أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح4














المزيد.....

دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح4


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4998 - 2015 / 11 / 27 - 21:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح4

في خطوة ظنها البعض أنها ستثمر عن ولادة تجديد ما في طريقة تعامل المسلم مع فكرة الإسلام وقضية الدين خرج البعض من أسموهم الفقهاء والمحدثين الفقهاء عن الطابع العام الذي ساد رجالات الدعوة الإسلامية وقادتهم الفكريين الأوائل عن سلوكيات أهل الذكر والفكر من السابقين الأوليين ,تتمثل هذه القضية في التخصص والتفرغ لدراسة الدين وتدريسه وفق أسلوب ومنهج الأولين من الأحبار والرهبان ,الظاهرة في حد ذاتها لا غريبة عن التدين عموما ولا غريبة عن واقع الإسلام الحديث الذي لم تمضي خمسين عاما على ولادته , هكذا برزت طبقة ما يسمى بالقراء ,والقراء بالمعنى الإسلامي هو ما يقابل رجال العلم أو العلماء وليس قراء القرآن المنشدين الذين يؤدون التجويد والتراتيل , الرهبان والأحبار الذين احتكروا مهنة بسط التدين وتعريف الناس به طبعا وفق مناهج متعددة هم العلة الأولى في ظاهرة الأختلاف والخلاف .
وأول طبقة من هؤلاء نشأت في المدينة كانت تتخذ من المسجد النبوي مكانا ويسمون أهل الصفة ليس جميعهم ولكن البعض منهم من جعل من طريقة عيش هؤلاء شعار ساهم في نمو وأستفحل طبقة طفيلية تدع أنها وحدها صاحبة الحق في التكلم بالدين وعلى الناس أن تتكفل بمعيشتها وتسديد نفقاتها تحت عناوين ومفردات فرضي الخمس والزكاة في عالم الدين ,وأول هؤلاء القراء والمقرئين ورجال التخصص هو أبو هريرة الذي كان يتخذ من المسجد سكنا ومكانا لنشر ما يجمعه من أفكار مقابل مال يتحصل عليه مثل باقي المسلمين ,تطور لاحقا ليكون موظفا بالبلاط الرسمي للخلفاء وتقلد مناصب إدارية بناء على ما منح من تبريرات وتفسيرات كان البعض بحاجة لها , هذا الأسلوب الذي تابعه البعض عليه وأصبح السمة الغالبة لرجال الدين وأحتكروا تسمية العلم والعلماء , هذه الطبقة لم تكن معروفة في زمن النبي ص ولا أقرها نظام الفكر الإسلامي القائم على الكسب والسعي في مناكبها, فأبو بكر كان يتاجر وعمر بن الخطاب كان يصفق في الأسواق وعلي بن أبي طالب كان فلاحا وعثمان يتاجر بأمواله وكل القادة الكبار كانوا أصحاب أعمال مع دورهم الديني والفكري والأجتماعي .
برز دور الفقيه والحدث والقارئ حتى تحول تدريجيا إلى عضو فاعل في الصراع السياسي كأداة تسويق وتبرير والبحث عن ما يمكن به شد أزر المتخاصمين تبع ذلك وبالتحشيد وأستغلال أتجاه الناس لعبادة الدين ورموزه بدل عبادة الديان إن أصبح هؤلاء من ضمن المنظومة التي تعبد واقعيا ,هذا التحول الذي كان أساسه ومنطلقه صحيح حين تفرغ البعض لدراسة الدين كتخصص وتفرعات الهدف منها شرح وبسط روح وفلسفة الدين , إلا أن الصراع الفكري والسياسي والعنصري ومضامين قانون الفعل ورد الفعل نقل هذه القضية من طور حسن النية إلى تسخير وتعظيم دور المفتي والفقيه ليكون هو الدين الذي يعبد , لذا لا يمكن أن تجد اليوم فقيها أو مفتيا أو محدثا مقبول من جميع المسلمين لأنه إن كان حياديا لا تقبل حياديته حتى ينصر طرف ضد أخر , وإن كان منحازا فهو يسوق لحزبه ويسفه القوم الآخرين .
لقد أفسد الفقيه والمحدث والمقرئ ولاحقا رجال الدين في أصل قضية الدين أكثر مما أفاد روح وجوهر عالم الدين ,في تدخله الفج واللا منطقي أحيانا لنصرة قراءة ورؤية فردية أو ذاتية في محاولة منه مع تحفظنا على حسن نيته في ذلك ,ليجعل من حزبه وفئته هي الفائز والفئة الناجحة التي سيسجل الله لهم الجنة ملكا صرفا ويحرم الآخرين منها وكأنه يتكلم باسم الله واثقا من النتائج ,(كل حزب بما لديهم فرحون ) فرحون نعم ولكن الله لم يقل المحقون ولا الفائزون ومن معنى المعنى أن كل هؤلاء الأحزاب والشيع مجرد أوهام بنيت على فكرة لا يريدها الله بل لا يؤمن بها عقل .
الفقيه اليوم هو من بيده مفاتيح العودة للروح وبيده إفساد ما تبقى من فكرة الدين وقضية العبادة , الفقيه اليوم يصرف جل وقته ومعه الآلاف من الأتباع والطلاب والتلاميذ وسيل من التابعين والمقلدين مثلا ليكتب وينظر ويدافع عن شرح أنواع الصلاة وأركانها وموجباتها ومقدماتها ومبطلات الوضوء والخرطات التسع وووو الكثير من الغث الذي لا يستحق كل هذه الكتب والجهود والله تعالى وأقول واثقا أرادبكم اليسر والعسر في التعاطي مع العبادات , ولكنه لم ولن يشرح لماذا أرادنا الله أن نصلي عندما قال إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ؟ ,لماذا جعل الله للصلاة منزلة العمود من البدن ولم يجعل غيرها كذلك ؟ , لماذا كرر الله ذكر وأداء الصلاة والزكاة متعدد كنص وكواجب مفروض ومفترض أداءه بأستمرار ؟, وكيف بنى لنا نظاما أقتصاديا في العبادات المالية والمعاملات البنية خصص فيها شرط العدل في التحصيل والعدالة في التوزيع , هذه الامور يغفلها ويبتعد عنها لأنها تؤدي إلى فضح منهج التحزب ومنهج تضييع جوهر الدين الإنساني كما حصل في مواضيع أخرى كالجهاد والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح3
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح2
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح1
- نسرين كوسا ... علامة ابداع في شعر المرأة العربي
- الفلسفة من منظار أخر
- نظرية الإزاحة والإحلال الفكري ح2
- أستراتيجيات تحرير المرأة ودورها في المجتمع الإسلامي
- نظرية الإزاحة والإحلال الفكري ح1
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- وحل الأنا وخطيئة الافتراس
- القيم ومفهوم الإيمان ح2
- القيم ومفهوم الإيمان ح1
- ماذا كسب الإسلام وماذا خسر الكافرون ؟.
- الإرهاب والديمقراطية وحقوق الإنسان
- ترانيم للجدة الحكيمة
- العمل مفهوم ذاتي
- دين النص ودين التأويل _ ح3
- دين النص ودين التأويل _ ح2
- دين النص ودين التأويل _ ح1


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح4