أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - السلام والإصلاح والحقوق المستبعدة















المزيد.....

السلام والإصلاح والحقوق المستبعدة


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 370 - 2003 / 1 / 17 - 05:49
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

عقد مؤتمر لندن للقضية الفلسطينية الذي كانت بريطانيا دعت له على لسان رئيس وزرائها توني بلير, بدون الوفد الفلسطيني الرفيع الذي ظل طويلا يعول على تدخل بريطانيا لدى شارون للسماح له بالسفر. ورغم المواقف البريطانية المعروفة بانحيازها للسياسة الإسرائيلية منذ بدأ الصراع الفلسطيني الصهيوني في عهد الانتداب البريطاني على فلسطين الكاملة, إلا أنه حتى تلك المواقف لم تجعل شارون يلبي طلب بلير ويسمح للوفد الفلسطيني بالسفر إلى لندن. وأكثر وأبعد من ذلك فأن السلطات الإسرائيلية منعت بعض القادة الفلسطينيين والوزراء والنواب حتى من التوجه إلى رام الله للمشاركة عبر الهاتف والتلفاز في أعمال المؤتمر المذكور, فكان حال الوفد الفلسطيني كحال الشعب الفلسطيني الموزع على الداخل والخارج, وفد في رام الله ,آخر في أريحا وثالث في لندن.

 وقد علق الوزير ياسر عبد ربه على المشاركة الفلسطينية بقوله" أن الوفد لفلسطيني الذي شارك في أعمال مؤتمر لندن من خلال تقنية الفيدوكونجرس بسب قرار إسرائيل منعه من السفر,وضع أمام المؤتمر العقبات التي يضعها الاحتلال أمام مخططات الإصلاح الفلسطيني... الهدف الأساسي من المؤتمر كنس الاحتلال, وهو مجرد حلقة أولى وستعقد في أعقابه, مؤتمرات ولقاءات أخرى في لندن".

تعتبر المشاركة عبر تقنية الفيدوكونغرس من آخر ابتكارات السلام الفلسطيني الإسرائيلي ومن الاختراعات التي روجها الاحتلال بفعل سياسة المنع والإغلاق التي يتبعها في المناطق الفلسطينية المحتلة, ولم تكن هذه المشاركة الفلسطينية هي الأولى في مؤتمر هام ودولي عبر الأقمار الصناعية وبواسطة التقنية المذكورة. ففي مؤتمر القمة العربية في بيروت شارك الرئيس عرفات بهذه الطريقة, كما شارك أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني في غزة بجلسة أعمال المجلس التي عقدت العام الماضي في رام الله , أيضا بنفس الطريقة, وجاءت المشاركة الأخيرة للفلسطينيين في مؤتمر لندن لتكرس تلك الطريقة. والخطر في الأمر أن يعتاد العالم على استضافة الفلسطينيين في مؤتمراتهم واجتماعاتهم بهذه الطريقة, أما الأخطر أن يعتاد الفلسطيني نفسه على تلك الطريقة, ليس الهدف هو السفر بقدر ما هو التأكيد على أن المناطق الفلسطينية تخضع للاحتلال الغير شرعي, وأن الاحتلال الإسرائيلي يعيق عمل الجهة الشرعية الفلسطينية المفترضة والتي يفترض أن تفاوضه ويفاوضها, وعلى الفلسطينيين أن يفكروا  طويلا  ومليا بأدوارهم التمثيلية المتمثلة بالحضور عبر الفيديو والتلفاز والهاتف, لأن حضور الفلسطيني يجب أن يكون حضورا فاعلا ومحسوسا وملموسا وموجودا على أرض المؤتمر أو الاجتماع, لا كما السمك في أحواض من زجاج, أو كما مراسلي المحطات الفضائية عبر الشاشة البعيدة.

 ما معنى أن يدعو بلير حليف بوش لمؤتمر هو بالأصل لخدمة الإصلاحات التي تريدها كل من إدارة بوش وحكومة شارون. ويقوم الأخير بمنع المعنيين بالمؤتمر من الخروج والسفر.

