أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد العزيز الخاطر - كيمياء التطرف فناء الذات فى العقيدة














المزيد.....

كيمياء التطرف فناء الذات فى العقيدة


عبد العزيز الخاطر

الحوار المتمدن-العدد: 1365 - 2005 / 11 / 1 - 08:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كيمياء التطرف تتمثل في تماهي العقيدة مع الذات بحيث تصبح هي الذات ويصبح بالتالي أي نقد أو مخالفة تُرى لهذه العقيدة هي في الأساس موجهة إلى الذات واستقصاؤها . فالمتطرف لا يرى تلك المسافة الضرورية التي تفصل بين الذات الإنسانية المتمثلة في خلق الله أجمعين وبين العقيدة التي يتبناها هو وقد لا يتبناها غيره من الناس ، بل من الواقع أن لا يعتنق الجميع نفس العقيدة الواحدة لان سنة الله تقتضي الاختلاف فتراه يثور عندما يرى أو يسمع من يخالف عقيدته أو عندما يرى البعض يعتنق عقيدة أخرى فيصبح الأمر لديه قضية وجود ولان قدرته على التحمل أو معايشة أصحاب العقيدة الأخرى ضئيلة ولأنه يرى في ذلك فناءً للذات واضمحلالها فيسعى الى إلغاء الآخرين بشتى السبل المتاحة ، فيُقصي أذا أمكن الإقصاء ويقتل عندما يكون ذلك ملجأ لابد منه .
فناء الذات في العقيدة هو كيمياء التطرف التي يجب إيقاف تبلورها وتفكيك جزيئاتها بشكل أو بآخر . ثمة وسائل عديدة لفعل ذلك منها بل من أهمها اللجوء الى الأسبقية التاريخية لوجود كل من الذات والعقيدة والتركيز على أن الذات هي الأساس أو هي صاحبة الأسبقية قبل تبني أي عقيدة كانت بمعنى إن الإنسان يولد ذاتاً ومن ثم يتبنى العقيدة التي يشاء وللعوامل الجغرافية والاجتماعية تأثير في ذلك لاشك .
وللذات الإنسانية صفات تميزها عن غيرها من الذوات المخلوقة فهي إنسانية الطابع أي تقبل التعايش وأن كانت مختلفة في اللون والشكل واللسان فمن الضرورة بمكان أن لا تغير العقيدة المتبناه من هذه القابلية الإنسانية للتعايش ، بمعنى آخر أن تحافظ هذه العقيدة على إنسانية الذات وأن بنت فوقها رؤيتها المختلفة وتصورها للكون ولها كل الحق في الدفاع عن ذلك والاستماتة في ذلك بشرط أن يبقى الأساس في حرمة الذات الإنسانية وأحقيتها في الوجود والتواجد .
التراكم والفهم التاريخي الذى أدى الى فناء الذات في العقيدة هو الكيمياء التي يخرج بها المتطرف من المختبر فيرى العالم بشكل أحادي وضيق فلا إنسانية دون ما يعتقده ولا عقيدة غير تلك التي تخرج مع أنفاسـه ، والعالم بالنسبة إليه بؤرة ضيقة لا تحتمل الغير المختلف ، أن إشكالية التطرف في كونه يبدأ بالبعيد ثم يأتي على القريب . فذوات الآخرين تنكمش باستمرار لينفرد المتطرف وحده ذاتاً وعقيدة ، كنت أرى ولازال أن عملية التدريس يجب أن ترتكز على مستويات أولها المستوى الإنساني ومن ثم المستويات الاخرى بما فيها البعد الدينى فاختلاف المدارس على أشكالها من الضرورة أن لا يخرج عن هذه المستويات فلا يخرج أصحاب أي من هذه المدارس بأولوية أخرى ترى في اعتقادها الديني أسبقية أو أثنيتها أو عنصرها الاجتماعي على العامل الإنساني المشترك لجميع بني البشر . لا انفكاك من خطورة التطرف ألا بإدراك بأن هناك مسافة بين هذه الذات الإنسانية التي تقوم عليها الحياة وأستمراها وبين ما تعتقد به وأن تطرفها يبدأ في تماهيها مع ما تعتقد بشكل ينسيها بعدها الإنساني ويجنح بها الى شاطئ الإقصاء الذى يرى في الآخرين ذواتاً لا تستحق الحياة لا لشئ إلا كونهم مختلفين وفي ذلك تجنى على ما جاءت به جميع الأديان والرسالات .



#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من نقد المجتمع الى شتمة
- العمل الاهلى الوسيط الامن للتحول الديمقراطى
- الدولة العربية والتطور المنقوص تزاوج الرأسمالية الناقصة مع ا ...
- العرب ديمقراطية ام ازمة اقامة دولة
- انزعوا رداء الدين عن الاستبداد
- البكاء أمام جثه التراث بين العلمانية وبعبع الديمقراطية
- اسلمة العلوم
- التراث بين ضرورة النقد ورهبة التقديس
- التفسير الانتقائي وفقهاء - الاستيكه -
- أنجاز العقلية العربية الوحيد الاصطفاف خلف صنمية المصطلح
- أنظمة ديموقراطية أم مصالح استراتيجية؟


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد العزيز الخاطر - كيمياء التطرف فناء الذات فى العقيدة