|
العالم قرية تتألم
دمر السليمان
الحوار المتمدن-العدد: 4994 - 2015 / 11 / 23 - 15:06
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
العالم قرية تتألم يعتقد البعض أنه لكي نحقق فهم أفضل لسير حركة التاريخ علينا أن نتمعن طويلاَ في الأحداث التي مر بها العالم خلال الأيام القليلة الماضية , وأن نتعامل مع هذه الأحداث كنقطة تحول حاسمة في هذه المرحلة و لكن سرعة الأحداث و التحولات كما أعتقد تفرض علينا أن ننطلق من حيث انتهينا, لكن هذه الانطلاقة تحتم علينا إلقاء نظرة و لو خاطفة باتجاه الخلف مثلما يفعل سائق السيارة عندما يسير في طريقه عبر المرايا. إنها أحداث باريس و لماذا أحداث باريس؟ فقد كان مقتل مئة واثنان وثلاثون شخصاً كافياَ لجعل العالم بأكمله يستنفر طاقاته العسكرية والسياسية والحربية للقبض على الجناة . 132 شخص في باريس و هو يوازي تقريبا عدد الضحايا التي تسقط يوميا في سوريا و لكن حالا تجسد سؤال بديهي لا بد من الإجابة عليه ، لماذا مقتل هؤلاء الأشخاص يسبب كل هذا الضجيج ويُحمَّل بكل هذه الدلالات والأبعاد علماً أنه يكاد لا يوازي أعداد الضحايا الذين يسقطون في سوريا يومياً. قد لا يكون لشيء سوى أنَّ الشروط التاريخية الذاتية و الموضوعية و تقاطع المصالح فرضت أن يحمل هذا الحدث سمة الحدث التاريخي و ليس لأن دماء هؤلاء أفضل أو أنقى من الدماء التي تراق في سوريا أو لبنان أو مصر أو حتى روسيا .......إلخ . ومثلما حدثّ مع صورة الطفل ( أيلان) الذي وُجِد غريقاً على أحد شواطئ الساحل التركي والذي لم يكن الأول كما نعلم جميعاً و للمفارقة فهو لم يكن الأخير . قد تكون هذه الأحداث حملت سمات الحدث التاريخي لأنها جعلت المنظومات الغربية في مواجهة مع مواطنيها للإجابة عن أسئلة بمنتهى الحساسية حول قيمهم الإنسانية ومفاهيم الأمان التي يدعونها. أو أن الحدث يحمل سمات الحدث التاريخي لأنه في تلك الليلة وجدت المنظومة الغربية نفسها ي مواجهة مواطنيها الإجابة عن أسئلة تجسد إفلاسها و عجزها عن قراءة كامل الصورة . أو نظرا لكل تلك الأسباب السابقة كنا نحن السوريون نتصور أنَّ العالم الغربي قد فهم في ظلِّ العولمة التي أنتجها تلك العبارة التي انطلقت من أفواه منظريه والقائلة أنَّ رفة جناح فراشة في طوكيو قد تتسبب بإعصار في نيويورك. وهنا وكما في كلِّ القضايا الشائكة جداً علينا العودة إلى أصل الحدث المتمثل بالمعضلة السورية اليوم. . و لكن إلى أين يجب أن نعود؟ مما لا شك فيه أن الوضع السوري ذو علاقة وثيقة بما حدث . و لكن أين أخطاء الغرب؟؟؟ من المتفق عليه عند طيف واسع من السورين أن المأساة السورية تبدأ منذ الأسد الأب الذي وصل بسوريا إلى سنوات التسعينات وما تميزت به من استسلام المجتمع إلى القبضة الأمنية التي جعلت التيارات الإسلامية تنتظر فرجاً من الله وتتقوقع على ذاتها بشكل أكثر راديكالية و إن بدا أنه ذو نزعة صوفية(كإحدى تمثلات الهزيمة أمام النظام) أما التيار اليساري و حتى القومي منها استندت إلى فهم خاطئ لمقولة الحتمية التاريخية و التي تنتظر من التاريخ إيجاد حلٍ لمشكلاته و لعل سخرية الأقدار أن يصيب الاثنان فقذ مات الأسد الأب باستجابة بحتة للطبيعة و هو عليه ما عليه و لا أستطيع أن أقول له ما له .
