|
توضيحات
راغب الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 4998 - 2015 / 11 / 27 - 08:16
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
أرتأى بعض الأصدقاء علينا أن نبين لهم ولغيرهم ، لماذا هذا التبدل في موقفنا من الرئيس بشار الأسد ؟ ، ولكي نكون موضوعيين وجادين نقول : إن هناك ما يدفعنا لتغيير موقفنا السابق منه ، أعني إننا كنا نطالب برحيل بشار الأسد حينما كان التحرك سلمي ، والتظاهرات كانت دعوة للديمقراطية وللحرية وللسلام ، ولكن تبدل الحال وحمل الناس السلاح وتقاتلوا وعبثوا ونزعوا السلام من أرض الشام ، تبدل موقفنا ذلك لأننا وجدنا فيه الحصن أو الجبهة الأمامية التي تحارب الإرهاب ، هكذا بدت لنا قواته وشعبه ، وقد بدى الرجل واضحاً ومتماسكاً رغم كثرة من تنادوا عليه وأفسدوا عليه رأيه بالعصيان ، والوضوح في الأفعال أبلغ عندي من كثرة الأقاويل والخطب ، ثم إن الرجل يحارب بشراً متوحشين عديمي الضمير وعديمي القيم وقد دلت أفعالهم على ذلك ، ولا أظن إن منصفاً واحداً أو ذي لُب ينكر هذا الشيء ، فنحن حينما نغير رؤيتنا يكون ذلك بحسب معطيات موضوعية نرآها ونلمسها ، نعم نحن لا نزعم إن الرجل كبير الديمقراطيين وسيدهم في العالم لكننا لا ننكر عليه أبداً دوره المتميز في صلابته وحنكته وطول أناته في محاربة قوى الإرهاب والجريمة المنظمة ، كما لا ننكر عليه مزيته وفي كونه من النوع الذي يستجيب لمن يهديه الكلام الطيب فهو يقبل المشورة ويقبل النصح ، وتلك مزايا مهمة للزعيم والقائد . ثم إن تجربة العراق المريرة وهذا التفكك وكثرة الرياسات ، جعلتنا نعيد النظر في كثير من الأمور التي كنا نشجعها أو نعلن موافقتنا عليها ، وتجربة العراق أفقدته توازنه وأنقصت من قيمته المعنوية والشرائية في أعين القريب والبعيد ، هذه التجربة جعلتنا نتريث أكثر ونُمعن العقل أكثر خاصةً فيما يتعلق بمستقبل الدولة السورية ومكوناتها ، فلو سمحنا من باب المقاربة العراقية في الحالة السورية يعني ذلك إننا نسمح في تدمير ذلك البلد الخصب الجميل ، ولأن تجربة العراق مُرة ومريرة لذلك لا نريدها لغيرنا وخاصةً سوريا الحبيبة . ثم إن العلمانية في صيغتها القديمة أو المقترحة هي النوع الضروري واللازم لبقاء الدولة السورية ، والعلمانية نهج مفهومي يعلمه من يقرأ تاريخ الدولة السورية إنه كان صمام أمان للتوازن والتعايش بين المكونات الإجتماعية السورية ، وهذه الصيغة المفهومية مع غياب الأسد ستجعل الحياة غير ممكنة بين المكونات الإجتماعية ، وذلك نظراً لعدم التكافؤ في القوة والإمكانات المادية بين القوى الليبرالية الديمقراطية وهذه القوى الإرهابية المعبئة بالسلاح والمال . ثم لا يغربن عن البال ذلك المضمون العاطفي الذي تتلحف به المنظمات الإرهابية والتي من خلاله تخاطب الناس البسطاء وتستدرجهم ، وإن نجحت هذه العوامل فإنها ستفسد على السوريين حياتهم ومستقبلهم ، ولا نبالغ في هذا الأمر ودعوني اذكركم بما يلي : ان الجيش العراقي المُنحل قد تحول بفعل عوامل نفسية ومادية ليكون عصابات داعشية وإرهابية فعلت كل قبيح ، فما بالك بعصابات إرهابية موجودة على الأرض كيف ستفعل ومن يردعها ؟ ! ، القضية أيها السادة ليست موقفا من شخص بعينه بل هو موقف من بلد بأجمعه ومن حال أمة كيف ستكون ؟ ، فلو ذهبنا في حكمنا مع العواطف وأنسقنا وراءها ستكون النتيجة كارثية بكل تأكيد ، ليس لأننا لا نريد للديمقراطية في سوريا ان تسود ، بل لأننا نعلم إستحالة التعايش مع الديمقراطية في ظل الإحتراب . من هنا أقول : يجب ان يتغير من هم لا يزالون يتحدوثون عن الثورة الشعبية بمفهوم عاطفي وشعاراتي ذلك لأن القضية قد خرجت عن السيطرة ، وتجارب الشعوب العربية في التغير فاشلة ، ليس في العراق وحسب بل هاهي تونس تلفظ مشروعها الديمقراطي عبر هذا الإرهاب اليومي وليبيا هي الأخرى في أسوء حالاتها واليمن السعيد أصبح مقبرة للجميع ، دعونا أيها الأشقاء : ننظر بعين الرعاية مبتعدين عن الأهداف الوقتية وعن التنافس السلبي بين الطوائف ولندع شأن السوريين لهم يقررونه بعدما يتخلصون من الإرهاب ، دعونا نؤمن بقدرتهم على فهم الواقع فدوام الحال من المحال ، ولعل الرئيس بوتين على حق في موقفه حتى لو قلنا بموقفه النابع من مصالح دولته ، لكن شعوب العالم أجمع أصبحت تنظر بنفس المقياس وقد حدثني من أثق به من زعماء العالم في : أن بشار الأسد على سوآته أفضل من هؤلاء القتله !! ، ولكم أن تتصورا كيف توصل العالم إلى هذه الحقيقة ؟ وستجدون الجواب مرفقاً مع تلك الأعمال الإرهابية التي تطال الأبرياء في كل العالم ، هذه الأعمال الوحشية هي العلامة الفارقة المسجلة بأسم هؤلاء القتله ، وهي التي تجعل العالم يحول نظرته ورؤيته من بشار الأسد ومن نظامه ، وهم محقون فالتميز بين الصواب والخطأ لا يجب ان يذهب مذاهب في التقوقع والتكلس وعدم الإعتراف ، وبما إن الغرب ينحو أو يقصد الشفافية السياسية هكذا هو الشعار والإعلان المعروف عنه ، حتى لو كان ذلك من وحي مصالحه فهو قد بلغ الهدف ولذلك يسعى لتكريسه ، طبعاً ليس بالضرورة ان يكون في حديث الإعلام والضوضاء ، إنما هو قرار متفق عليه بين الكبار ، ولا يجب أن نغمض أعيننا عن الحقيقة وشعبنا السوري تحرقه الحرب ولهيبها ومن يعبث بمصيره ، ودعونا نتذكر إن شعب سوريا شعب متميز وهو من أذكى الشعوب العربية ومنه ومن خلاله أنبثقت النهضة الفكرية والسياسية والإقتصادية ، وإسهامات شعب سوريا واضحه ومتعددة في مجال خدمة العرب والدفاع عن قضاياهم ، وتلك روادع يجب ان نأخذها في الحسبان من باب عرفان الجميل وعدم الإنجرار إلى الأبد في ترديد الشعارات الفارغة والكلام الطويل ، ولنكن جميعاً حذرين فبيوتنا كلها من زجاج ولا نفع من نرمي بعضنا بحجر ..
#راغب_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما بين تركيا وداعش !!
-
برقية شجب وإستنكار
-
من يصنع الإرهاب ؟
-
لمن نكتب ؟
-
عن القضية السورية
-
لماذا نؤيد روسيا وإيران ؟
-
لتحيا روسيا
-
تضامناً مع ثورة الإصلاح في العراق
-
قراءة هادئة في تطورات القضية السورية
-
الأحزاب الدينية وفقدان الضمير
-
بيان صادر عن الدائرة الثقافية والإعلام المركزي في الحزب اللي
...
-
الليبرالية الديمقراطية هي المنقذ الوحيد للعراق
-
الشرف
-
كنت هناك
-
ما بين - المليشيا والحشد - من الإختلاف في اللفظ وفي المعنى
-
مبدأ - أذهبوا فأنتم الطلقاء -
-
أضغاث أحلام بعض الإيرانيين
-
وهذا ردي على هرطقات الأزهر
-
بمناسبة يوم المرأة العالمي
-
في سياق مقال الأخ - آراس جباري - عن العلمانية والليبرالية لد
...
المزيد.....
-
مظاهرة في برلين تندد بالتقارب بين المعارضة المحافظة واليمين
...
-
حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرارات الاضراب العام الوحد
...
-
ألمانيا: آلاف المتظاهرين في برلين احتجاجا على -التقارب- بين
...
-
الجامعة الوطنية للتعليم FNE تدعو للمشاركة في الإضراب العام
...
-
قبل 3 أسابيع من التشريعيات.. مظاهرة حاشدة في ألمانيا ضد التق
...
-
ما قصة أشهر نصب تذكاري بدمشق؟ وما علاقته بجمال عبد الناصر؟
-
الاشتراكيون بين خيارين: اسقاط الحكومة أم اسقاط الجبهة الشعبي
...
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تعمل من أجل إنجاح الإضراب الع
...
-
تعليم: نقابات تحذر الحكومة ووزارة التربية من أي محاولة للتم
...
-
تيار البديل الجذري المغربي// موقفنا..اضراب يريدونه مسرحية ون
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|