أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سعاد جبر - تساميات لغة الورد بين رونسار وفاروق مواسي














المزيد.....

تساميات لغة الورد بين رونسار وفاروق مواسي


سعاد جبر

الحوار المتمدن-العدد: 1366 - 2005 / 11 / 2 - 12:53
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


قراءة سيكولوجية في نص موسم الأريج" للشاعر فاروق مواسي

خلدت الذاكرة الفرنسية الشاعر رونسار في ادبياته الرومانسية النازكة في القرون الوسطي ، في ظل لغته الشعرية الملوكية ، وعبقرية مخيلته الفذة ، وقصائدة الحالمة بأكاليل المجد الخضراء التي سطرت دواوينه ، والرومانسية الهادئة التي بلغت قصائده بها مجد الشهرة ومقامات التغني بها في المجتمع الفرنسي انذاك ، وما زالت في الذاكرة الفرنسية الأدبية حكايا النساء اللاتي احبهن رونسار في اكاليله الشعرية وهما ماري وهيلين وغيرهما ، وتلك التماهيات الرومانسية هي التي جعلت شعر رونسار على الألسنة ، في ظل قصائده التي سجلت نجواه لحبيبته التي
يشبهها بالوردة الجميلة الحالمة ، ولكنه يحذرها أن تذبل وتموت مثل هذه الوردة ، ويحثها على التمتع بالحياة والحب قبل فوات الأوان:
"يا صغيرتي ، هيا نرى الوردة ..
التي أبانت هذا الصباح ، تحت الشمس رداءها الأحمر
هل أسقطت هذا المساء
طياتً فستانها الأرجواني .
ولونها صنو بشرتك الجميلة ؟
واحسرتاة ! انظري في هذا الوقت القصير .
يا صغيرتي ، قد ألقت الوردة على التراب
واسفاة ! كلَّ جمالها
يا للطبيعة القاسية !

آه لتلك الوردة الجميلة التي لاتعيش .
إلا بين صباحٍ ومساء .
صدقيني إذاً يا صغيرتي ،
أنت في زهرة العمر
وفي خضرته المتجددة
اقطفي شبابك قبل أن يأتي عليه العمر .
كما قضى على الوردة الناضرة . "
والمتأمل المتدبر في النص يتجلي له صدى فلسفة العصر انذاك السائدة ، التي توجه الإنسان نحو التمتع بالحياة والتعلق بها ، ويتردد في ظل تلك الأشعار المنطبعة بتلك الفلسفة لغة حتمية الموت وما يعتري تلك اللغة من مشاعر الحزن والكآبة التي تبرز في ذبول وقشعريرة الحروف عند تماس تذكار الموت ومعطياته المؤلمة ، ولكن ليس دوما تبرز مشاعر البغض
والتشاؤم بالموت ، فأحيانا تبرز في أشعار تلك الفترة أن الموت هو الغاية التي يسعي إليها الإنسان في لغة اللقاء بالله
يقول رونسار :
هنا يا أيتها الروح ، ستحلقين إلى العلا
وستلتقين بالله
الذي اعشق هنا صورته ..."
ويعتبر الشاعر ذلك السفر المحلق البعيد انه سفر إلى بلا د النور
وانت تمتلكين أجنحة
تقودك لو أردت ، إلى بلاد النور ؟
هناك الخير الذي تصبو إليه كل نفس ...
هناك الراحة التي نتوق إليها ...
هناك الحب والهناء .
وفي ظل تلك المقابلة الشعورية بين تألقات رونسار الشعرية ورومانسية موسم الأريج للشاعر فاروق مواسي؛تبرز مساحات لغة الورد وتجلياته
في تلك الواحة الربيعية ؛ التي تجمع بين روح رونسار وهمسات موسم الأريج الدافئة لفاروق مواسي .
فهناك لغة إبداعية هادئة في نص موسم الأريج تنساب من خلالها حالة شعورية دافئة في ظل تألقات رومانسية عذبة ، تشكل من خلالها حواراً
جميلا بين روح الشاعر وآبهة الجمال في عز تفتح أكمامه الوردية حبا وتساميات رومانسية هادئة :
هنا مواسم الأريجْ
تفتحت يا حلوتــي
والصبح رش في الأفق
نورًا وناغى صبوتـــي
الحسن طاف… واغتـَـَبـق
ثمالـــةً من مهجتــــي
ولانَ من لون الألق
بما يشفُّ بالندى
في نبضِـــهِ غدقْ ……
ويبرز في النص لغة جميلة وديعة لتألقات الصباح وشفافية الندى، ترتسم من خلالها لغة الاتحاد الشعورية في تساميات متلألئة ندية ،وهنا تحلق الحروف في عوالم هادئة، تبرز من خلالها انعكاسات عوالم الجمال واللذة ،وتعانقات أغصان الربيع ونبض القلب ،حيث تبسط سماءات الكلمات الناعمة أجنحتها في رونق جمالها ،ودفئ مناجاتها العذبة في شفافية التلاقي وعذوبة تساميات الوجدان الهادئ الجميل :
هنا مرابع الجمـــالْ
تلوّنـــت في حلوتي
أحسستـــه في قبلتي
شربتــــه في ظمأتــــي
سألته عن لوعتي ……
يا روعة النواااال !!!
فهناك بين رونسار وفاروق مساحات الكلم الهادئ الجميل على بساط تفتحات الورد الندي الجميل ، ورؤية الوجود في ظل انسام عبيرية منسابة إبداعاً وتألقاً ، هناك نبض واحد في قلب رونسار وفاروق هو عين شمس الورد في تألقات بهو جمالها ورفرفة أجنحتها على قيثارة السطور الناعمة المبدعة .
ولايسعني في نهاية مطاف مقالتي إلا أن أزجي كل تحايا الإبداع الوردية النازكة المعبقة بالياسمين لمبدعنا الألق د. فاروق مواسي وكل إبداع وانت متتاليات إبداع لاتنتهي



#سعاد_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنوثة والوجود
- الرؤى الإجتماعية في نص احلام فتاة شرقية
- ثقافة الحوار : الواقع والأزمات
- الأنا الذكورية ومشاعر الانوثة المستلبة
- رصد لحظة التوهج في الإبداعية الأدبية
- المسكوت عنه والمقموع في النص الأدبي
- الثقافة والإبداع
- ندوة العولمة وتغيير المناهج في العالم العربي
- الديمقراطية والإصلاح السياسي في العالم العربي
- همسات صحفية 8 : ثقافة الحوار وخرفان بانورج
- ماهية الحياة في الرؤية السيكولوجية للأدب
- ثنائية - موسيقى النص ، تيار الوعي - في النص الأدبي
- سيكولوجية الحرب في مجموعة عطش الماء
- رؤية نقدية للواقع من منظور نيتشه وجاسبرز
- رؤية نقدية لواقع الإعلام العربي في ظل معادلة الإبداع
- رؤية نقدية في المشهد الثقافي السياسي في عالمنا العربي
- فنيات القص في ادب رابلية / اضاءات على روائع الأدب الفرنسي
- المرأة والأبداعية الأدبية
- تماهيات الأدب في لغة السياسة


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سعاد جبر - تساميات لغة الورد بين رونسار وفاروق مواسي