هذا يعني أن هناك نية لتهدئة الجبهة الفلسطينية خلال الانقضاض على العراق, لأنه ليس من مصلحة الإدارة الأمريكية ولا الحكومة البريطانية أن تتصاعد التوترات في فلسطين على الأقل خلال فترة الحرب  على العراق. وتنوي بلير يريد أن يقول لبعض قادة حزبه وللشعب البريطاني أنه مهتم ايضا بالقضية الفلسطينية, وأنه يعمل هنا"فلسطين" بطريقة تختلف عن عمله هناك " العراق", لكن الحقيقة واضحة هنا كذب ونفاق وهناك عداء وتهديد وحرب وخناق.

 أن القضية الفلسطينية والإصلاحات الداخلية في كافة المجالات يجب أن تكون إصلاحات لأجل الهدف الوطني والصالح العام, لا لأجل التخفيف من الضغط الذي تمارسه الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية والدول الأوروبية. الإصلاح مطلب فلسطيني قديم جديد, لم يخطر على بال المتنفذين في السلطة الفلسطينية وقبلها في منظمة التحرير الفلسطينية أن يلتفتوا إليه بجدية وأن يتعاملوا معه كمطلب وطني وجماهيري وفصائلي ملح وضروري.

لكنهم أخذوا يتكلمون ويتحدثون عنه ويطالب بعضهم به بعدما صدرت تلك الدعوات من البيت الأبيض الأمريكي ومن البيت الإسرائيلي الأسود. مثلا أحد الوزراء الذين استقالوا العام الماضي, وهو من الذين انتفعوا بفضل أوسلو, يريد الإصلاح بشدة ويريد المحاسبة على الأموال وتبذيرها , مع العلم أن نجله حصل على هدية بقيمة 50 ألف دولار من أموال الفلسطينيين, ونفس هذا الوزير الذي يدير إحدى الصحف اليومية في الضفة الغربية, والتي أسسها بأموال الشعب الفلسطيني, كان في الماضي أثار حمية السلطات النرويجية الممول الرئيسي لمشاريع السلطة ومن أهم الدول المانحة, حيث أعلنت اشمئزازها من تصريحاته وتجاوزاته, يوم علق على إضراب اتحاد المعلمين الفلسطينيين, الذين طالبوا بزيادة أجورهم, بأنه سيطردهم جميعا ويستبدلهم بجدد ما لم يفكوا الإضراب. هذا الرجل أصبح الآن إصلاحي  كبير وغيور على الإصلاح والمحاسبة والشفافية ويرفض الانفراد في القيادة والقرارات.

 

 للأسف أن الإصلاح يراد له الآن وفي هذا الوقت بالذات أن يتم من أجل تحقيق رغبة الأعداء وحلفائهم في تكريس سلطة فلسطينية تابعة ومؤسسات فارغة من المفهوم الوطني والمصلحة الوطنية الحقيقية. لذا على الفلسطينيين أن يلتفوا حول حوارهم الوطني في القاهرة أو في دمشق أو رام الله وغزة, من أجل تسليك طريق الحوار المعبدة بالدماء والتضحيات والاستعداد الشعبي الكبير للمواجهة والمقاومة والاستمرار بالانتفاضة, برغم الحصار الخانق والاحتلال القاسي. الحوار الفلسطيني مطلب لكل إنسان وطني يحمل في عروقه وتسري في دماءه محبة الوطن وحريته المفقودة واستقلاله الغائب. والحوار الفلسطيني مطالب بالنجاح من خلال تكريس و تأكيد الإصلاح والإصلاحات برؤية وطنية وبنظرة شاملة تحفظ المصلحة الفلسطينية أولا وأخيرا. لأن الشعب الفلسطيني يرفض أي إصلاح يريده بوش وشارون, ويوافق عليه عرفات مرغما وتحت ضغط معسكر الأعداء.

 الإصلاح يعني العودة للجذور والينابيع والتمسك بالثوابت الوطنية وبالحقوق الشرعية, هذا من الناحية السياسية, أما من الناحية القانونية فالإصلاح يجب أن يشمل ويطال كل أجهزة السلطة من الوزارات و المؤسسات والإدارات إلى القادة والكوادر والأفراد. يجب إعادة بناء كل شيء من جديد وبأسس جديدة ورؤى وطنية وقانونية شفافة تعتمد الشفافية والمحاسبة وسلطة القانون والقضاء والمؤسسات لا سلطة القادة والوزراء والأفراد.

