هل نحن حسينيون ؟

نرجس سالم الفاضلي

الحوار المتمدن-العدد: 4993 - 2015 / 11 / 22 - 21:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

هل نحن حسينيون ؟






يقول الزعيم الهندي غاندي (( لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين ))وقال الباحث الإنكليزي جون أشر:(( إن مأساة الحسين بن علي تنطوي على أسمى معاني الاستشهاد في سبيل العدل الاجتماعي)).ان الامام الحسين (عليه السلام ) وثورته الكبيرة لم تأتي اعتباطاً ولم يقدم الامام الحسين دمائه ودماء اصحابه واهل بيته من اجل ان نأتي في اخر الزمان ونقزم ثورته بالاقوال فقط ولا نحولها لسلوكيات حقيقية في ارض الواقع فالشعار الابرز الذي رفعه الامام الحسين (الاصلاح) لابد ان نطبقه على ارض الواقع لنعرض فعلاً هل نحن حسينيون.كما ذكر ذلك سماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني (دام ظله) في بيانه رقم 69 بعنوان " محطات في مسير الى كربلاء" اذ قال ((هل نحن حسينيون ؟ هل نحن محمدّيون؟ هل نحن مسلمون رساليون؟ولنسأل أنفسنا :هل نحن في جهل وظلام وغرور وغباء وضلال؟أو نحن في وعي وفطنة وذكاء وعلم ونور وهداية وإيمان؟إذن لنكن صادقين في نيل رضا الإله رب العالمين وجنة النعيم ،ولنكن صادقين في حب الحسين وجدّه الأمين ((عليهما وآلهما الصلاة والسلام والتكريم)) بالاتباع والعمل وفق وطبق الغاية والهدف الذي خرج لتحقيقه الحسين((عليه السلام )) وضحّى من أجله بصحبه وعياله ونفسه ، انه الاصلاح ، الاصلاح في امة جدِّ الحسين الرسول الكريم ((عليه وآله الصلاة والسلام)).ان الصدق في حب الامام الحسين يجعنا من المتمسكين بشعار ثورته المباركة الا وهو الاصلاح وليس التباكي فقط وترك الفساد ينخر بجسد الامة في كل مفاصلها فمن يفعل ذلك هو خارج اطار التمسك بالثورة الحسينية الداعية لطلب الاصلاح وهنا مفهوم مهم وحيوي يجب الالتفات له وهو (طلب) الاصلاح اي سعي المواطن للاصلاح وليس الجلوس في المساجد والبيوت والتباكي على الامام الحسين فالحسين لا يحتاج دموعنا او طعامنا لانه اكبر من كل هذه الشكليات ولكنه يحتاج نهضتنا والتخلق باخلاقياته التي ابرزها في حياته واعطى دمائه من اجل ان يزيل الفساد ويصلح الاعوجاج في الامة.وهذا يذكرني الى كلمات نورانية من الفيلسوف الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) فقد قال في احدى محاضراته ((البكاء على الحسين ليس ضماناً ،العاطفة وحدها ليست ضمانا لاثبات ان هذا صاحب العاطفة هو لايقف موقفا يقتل فيه الامام الحسين ،او يقتل فيه اهداف الامام الحسين ،لابد من امتحان ،لابد من تامل ، لابد من تدبر ، لابد من تعقل، لكي نتاكد من اننا لسنا قتلة للامام الحسين ، مجرد اننا نحب الامام الحسين ، مجرد اننا نزور الامام الحسين ، مجرد اننا نبكي على الامام الحسين ، مجرد اننا نمشي الى زيارة الامام الحسين ، كل هذا شيء عظيم ، شيء جيد ، شيء ممتاز، شيء راجح، لكن هذا الشي الراجح لايكفي ضمانا ودليلا لكي يثبت اننا لانساهم في قتل الامام الحسين نعم يجب ان نحاسب انفسنا ، يجب ان نتامل في سلوكنا ، يجب ان نعيش موقفنا بدرجة اكبر من التدبر والعمق والاحاطة والانفتاح على كل المضاعفات والملابسات)) وبالتالي الامام الحسين لا يريد عاطفتنا ودموعنا بل يحتاج وعينا التام بقضية ثورته الاصلاحية الرامية لاصلاح الاعوجاج والنفوس وتغيير الفساد وازالته تماماً فهل كنا من اصحاب البكاء فقط؟ ام من الطالبين بالاصلاح كما فعل الامام الحسين انذاك. لنسأل انفسنا بعقل وحكمة وتأمل هل قدمنا للامام الحسين فقط الدموع والاكل والشراب ؟ ام قدمنا له السير بسيرته الاصلاحية والتخلق بها ؟ وهل الامام الحسين يطلب منا ان نوزع الطعام له او نتمسك بخطه الاصلاحي الثائر ؟ ؛ ويؤكد سماحة السيد الصرخي في ذات البيان "محطات من مسير كربلاء" ويقول ((وهنا لابد من أن نتوجه لأنفسنا بالسؤال ، هل أننا جعلنا الشعائر الحسينية المواكب والمجالس والمحاضرات واللطم والزنجيل والتطبير والمشي والمسير الى كربلاء والمقدسات هل جعلنا ذلك ومارسناه وطبقناه على نحو العادة والعادة فقط وليس لانه عبادة وتعظيم لشعائر الله تعالى وتحصين الفكر والنفس من الانحراف والوقوع في الفساد والافساد فلا نكون في اصلاح ولا من اهل الصلاح والاصلاح، فلا نكون مع الحسين الشهيد ولا مع جدّه الصادق الامين ((عليهما الصلاة والسلام )) اذن لنجعل الشعائر الحسينية شعائر إلهية رسالية نثبت فيها ومنها وعليها صدقاً وعدلاً الحب والولاء والطاعة والامتثال والانقياد للحسين (عليه السلام) ورسالته ورسالة جدّه الصادق الامين ((عليه وعلى آله الصلاة والسلام)) في تحقيق السير السليم الصحيح الصالح في ايجاد الصلاح والاصلاح ونزول رحمة الله ونعمه على العباد ما داموا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فينالهم رضا الله وخيره في الدنيا ودار القرار))،وهنا يتأكد ضرورة جعل كل الشعائر الحسينية عبادة وليس عادة ولابد ان نجعلها مناراً تحصن فكرنا حتى لا نقع في الانحرافات والفساد وعلينا ان نجعل من تلك الشعائر صوتاً هاتفاً بالاصلاح ضد وجوه الفساد الاموية التي تتمثل في كل عصر وعلينا ان نقف مع حسين العصر في كل زمان ومكان ولا نظلمه الاف المرات.

#نرجس_سالم_الفاضلي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات