أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - السماء تهب و تعطي والارض تدمروتحطم















المزيد.....

السماء تهب و تعطي والارض تدمروتحطم


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4998 - 2015 / 11 / 27 - 14:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




هتلر وستالين إعتبرا أنفسهما .. عطية السماء لشعوبهما .. و هذا إلي درجة كبيرة صحيح فلقد كانت المانيا مهزومة في الحرب العالمية الاولي .. و كانت واقعه تحت أعباء معاهدة فرساى المجحفة ..(( دفع خمسة بلايين دولار مقيمة بالمارك الذهب عدا الفحم و السفن و الخشب و الماشية و غيرها من التعويضات العينية ))..و نتيجة لثقل التعويضات أصبح إقتصادها في الحضيض و البطالة (( لسبعة مليون عامل ))..وعملتها منهارة (( الدولار الذى يساوى أربعة ماركات أصبح يساوى مائة و ستين الف مارك ))و شعبها يعاني من الانقسام بتعدد الاحزاب الضعيفة و الجماعات السياسية المتصارعة .. مع سيطرة حفنة من الراسماليين و جنرالات القيصر علي الصناعة والزراعة وكان الالماني العادى يتمني أن يجد أى وظيفة حتي لو كان أجرها و جبة عشاء...و الارض الالمانية مفصولة لكتلتين تفصلهما بولندا و لا تسمح بالاتصال بينهما بخلاف أجزاء إستولت عليها لتوانيا و تشيكوسلوفاكيا .
وهنا ظهر الحزب النازى ليحقق إنتصارات مدوية متحديا معاهدة فرساى موحدا الشعب محققا تفوقا صناعيا ، متغلبا علي البطالة مستفزا الديناصورات المستقرة في اوروبا و المسيطرة علي العالم .
الم يكن بذلك هذا الهتلر عطية السماء أو كما قال عن نفسه أمام الريشستاج الالماني بصوت تخنقة العاطفة متوسلا (( أيها الشعب الالماني إمنحني أربع سنوات أخرى عساى أحقق لك فيها ما تتوخاه من إستغلال للاتحاد الذى أقمناه لمصلحة الجميع ))..((أعتقد أن إرادة الله هي التي شاءت أن تبعث بشاب من أبناء المدينة( فينا ) الي الرايخ و دفعته في معارج النهوض و رفعت من شأنه ليصبح زعيم الامة و ليتمكن من ضم وطنه (النمسا )الي حظيرة الرايخ )).
نفس القصة بتطورات وتفاصيل مخالفة .. كانت دولة لينين .. تقف عام 1918 .. مع إنتهاء القتال في الحرب العالمية الاولي ترقب التحرش بها من الدول المحيطة بعد أن أسقطت قيصر روسيا وأقامت دولة السوفيتات حيث أعلن ونتسون تشرشل ((أن من الواجب وأد البلشفية منذ ولادتها )).. كما كتب هتلر في( كفاحي) ((إذا كانت قضية نقص الارض الزراعية في اوروبا و غياب التربة الصالحة مطروحة فلن تحل إلا علي حساب روسيا وعلي الرايخ الثالث أن يسير فيه )) بل لقد صرح بوضوح بعد إستيلاءه علي الحكم ((علي أن العب الكرة مع الراسمالية وأن أبقي علي دول فرساى في صفي برفع شعار معاداة البلشفية لاحملها علي الاعتقاد أن المانيا النازية هي الحصن المنيع و الخلاص في وجه الطوفان الاحمر ))
و هكذا كان علي الاتحاد السوفيتي الوليد مواجهة العدوان المرتقب من النازى رغم أن أثار التدهور الذى كان علية بسبب إسراف القياصرة و عدم كفاءتهم في إدارة البلاد الاقتصادية تنخر في جسد الامة الوليدة .
