مازن الشيخ
الحوار المتمدن-العدد: 4995 - 2015 / 11 / 24 - 12:17
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
بعد تولي الرئيس صدام حسين مقاليد السلطة المطلقة,وفرض سيطرته القوية على كافة السلطات’ارتفعت وتيرة الحرب الاعلامية مع نظام اية الله الخميني,وتبادل الطرفان الاتهامات’التي تجاوزت الاعراف الدبلوماسية’ولقلة خبرة الخميني بالامورالسياسية’أوبسبب الهالة الاعلامية التي وهبته نوع من القداسة’فقد صدق نفسه وتوهم انه اصبح قادراعلى تحريك جماهيرالدول العربية’وخاصة المجاورة’واهمها العراق ذوالاغلبية السكانية الشيعية’وبمجرداطلاق الفتاوي والدعاوي التي توجب التمردعلى الحكام الكفار’عملاء الاستعمار’وامتدت حملته لتشمل دول الخليج ’ومصرالتي كان يقودها السادات’خصوصا’انه انذاك كان قد زاراسرائيل واعلن استعداده للاعتراف بها واقامة معاهدة سلام’فكان خطاب الخميني ’محرضا على معارضة ذلك الفعل والتصدي له’وحاول تزعم جبهة المعارضة الواسعة جماهيريا’
ولعل الخطأ القاتل الاكبرالذي ارتكبه’هوالسماح(أو ربما الايعازاليهم)للطلبة الثوريون باحتلال السفارة الامريكية واحتجازمنتسبيها كرهائن,تلك الحادثة’ومهما كانت مبرراتها’اعتبرت سابقة خطيرة’شخصت ذلك السلوك من النظام الجديد كحالة خروج على القانون الدولي’حيث ان للدبلوماسيين حصانة
ذلك الفعل ادى الى فتح جبهة اخرى لاقبل لايران بها’حيث جوبه بردة فعل امريكيةغاضبة’مدعومة من حلفائها الغربيين الاقوياء’’الذين كان لابد ان يترجموا غضبهم الى فعل’وكما سنرى’استغلوا الحرب العراقية الايرانية لدعم الجانب العراقي ’ومكنوا صدام حسين من جر ايران الى حرب طويلة مدمرة’امتدت الى 8 سنوات’خسر فيها الطرفان ما لايمكن تحمله.
ويجدر القول ان دعوته في بداية الامر كانت لقيت تجاوبا’لكن محدود جدا
مع ذلك استمر نشاط ايران الدعائي لتصديرالثورة وحاول مغازلة الجماهيرالعربية بطرح قظية فلسطين والقدس’كهدف للتحرير’واشفع ذلك بتخصيص بعض الدقائق الاخيرة من خطبة صلاة الجمعة التي كانت تقدم على الهواء مباشرة’للحديث باللغة العربية’لكن ذلك الامر انكشف زيفه عندما زارت جماهيرعربستانية الخميني لتهنئته بالثورة’وحاولوا التحدث اليه باللغة العربية’لكنه استشاط غضبا واخبرهم بأنهم ايرانيون ويجب ان يتحدثوا بالفارسية فقط’انذاك تبين’لمن يريد معرفة الحقيقة’ان الهوية القومية لديه كانت اعلى مقاما من الدينية’ومرالامر مرورالكرام.
ولابد من القول ان دعايته الاعلامية لقيت صدى في العراق’من المعارضين لحكم صدام’او من بعض الاحزاب الدينية الشيعية التي نشطت بين الجماهير,حاولت اشعال ثورة’وقد نشط حزب الدعوة الاسلامية’وبدأت بوادرثورة وتمردعلى الحكم’لكنها جوبهت بقوة من قبل الاجهزة البوليسية لنظام صدام’والتي امتازت بشدة وقوة بطشها’والتي لم تقتصرعلى شخص المعارض نفسه’بل شملت اهله واقرباءئه’بل وحتى اصدقائه المقربين’مما حددمن نشاط المعارضين’وسقط عدد كبيرمن اعضاء حزب الدعوة الاسلامية اسرى بيد القوات الامنية واعدم الكثيرون منهم’(ويبدوأن المخلصين والنظيفين من اعضاء ذلك الحزب’دفعواثمن تسلط حكام اليوم الذين شوهوا سمعته,واساؤا الى من ذهبوا ضحايا نظام صدام حسين’)
وللحديث بقية
#مازن_الشيخ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