أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح3














المزيد.....

دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4998 - 2015 / 11 / 27 - 01:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح3


من خلال فرض مساحة واضحة ومرسومة بحد حقيقي بين الدين وبين جاعل الدين وتسمية الأشياء بمسمياتها الخاصة والعمل على تجسيد التناسب بين الصورة والفهم والسلوك الحسي , ينجح الإنسان بالانتقال من ظاهرة عبادة الدين إلى حقيقة الاستجابة الفعلية لقضية الدين وهي الرحمة التي تتضمن عنصر الخير المطلق والأحسنية الكمالية , وعندها يعي الإنسان أن الدين ليس إلا مجرد مرحلة أنتقال من حالة الاختيار الحر من عدة مفاهيم وبدائل إلى حالة تفعيل القرار , وعند هذه النقطة سيكون العنوان الأساسي هو تطبيق رؤية الله من الدين وليس طقسنة الدين وإبعاد تجسيده كعامل إستعباد إلى حقيقته الإنسانية ( وما خلقهم إلا ليرحمهم) وليس بمفهوم ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) وإن كانت الثانية طريقا تكوينيا كما شرحناه في معنى الصلاة للمفهوم الأول .
ليس الغاية من الدين أذن تعليمنا طقوس بمسميات نتناوب على أداءها برتابة وتلقائية تفقد بمرور الزمن روحية الإيمان بما فيها من علل وأهداف ,إلا الأنتقال بها ومن خلالها لجوهر إنسانية هذه الطقوس والعبادات المفروضة لأول وهلة ,وليس لتعظيم من هو عظيم أو لمعرفة الر ب أو الديان أو الجاعل ,فلم تعلمنا هذه السلوكيات لليوم ما هو خفي ولا غائب ولا يمكن الاستدلال بها ,الله أو الرب أو الخالق برأي الدين هو الرحمن والرحيم والرؤوف والسلام والحبيب والظاهر وغيرها من الأسماء والصفات التي يعدها النص ليكشف لنا وقبل البدء بالبحث عن المعرفة ما هو معروف بالاسم والوصف .
أما البحث عنها خارج هذه التسميات والأوصاف والنعوت على أنها حقيقة الله الذي نستدل به بالطقوس أو من خلالها أو من طريق متصل بها أو يعتمد عليها هو محض هراء ,فمن يعرفك بنفسه صادقا وهو الأعلم بها لا يمكن إلا أن تعرفه بأكثر من ذلك ,لأن ذلك مجرد تخمينات أنت افترضتها على أنه هو لا يعلمها ولا يدركها أو لا يريد أن يفصح عنها , هنا العلم بها إن كان صحيحا فإنك تعديت على ما لا يجب لك ولا مطلوب منك ذلك ولا منها فائدة في أنسنة الدين كمحصلة نهائية كما في قضية الزهد التي وصلت إلى مفهوم الرهبنة والصوفية السلبية كتعبد لا ينتج فائدة إلا لمن يعتمدها طريقا للوصول لغايات ذاتية فردية ,وإن لم يكن صحيحا فقد جئت بأمر خارج الدين ومما لا يصح التعاط به وكلاهما خطل عقلي محض .
إذا كان ذلك الشرح والمقدمة الطويلة أنشأت دين عبادة الدين وأصبح التدين بالواقع هو بالفعل المنتحل مكانة الدين السامي بشكل عام وكامل في كل الأديان التي تصنف وضعية وسماوية فلم يسلم منها حتى ما هو خارج الدين من رؤى وأفكار وإن كان الفرق بين الدين والفكر أن الأول يقتضي ثبات بعض الأسس والأركان فيما الفهم به والتعامل معه يتطور مع تبدلات الزمن والمكان , إلا أن الفكر اساسا خاضع بل واجب الخضوع للتبدل والتطور الحيثي لأنه بالتطور يمكنه أن يعيد رسم وجوده المستمر , ومتى ما توقف عن ذلك تحجر ومات وأستهلك قوته الدافعه والمؤثرة والضرورية , هنا لا نستغرب أن ينطبق هذا الأمر على الدين الإسلامي برغم إيمان المؤمنين به أنه الختام الرسالي والغاية التامة من الدين ,بل يفهم البعض أن حدود المعرفة الدينية تنتهي عند النصوص التي جاء بها وسطرها في القرآن الكريم .
الإسلام بالرغم من أنه بواقع الحال ومن السيرة التأريخية لم يأت دين سماوي أو وضعي يدعي أو يحاول الإدعاء على أنه تكملة لسلسلة الرسالات ولا كمنافس أو نقيض له ,إلا أنه تعرض كباقي الديانات التي سبقته إلى ما يسمى إسلام الواقع وإسلام بقراءة محافظة وإسلام متأول وإسلام مفسر كلها شكلت ما يسمى بالمذاهب الإسلامية أو الملل الفرعية حتى أنها لم تلتق إلا بالتسمية وبعض الكليات من حيث شكلها بعيدا عن المضمونية مع الإسلام المحمدي المبني على الرحمة والخيار الإرادي ,إسلام الواقع يتميز بجملة ظواهر تفصل بينه وبين أصل الرسالة كونه بني على عبادة مسميات أو مفاهيم أو تقديس مفاعيل سلوكية على أنها هي الدين ,مثلا كانت أول حرب شنت باسم الإسلام الواقع محاربة وقتل مانع الزكاة بدون نص ولا أمر ولا مبدأ في دين الرسالة ,لينتهي هذا الدين استباحة الإنسانية من خلال رفض فكرة وجود أخر مختلف على النقيض من قاعدة لكم دينكم ولي دين .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح2
- دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح1
- نسرين كوسا ... علامة ابداع في شعر المرأة العربي
- الفلسفة من منظار أخر
- نظرية الإزاحة والإحلال الفكري ح2
- أستراتيجيات تحرير المرأة ودورها في المجتمع الإسلامي
- نظرية الإزاحة والإحلال الفكري ح1
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- وحل الأنا وخطيئة الافتراس
- القيم ومفهوم الإيمان ح2
- القيم ومفهوم الإيمان ح1
- ماذا كسب الإسلام وماذا خسر الكافرون ؟.
- الإرهاب والديمقراطية وحقوق الإنسان
- ترانيم للجدة الحكيمة
- العمل مفهوم ذاتي
- دين النص ودين التأويل _ ح3
- دين النص ودين التأويل _ ح2
- دين النص ودين التأويل _ ح1
- من حكايات الصباح وتراث الجدة


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - دين ضد الدين وإسلام ضد الإسلام ح3