كتب لينين ((ركزت الرأسمالية ثروات العالم كله في أيدى بعض الدول و قسمت العالم فيما بينها و لا يمكن لاى تقسيم جديد أن يحدث او أى إثراء جديد أن يحدث إلا علي حساب دول أخرى و القوة وحدها هي التي تحسم الامر و من هنا أصبحت الحرب بين نسور العالم حتمية )).. ثم يتوفي لينين قبل أن يبدأ صراع النسور .. ليصبح علي خليفته الدفاع عن الامة الوليدة في مواجهة الاطماع الرأسمالية ثم النازية .
الحرب العالمية الثانية بدأت بغزو اليابان لاقليم الصين الشمالية الشرقية(منشوريا ) عام 1931 و إستمرت حتي عام 45 19..كان فيها الاتحاد السوفيتي مهددا من جهتين .. اليابان شرقا و المانيا غربا .. و مع ذلك و رغم تدهور البناء التحتي .. و إنهيار الصناعة .. و ضراوة الازمة الاقتصادية إلا أن ستالين كان بمقدورة قيادة الامة لتصمد أمام الغزو الالماني ثم تتحول لهجوم لا يتوقف إلا في برلين ..الم يكن من حقه و هو جالس بين الكبار بعد الحرب .. أن يعتبر نفسة المنقذ الذى أنعمت السماء به علي قومه .
في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي .. كان يحكم العالم فلول النظام الاقطاعي المندحر أمام الرأسمالية البازغة .. مجموعة من الديكتاتوريين .. في المانيا هتلر و في إيطاليا موسيليني و النمسا شوشينج و أسبانيا فرانكو و اليابان إمبراطور إله لا ترد له كلمة .. وحتي الاتحاد السوفيتي دولة العمال ومهد الاشتراكية كان هناك بريا و ستالين الذى قال عنه خورشتشيف في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي أنه كان طاغية مضطرب العقل.
إنجلترا و فرنسا الامبراطوريتان( بالاضافة إلي هولندا و بلجيكا ..) كانتا قد إقتسما مستعمرات العالم فيما بينهما تحتل كل منهما بالقوة و القهر شعوبا تستنزفها و تضطهدها .. ومنها مستعمراتها في الامريكيتين..التي كافحت شعوبها و نالت إستقلالا تبعه حروب وطنية مدمرة أشاعت التفسخ وسببت أزمة إقتصادية جعلت معظم سكان المعمورة يتضورون جوعا .
إن الثلاثينيات من تاريخ كوكبنا هي اللحظة التي كانت الارستقراطية الاقطاعية مالكة العبيد تسلم فيها الراسمالية الفتية الاعلام من خلال صراع دموى حاد تضطهد فية الاخيرة عمالها و شعوب مستعمراتها و تنقلب علي أنظمة رجعية تقف كحجر عثرة امام تقدمها و فرض سيطرتها .
الرأسمالية الصناعية البنكية كان عليها التغلب علي مشكلتين أحدهما تلك المقاومة العنيفة من عمالها لاستمرارإستعبادهم و التي كانت تتمثل في النضالات النقابية القوية و الافكار الاشتراكية و الشيوعية التي وجدت لها موقع قدم مع إنتصار لينين البلشفي في روسيا .
و الاخرى أن تجد لنفسها أسواقا إستهلاكية توزع فيها منتجاتها و تستورد منها مواد خام رخيصة .. بحيث تراكم فائض القيمة من الاموال التي تسمح لها بالاستيلاء علي الحكم و فرض أساليبها و سيطرتها لمصلحة نموها .