لربيع العربي والجمهوريات المنتهكة ( التوريث ودوره في الربيع العربي ( ولتكتمل فصول المأساة السورية بفكرة التوريث واستمرار مشاكل انعدام الحياة السياسية وتشويه الحياة الدينية ولو أن النظام هذه المرة تعامل بطريقة أكثر دناءة كتعامله مع مسألة القبيسيات (1) على سبيل المثال و يضاف إليه إصرار النظام على فرض حالة التصحر حتى على الفاعليات الاجتماعية التي تحمل طابع مدني من زاوية تناقص عدد النوادي الثقافية على اختلاف أنواعها و بالمقابل ازدياد أعداد الجوامع(2) بشكل مضاعف كمكافئة على انصياع الشارع الديني للنظام
(النظام الجمهوري لم تنتجه هذه الأنظمة و لم تستطيع الإطاحة به أيضاً لكونها تدرك مدلول ذلك و خطورته و لكنها أصرت على انتهاكه و هنا لا بد من الإشارة أن بلدان الربيع العربي جميعاً هي الجمهوريات العربية التي إما أنجز فيها موضوع التوريث مثل سوريا أو أنها تسير بخطوات حثيثة باتجاهه مثل تونس و مصر و ليبيا و اليمن ). إن محاولة إيقاف التاريخ هو ما فجر الربيع العربي والذي انتهى بشتاء دموي سوري تعددت الاجتهادات في تسميته. و لكن قبل ذلك كيف تعامل العالم مع نظام الأسد الأبن؟ كما يظهر هو أن العالم بأكمله قد سمح لنفسه أن يشتبك مع نظام الأسد بأسلوب نزاعات أولاد الشوارع و الجبناء منهم تحديدا (دعني لأدعك) . و قبل بشروط هذه اللعبة في لبنان و العراق و......إلخ. ثم أنفجر الربيع العربي في وجه الجميع لاحظنا كسورين إن العالم بأكمله أوعز لنظام الأسد أن يوغل في الدم السوري إلى أبعد مدى و استمر معه بلعبة عض الأصابع التي منحت النظام وقتاً كافياً لخلق نقيضه الموضوعي الذي يتناسب معه وهو التطرف الذي زُرعت بذوره منذ عهد الأب مستنداً إلى أوراقه في العراق و غيرها لكي يصفع وجه العالم بأكمله بداعش.
و على ما يظهر فقد فشل العالم الغربي في الإدراك أن العاصفة السورية سوف تتسبب بإعصار في أوربا وفشل في التمييز بين مصالحه الاستراتيجية و صفقاته التكتيكية مع روسيا و إيران وغيرها . و يبدو أن العالم سابقا لم يدرك دلالة (الشعب يريد....) و أصرعلى التعامل مع المجتمعات العربية على أنها تحصيل حاصل هل سوف يعيد العالم الكرة و يرتكس بذات الطريقة الهزلية أمام أحداث باريس ؟ أم في لحظة إدراك أن شروط اللعبة اختلفت يستطيع الشعب السوري خصوصا حرمان الأخرين من الاستثمار في دماء الأبرياء بينما الكبار يلعبون لعبة شد الشعر بطريقة أنيقة ؟ .
القبيسيات (1) جماعة دعوية نسائية بدأت في سوريا وانتشرت خارجها كذلك . أسستها منيرة قبيسي ، ثم انتشرت إلى دول أخرى مثل الخليج العربي واليمن وأوربا وأميركا وأستراليا. وفي لبنان برزت سحر حلبي فصرن يعرفن فيما بعد باسم السحريات، وبالطباعيات في الأردن وذلك نسبة إلى فتاة تدعى فادية الطباع. وهذه التسميات تصدر من خارج الجماعة، وإلا فأعضائها لا يسمونها بأي تسمية. والقبيسيات جماعة تقتصر على النساء، لها عقائد وأفكار وسلوكيات وتصورات خاصة للإسلام، يمارسنها بشيء من السريّة والانعزالية .وليس معروفاً للآن ما هو سبب الحرص على السرية الشديدة، بحيث أنهن يرفض حضور أي فتاة لحلقاتهم دون موعد مسبق عن طريق واحدة من عضواتهن الفاعلات، وهذا يجعل العديد من التساؤلات ما الذي يخفيه هذا التنظيم السري عن المسلمين. [1] ان اعداد الاطفال مهولة في صفوفها وتتسبب بالاكتظاظ الشديد, رغم تشديد تعليمات وزارة التربية بالحفاظ على الحد الاعلى المسموح به, الا ان تنفذ هذه الجماعة من خلال علاقاتها رفيعة المستوى مع اطراف الحكومة السورية التي اتشأتها الجماعة للحفاظ على مصالحها الاستثمارية يمكنها دائما من التهرب من حملات التفتيش والانتهاء منها دون اضرار تذكر )ان عدد المساجد في سوريا منذ دخول الإسلام عليها وحتى عام 1970 3000 مسجد2) أما منذ 1970 حتى 2012 بني في سوريا أكثر من 4000 جامع لصبح مجموع الجوامع في سوريا أكثر من 7000
دمر السليمان
#دمر_السليمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|