أما العملية السياسية التي تحاول التأكيد على خارطة الطريق بشكلها الجديد, فهي ليست أكثر من مضيعة وقت جديدة, لأنها خريطة تريد الأمن لإسرائيل ولا تلبي مطالب الشعب الفلسطيني بالأمن والسلام والحياة الكريمة وكنس الاحتلال, إنها مخطط معد من الأعلى ومطلوب فرضه على الفلسطينيين, هذا المخطط أسوأ من اتفاقيات أوسلو وتينيت.

إسرائيل استطاعت أن تفرض على العالم وأصحاب تلك الخريطة التي ضلت كافة الطرق قبل أن ترى نسختها المعدلة الجديدة النور, تأجيل طرحها على الأطراف والبث بها إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية, أي في شهر شباط فبراير القادم, وبحسب الوزير عبد ربه فأن السلطة الفلسطينية لم تطلع لغاية الآن على الصيغة النهائية للخطة المزعومة. بينما فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية, رأى في خريطة الطريق أنها مشوشة وأعتبرها الهائية, كما أعتبر أن مؤتمر لندن فشل بسبب موقف شارون الذي لم يسمح للوفد الفلسطيني بالسفر إلى بريطانيا.

لا يمكن لأية خطة أن تنجح مادامت إسرائيل تنتهج طريق مناف للسلام ومعاد له, ومادام المجتمع الإسرائيلي غير ناضج وبلا جاهزية للسلام ولتقديم ما يعتقدونه تنازلات كبيرة, وهو بالأصل حقوق فلسطينية غير قابلة للقسمة أو للمساومة. يوم تنتصر إسرائيل للسلام وتقتنع بأن بقاءها هو من ولادة الدولة لفلسطينية الحقيقية ومن سلام الفلسطينيين أنفسهم الذي لن يأتي بدون كنس الاحتلال وزوال الاستيطان وترتيب البيت الفلسطيني بما يخدم فلسطين وبما يفيد المصلحة الفلسطينية.  أما القيادة الفلسطينية التي تتربع على عرش الشعب الفلسطيني عليها أن تعي أن وجودها أصبح مرهونا بالمواقف الوطنية وبالمصلحة الفلسطينية , ما عدا ذلك سوف يجعلها في مهب الريح.

 

 * نشرت في ايلاف 16-1-2003 

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمير القنطار شعلة لا تنطفئ
- حملة عداء الفلسطينيين مستمرة والذي يدفع يركب
- غريتا دوينسبرغ واللوبي اليهودي
- عندما يلقى طعام الفلسطينيين للكلاب الإسرائيلية!
- طبول الحرب و طبول الحوار
- آه يا فلسطين !
- علي المعني يلقي النفايات متهما..
- المشهد الإسرائيلي, سياسة وقضاء
- عملية تل أبيب
- صبحان الذي يغير ولا يتغير أيها الغصين..
- هؤلاء هم أولاد بنات آوى..
- إنها الحرب في ثوب جديد
- على هامش الشطب الجاري للعرب في إسرائيل
- إمبراطورية أمريكا
- حمائم و صقور وتواريخ من الفجور
- قطر تحت المجهر
- السلطة الفلسطينية تحت المجهر
- لقطات من يوميات العنصرية الصهيونية
- إسرائيل تحت المجهر في أوروبا
- هشام البستاني وردة في بستان الحرية


المزيد.....




- بعد سنوات من الانتظار: النمو السكاني يصل إلى 45.4 مليون نس ...
- مؤتمر الريف في الجزائر يغضب المغاربة لاستضافته ناشطين يدعون ...
- مقاطعة صحيفة هآرتس: صراع الإعلام المستقل مع الحكومة الإسرائي ...
- تقارير: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله بات وشيكا
- ليبيا.. مجلس النواب يقر لرئيسه رسميا صفة القائد الأعلى للجيش ...
- الولايات المتحدة في ورطة بعد -أوريشنيك-
- القناة 14 الإسرائيلية حول اتفاق محتمل لوقف النار في لبنان: إ ...
- -سكاي نيوز-: بريطانيا قلقة على مصير مرتزقها الذي تم القبض عل ...
- أردوغان: الحلقة تضيق حول نتنياهو وعصابته
- القائد العام للقوات الأوكرانية يبلغ عن الوضع الصعب لقواته في ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - السلام والإصلاح والحقوق المستبعدة