عدنان حسين أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 1365 - 2005 / 11 / 1 - 15:42
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
فاز المفكر والباحث المصري في علوم القرآن والتفسير د. نصر حامد أبو زيد بجائزة " ابن رشد للفكر الحر " لعام 2005، والتي تمنحها مؤسسة ابن رشد للفكر الحر، ومقرّها في ألمانيا تيمناً بالفيلسوف المعروف ابن رشد " 1298-1198 " الذي كان يمثل جسراً بين الثقافتين العربية والأوروبية. وقد أُسندت الجائزة هذا العام إلى د. نصر حامد أبو زيد لكونه عالماً مُجتهداً يدعو إلى الإصلاح الديني، ويقرّب في تفسيره وتأويله للقرآن الكريم بين الفكر الديني الإسلامي والحداثة، كما أنه يقرأ القرآن قراءة مستقلة ومغايرة للقراءة للتقليدية التي لا تُعمل الذهن، ولا تُقر بالاجتهاد العقلي. وقد دفع أبو زيد ثمن ذلك من حريته الشخصية بحيث غادر مصر، واستقر في منفاه الهولندي الذي كرّمه غير مرة وأجلسه على " كرسي ابن رشد " في جامعة الإنسانيات في مدينة أوتريخت، وهذا الكرسي الاعتباري لا يقترن إلا بالشخصيات الإصلاحية، الحداثية، المُجددة. ومعروف أن منهج الباحث المصري أبو زيد الذي ينتقد القراءة التقليدية التي تقوم على مبدأ النقل والاجترار، يدعو إلى تفسير علمي معزّز بالحجج والبراهين المأخوذة من القرآن نفسه " كنص " يصنفه في سياقه التاريخي، لذلك فهو يفرّق بين المعاني العقائدية الجامدة وبين المعاني التي فرضها السياق التاريخي. كما يعوّل أبو زيد على مناهج علوم اللغة والتاريخ في قراءته المعاصرة للقرآن الكريم، خاصة وأن النص القرآني يحتمل قراءرت وتفسيرات مختلفة، وليس تفسيرات أحادية كما يعتقد المسلمون المتشددون والأصوليون. وقال د. نصر حامد في معرض حديثه عن الإسلاميين الذين كفّروه، وأصدروا بحقه حسبة تقضي بتفريقه عن زوجته بحجة الإلحاد والإرتداد عن الدين الإسلامي الحنيف قائلاً: " إن خطابي يهدد خطاب الإسلامويين لأني أحلله، وأكشف النقاب عن الخطأ والتلاعب في خطابهم السياسي. إنهم يعلمون أني لست مرتداً، ويعرفون أنه لا يوجد في كتبي وأبحاثي أي دليل يدل علي ذلك."
وسبق أن فاز بهذه الجائزة على التوالي منذ عام 1999 وحتى الآن كل من " قناة الجزيرة " الفضائية في قطر لدورها الريادي في تعزيز الحوار الديمقراطي الحر، والقبول بالآخر على وفق مبدأ الرأي والرأي الآخر. كما مُنحت للسيدة عصام عبد الهادي، رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وأبرز الناشطات من أجل تحرير المرأة العربية. ثم أُسندت إلى الكاتب والمفكر المصري محمود أمين العالم لإسهامه في تأصيل العقلانية والديمقراطية، إضافه إلى جهوده النقدية الواضحه في تفكيك ونقد المنجز الأدبي العربي. كما نال هذه الجائزة عزمي بشارة بوصفه أفضل برلماني عربي ساهم في ترسيخ أسس الديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان. وحصل عليها بجدارة المفكر الجزائري المعروف محمد أركون تقديراً لأبحاثه ودراساته الفكرية والتاريخية التي فتحت الحوار بين التراث والنهضة. كما نال هذه الجائزة الروائي المصري صنع الله إبراهيم الذي رسخ ثيمة الأدب الملتزم عبر تجربته الروائية المثيرة للجدل.
#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