهمشت طموحاته مما جعله عرضة للوقوف "براس الدرب" والمقاهي لمتابعة المباريات الرياضية والأحداث الإعلامية التي أصبح يجد فيها هامشا من الحرية بطرق المواضيع التي تستفزه ويرغب في الحديث عنها...
ان هذا الكبت الناتج عن ضيق الأجواء الاجتماعية والمعوقات العرفية إزاء الهوايات والميول الفنية قد يؤدي بالشباب الى الارتماء في أحضان التطرف ومسالك المخدرات وثقافة الاغتراب واللهث وراء الموضة والأزياء. لذلك وجب التدخل سريعا للإجابة عن تساؤلات هذه الفئة ومشاغلها وتوفير حاجياتها وتوجيهها لتجنب مخاطر الانزلاقات والتطرف وذلك من خلال تفعيل مضامين الدستور الجديد بإحداث المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي بموجب الفصل 33 من دستور 2011 الذي منح هذه الفئة الدور الأساس في أي تنمية مرجوة باعتبارها الأداة الأنجع لتحقيق الإقلاع الاقتصادي.
دستور 2011 ومضامين الخطاب الملكي 9 مارس 2011 كانت خارطة طريق للنهوض بفئة الشباب وتحقيق مطامحها في وعي تام بخصوصية هذه المرحلة في الحراك الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، لكن ما يلاحظ الآن هو اهمال للمسألة الشبابية من طرف النخب السياسية وتناولها لقضايا الشباب تناولا سطحيا، فلا يتجاوز حصر مشاغلها واهتماماتها ومتطلباتها في مستوى الترفيه فقط.
ان حساسية هذه المرحلة تستدعي التدخل السريع لمعالجة قضاياها وتأهيل الشباب للقيام بدوره كاملا في الإقلاع بالمجتمع المغربي الذي يعتبر الآن أمام فرصة تاريخية تتجلى في هرمه الديمغرافي الشاب، ولن يتأتى هذا الا بالتخلي عن تلك الجدية المنحرفة التي تسم مؤسسات التنشئة واضطلاعها بمهامها كاملة في تكوين وتأهيل فرد قادر على استيعاب الحياة والاندماج فيها مع ضمان كل الشروط الاجتماعية والسياسية لإدماج الشباب واشراكهم.



#محمد_عزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعادة


المزيد.....




- الأكثر ازدحاما..ماذا يعرقل حركة الطيران خلال عطلة عيد الشكر ...
- لن تصدق ما حدث للسائق.. شاهد شجرة عملاقة تسقط على سيارة وتسح ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف عن آخر تطورات محادثات وقف إطلاق النار مع ...
- -حامل- منذ 15 شهراً، ما هي تفاصيل عمليات احتيال -معجزة- للحم ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية مسؤولين في -حماس- شاركا في هجوم ...
- هل سمحت مصر لشركة مراهنات كبرى بالعمل في البلاد؟
- فيضانات تضرب جزيرة سومطرة الإندونيسية ورجال الإنقاذ ينتشلون ...
- ليتوانيا تبحث في فرضية -العمل الإرهابي- بعد تحطم طائرة الشحن ...
- محللة استخبارات عسكرية أمريكية: نحن على سلم التصعيد نحو حرب ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عزيز - الشباب.