فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 4998 - 2015 / 11 / 27 - 18:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لايتخلى قادة و مسٶ-;-ولوا النظام الديني المتطرف في طهران عن الاسلوب و النهج التمويهي المغلف بالمخادعة و اللف و الدوران مع العالم فيما يتعلق بمواقفهم أزاء آثار و تداعيات و نتائج تدخلاتهم في المنطقة عموما و في سوريا و العراق خصوصا، والذي يثير السخرية کثيرا إن مواقفهم و تصريحاتهم بهذا الاتجاه توحي وکإن هذا النظام يقف موقفا محايدا و يسعى من أجل الحفاظ على أمن و إستقرار المنطقة فيما نجد الحقيقة متعارضة و مناقضة مع ذلك تماما.
ماقاله وزير خارجية النظام الايراني محمد جواد ظريف خلال اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف مساء الثلاثاء المنصرم، من أن حادثة إسقاط تركيا لمقاتلة روسية "تبعث برسالة خاطئة إلى الجماعات الإرهابية" في سوريا، موقف مثير للسخرية و النکاية، ذلك إن إستمرار التدخلات الايرانية في المنطقة عموما و سوريا خصوصا و إصرار طهران على إبقاء نظام الدکتاتور بشار الاسد، هي الرسالة الاکثر أهمية بالنسبة للإرهابيين و المتطرفين الذين تشکل طهران بٶ-;-رتهم الاساسية.
الانکى من ذلك إن ظريف الذي وصف حادثة إسقاط المقاتلة الروسية بإنها"خطوة تؤدي إلى تصعيد التوتر وتعقد الوضع"، يتغابى عن إن صاحب الدور و القسط الاکبر في تصعيد الموقف في سوريا و تعقيده و تأزمه أکثر فأکثر، إنما هو نظامه تحديدا، والذي من خلال إصراره على إبقاء الدکتاتورية الدموية للأسد و تمويلها بمختلف المساعدات و المشارکة معها في مختلف الجرائم و المجازر المرتکبة بحق الشعب السوري، يعتبر شريکا في الجريمة و مسٶ-;-ولا عن إستمرار نزيف الدماء في سوريا.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يحاول عبثا و من دون جدوى التأکيد على إنه محايد بالنسبة للأوضاع في سوريا، وإنه يريد إيجاد حل سلمي للأزمة السورية، لکن مواقفه العملية لاتتناسب إطلاقا مع هکذا مزاعم و إدعاءات البتة وإن ماقد أکدته السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية في کلمتها خلال الحفل التأبيني الذي أقامته المقاومة الايرانية بمناسبة هجمات باريس الارهابية قد جاء دقيقا من حيث تحديده للموقف و المکانة الحقيقية التي يقف فيها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بالنسبة للأزمة السورية و مشکلة الارهاب و التطرف في المنطقة و العالم عندما قالت:" هناك اصطفاف يقف في طرف منه الداعون إلى الديمقراطية وفصل الدين عن الدولة وهم مسلمون أصحاب التسامح والديمقراطية وفي الطرف المقابل تقف جبهة الاستبداد والشقاء والتحجر. داعش وبشار الأسد وملالي إيران واقفون في هذه الجبهة."، ولذلك فإنه وکما أسلفنا فإن الرسالة الاهم للإرهابيين و المتطرفين في العالم هو بقاء و إستمرار النظام الديني المتطرف في إيران و حليفه الدکتاتور الدموي في سوريا.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