هذا الوسط المشبع بالصراع .. عادة ما يظهر الديكتاتور(( عطية السماء لشعبها )) و حزبه الفاشيستي المتحكم بالحديد و النار .. و المدعوم بغوغائية الشارع ..ورعب طبقة وسطي تخشي من السقوط .
كأنه قانون .. مستمر منذ بداية التاريخ .. حتي اليوم ..تغيرات إقتصادية حادة تطول أغلبية الامة نتيجة لصعود طبقة .. و تنحية أخرى .. فوضي تعم كل أوجه الحياة.. ثم صعود فاشيستي ديكتاتورى يصاحبه طموح دافع للغزو و الاستعمار و إستعباد الاخر و سرقته و تجريده من أسباب قوته .. ليتحول الديكتاتور إلي مبعوث العناية الالهية لانقاذ أمته .. و يرتفع قدره حتي مصاف الارباب .. و الابطال المخلدين .. ثم تقوم الارض بفرض قوانينها .. بتدمير الصرح و تحويله إلي أطلال .
راينا هذا مع تحتمس الثالث ..(هبة أمن لمصر ) الذى قاد قومة لتحقيق اول إمبراطوريه في التاريخ و تحويل طيبة إلي عاصمة للعالم القديم .. ثم تفسخ هذه الامبراطورية بعد أن قامت قوانين الارض بعملها في التدمير عندما قدر للكهنة الاستيلاء علي الحكم .. و الحياة في رفاهية بغيضة .
الاسكندر الاكبر الذى تغلب علي ازمة وفاة والده فيلب المقدوني و تحلل الحلف الذى أقامة حول أثينا ..غزا الاقطار المجاورة و إستولي علي مصر و الشام و دمر الامبراطورية الفارسية .. لقد إعتقد أنه هبة السماء لاهله وأنه إبنا (لامن -زيوس ) و طالب جنوده بوضعه في مصاف الارباب .. و لكنه في النهاية خضع لقوانين الحياة علي الارض .. و تحللت إمبراطوريته بعد وفاته.
إبن الخطاب .. ورث بلدا يحيطه الاعداء من كل جانب .. يموت أبناءه جوعا و عطشا .. بداخل قومة من ينتظر الفرصة لاغتيالة .. و مع ذلك فلقد كان بإستطاعته بصفته (هبة السماء لقومه) أن يفرض إرادته و يغزو أقوى إمبراطوريتين في العالم القديم .. فيسقط فارسي .. يستولي من الامبراطورية الرومانية الشرقية علي مصر و الشام .. ولكن في النهاية تخضع إمبراطوريته لقوانين الحياة و الصراع و يفتك الامويين .. بالمعارضين حتي لو كانوا في حجم علي بن أبي طالب و نجلية .. ويسود معاوية و إبنه .
الامثلة لا تتوقف .. شاملة حكم خلفاء العباسيين ثم المغول و التتار .. و العثمانيين .. والفايكينج ..والبرتغاليين و الاسبان ..و الانجليز ثم نابليون ..فهتلر و موسيليني .. حتي أخر القياصرة ستالين .. لتتوقف هبات السماء.. للدول التي أصبحت لديها القدرة علي إدارة امورها بقوانين الارض ..و تقوم السماء بتركيز جهودها علي دول العالم الثالث التي كانت الي زمن قريب مستعمرات ..
هبة السماء .. ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية و تبدت في مصر .. حيث كان عبد الناصر يرى أنه (خسارة ) في هذا البلد الذى (علمه الكرامة ) فحاول إغتياله .. ثم أمطرت السماء منطقتنا بهباتها .. في العراق صدام حسين .. و الشام حافظ الاسد .. و السودان النميرى .. وليبيا القذافي .. و الجزرة العربية بال ..سعود و أل ..الصباحي .. ومش عارف مين في اليمن و مين في قطر و مين في إمارات الخليج المختلفة .. , اصبحنا فوجدنا أن كل حكام المنطقة .. تحولوا إلي أيقونات مقدسة .. تولت السماء منحنا إياها ..و لكن كما قامت قوانين الارض.. بتدمير هبات السماء في الماضي ..فإن العالم ينتظر.. و هو سيرى .. كما راى من قبل امبراطور اليابان الاله يتحول الي إنسان يتزوج واحدة من بنات الشعب .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهجمة الثالثة لاخضاع اوروبا
- يا حلولي .. حتجوز بنت السلطان .
- حدوتة مصرية ..حزينة و مخزية .
- هل سنظل دائما نبحث عن (المخلص ).
- تأملات شخص فاضي في أجازة .
- تعددت الاقنعة .. والوحش واحد .
- مسلمون ومسيحيون .. وعنف متبادل .
- لن يفلح قوم ولوا أمرهم حثالة .
- العروبة والاسلام ( قهروفساد ).
- الغرب مش أهبل الغرب يعرف ما يريد
- عدالة (سيد قطب ) الاجتماعية
- هذه المهنة اللعينة
- الدوس بالبياده ،وا هندسا.
- ترضي تشتغلي رقاصة ؟
- في محيط الابداع،الابحار بدون ربان
- سلام المشير ..سلام سلاح .
- حدث في بلاد الواق الواق .
- تاريخ قهر العرب للموالي .. تاريخ لعين لا نعرفه . !!
- قد لا تعرفون قيمة (مصر) .
- اللي معاه مال محيره يكتب تاريخه ويزوره


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - السماء تهب و تعطي والارض تدمروتحطم