نور الدين بدران
الحوار المتمدن-العدد: 1365 - 2005 / 11 / 1 - 11:42
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
إلى من يهمه الأمر
-1-
حين تحاور شخصاً ما، بعد أن تكون قرأت ما كتب،هذا يعني أنك اعترفت كتابياً،بحقه في إبداء رأيه،وأعربت عن احترامك كتابياً لهذا الرأي وصاحبه.
حين تختلف مع رأي ما،وتعبر عن اختلافك كتابياً، لا يعني انتفاء الاعتراف أو الاحترام،بل العكس هو الصحيح.
الشك (الشكوك) يدعو للبحث،البحث يهدف للمعرفة، المعرفة تفضي لاتخاذ القرار،هذا أقل مبادئ العدالة،"أما من شككت به اقطع رأسه" كما أوصى أحد خلفائنا سيّافه،وكما فعل بيان مركز المراقبة في موقع سوريا للقضاء والمحاماة،فيفتقر للبحث والمعرفة والعدل،ولا يغتني بغير الشك، وهذا ما يحز في النفس،فإذا كان المعول عليهم نشر ثقافة حقوقية وقانونية هكذا يصنعون،فماذا بقي لمن "رسالتهم"نسف القانون؟
الذين يكتبون بإملاءات أمنية مباشرة أو غير مباشرة،تم تحديدهم في المقالة،وحرفياً:"أولئك الصحفيين والمستكتبين"وبالطبع من بداخله شوكة يتحسسها.
-2-
العنصرية في أحد وجوهها الأكثر قبحاً(فكل وجوهها قبيحة)أن نتهم أحداً بها،ونحن لا نعرف معناها.
ولنفرض جدلاً أن الفوارق الثقافية بين أهل المدن و أهل الريف أو البدو عنصرية،فهذا الأمر لم يكن في مقالة "انظروا من يتكلم". وسأوضح ذلك:
كان وما يزال من الممكن أن نضع مكان "مختار أية قرية أو شيخ عشيرة بدو" صفات إنسانية لا حصر لها وتخص أهل المدن،مثل سمكري وسائق وبائع ذهب أو أحذية(مع احترامي لجميع المهن)،ولن يتغير المعنى،لأن المقصود ليس توجيه إهانة لهذه المهنة أو تلك،أو لصاحب هذه الصفة أو تلك،وإنما المقصود والمرفوض في الأمر قيد البحث،هو التطفل على شأن معرفي،كأن يقول طبيب ما:لا تستغربن أن يأتي غداً بائع بوظة ويناقشك في الطب،وأيضاً يحق لبائع البوظة أن يرفض تدخل الطبيب في مهنته، والحال أن الجميع مواطنون وبشر ولا فضل لأحد على أحد إلا بالمعرفة الموظفة في خدمة الوطن والإنسانية، وفي المقالة بل هدفها الرئيس،هو المعرفة،حيث أن أهل الاختصاص برأي المقالة اقترفوا خطأ كبيراً بحق المعرفة وأحد إنجازاتها،فما بالك بمختار أو شيخ عشيرة بدو؟
-3-
نعم وبكل صراحة أدافع عن الأمم المتحدة وهيئاتها،ورغم كل نواقصها وسلبياتها والمآخذ عليها،أعتبرها منجزاً إنسانياً رفيع المستوى،وعكس الذهنية الشمولية التي تعدم من تشك به،وتنسف الذي يخطئ في قضية ما ولا ترى بقية إنجازاته،فإني أرى في الأمم المتحدة وغيرها من الإنجازات البشرية،ما يجب احترامه وصونه ونقده وتطويره،والتعامل معه باحترام وبروح العصر،ولا أدل من الجهل بها وبدورها سوى إعلان اللامبالاة نحوها.
-4-
هناك من لا يقرأ،ثم يكتب ما قرأ في نفسه.........للأسف.
نور الدين بدران
#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