|
لماذا و من يحرق الاعلام ؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4993 - 2015 / 11 / 22 - 09:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
شهد العراق و اقليم كوردستان خلال الايام الماضية حالة مخزية و مشكوكة فيها على ايدي مجموعات معلومة من الطرفين او من دفعهم لاهداف سياسية ضيقة ليس للكورد او العرب ناقة فيها و لا جمل، و هي الاقدام على احراق العلمين العراقي و الكوردستاني . جاءت هذه الحالة النادرة بعد تحرير سنجار و التصريحات غير المسؤلة من قبل المتنفذين، ولمسنا بان التعامل مع تحرير سنجار لم يكن صحيا داخليا اي من قبل الكور انفسهم مع البعض و لا مع بغداد، و احسسنا بانها مفتعلة لاغراض في بغداد و استغلت قوتها في كربلاء لانها مكتظة بالتنظيمات المشكوكة بامرها، وفي اربيل ايضا . احس بعض من في بغداد سواء بدوافع ايديولوجية او دينية مذهبية او حزبية ضيقة، بان تحرير مدينة سنجار ليس الا انجاز للكورد و الديموقراطية والبارزاني لوحدهم فقط على الرغم من تاثير هذه العملية و الخطوة على اضعاف داعش و مكانته في هذه المنطقة بشكل عام و هي ضربة قاضمة في ظهره . فيما صرح البرزاني بقصد الاشارة الى جهات اخرى غير بغداد، و لم تفهمه الجهات المندفعة في بغداد بشكل جيد، و لكنه لم يفصح ما قاله بشكل واضح بحيث تحمل كلامه اوجه عدة، الا ان افعاله فيما بعد اوضحت نياته . انه اعلن عن عدم رفع اية راية في سنجارعدا راية كوردستان، و كان يقصد به عدم رفع اعلام الحزب العمال الكوردستاني و اطراف اخرى و الدليل رفعه للعلم العراقي على بناية قائمقامية سنجار في اليوم التالي، الا ان جزءا من التنظيمات و السلطات المتعددة المدفوعة في بغداد و من يتربص من المغرضين فهموا ذلك خطئا، و كان فهمهم نابعا من نظرتهم للكورد و العملية السياسية جميعا و تصرفوا بدافع نياتهم المسبقة و قاموا بردود فعل مشينة من فرش العلم الكوردستاني على الارض في كربلاء و تمر عليه المارة باستهزاء و سخف، و لم يضروا الا بانفسهم . من جوهر العملية و شكلها ايضا يبين من وراءها و من هو الجانب المبدع لمثل هذه الظاهرة و من اخترعها في المنطقة و من اوصلها الى كرب و بلاء . و في المقابل قام شباب عاطفيين او من المدفوعين من قبل بعض الاحزاب بحرق العلم العراقي في كوردستان و استهزئوا به بكل صلافة ، و ليس لكونه مقدسا او لا يمكن ان نقارن قيمته بدم شهيد واحد يُسفك في جبهات القتال، الا ان ما وراءه يضر بكلا الطرفين و لا يستفيد منه الا الحزبيين الضيقي الرؤى و المصلحيين، و لا يهمهم الا مصلحتهم الشخصية و الحزبية على حساب مصالح الشعب . فوجدنا ايضا بعض المثقفين النابعين ممن يقتاتون على باب السلطان، و كذلك من التنظيمات التي لا تتنفس الا من هواء الاتي من وراء الحدود . و اُريد بهذه العملية تحقيق اهداف خاصة للاطراف المتصارعة . لم تكن هذه العملية حالة يؤمن بها الطرفين بشكل عام و الدليل ان الاكثرية الكوردية والعربية الشيعية ادانتها و اعتبرتها حالة شاذة . و لم يهدف الا الى دغدغة الحس القومي السياسي المتطرف التي تسير عليه هذه الاحزاب والتنظيمات من اجل تحقيق اهداف اخرى غير معلنة و من اطراف قصيرة النظر، و الا ان العملية بحد ذاتها ليست من صميم تفكير العقلية العراقية بعربه و كورده، و استوردت من خارج الحدود و لم نراها الا في الاونة الاخيرة و من اطراف لا يمكن ان نعتبرهم مخلصين لا للكورد و لا للعرب . و الا ان الصراع السياسي الحقيقي النابع من ارضية البلد امبني على خصوصيات لا يمكن ان نجد فيها احراق للاعلام، و عليه لا يمكن ان يعتدي اي طرف على مقدسات الاخر . فان كانت الراية العراقية مقدسة فان الراية الكوردستانية لا يمكن ان تقل عنها قداسة، لانهما ما يلف بهما الشهداء من الطرفين امام الارهاب في اليوم ذاته . لذا، لم يقم بهذه الحالة الطارئة كردود فعل غيرمناسبة لافعال غير مناسبة الا من يتربصون بالعراق بكورده و عربه على حد سواء، و لم يحصل منه اي احد شيئا غير الخراب له و للبلد بشكل عام . و الاهم هو العلاقات الوشيجة بين الشعبين التي لا يمكن ان تدع الحالات الطارئة المستفزة عائقا امام تواصلهما الجميل لخدمة الطرفين . و هذه الافعال ليست من سمات و شيمة اي فرد سواء كان كورديا او عربيا، و لم تستثمر منه الاعداء اي شيء لكونها لم تتم على ارضية دافعة لها و لا في المكان المناسب، و جاءت في المكان الخاطيء و من قبل اطراف شاذة غير اصيلة، و لم تات الا بالخيبة على اصحابها و من ورائهم من الحاقيدن في هذا البلد . فان كان للكورد من حقوق تاريخية و اهداف عامة ضحت من اجلها الالاف من الشباب، فلا يمكن ان تتحقق بمثل هذه الافعال الشاذة و لا بدغدغة الاحاسيس و هي في اساسها من اجل اهداف حزبية قحة و لا باستفزاز الاخر او اهانته، و كذلك الى العراق و شعبه لا يمكن برد فعل سفيه و من قبل تنظيمات مدفوعة و ماجورة و بدغدغة مشاعر و احاسيس مقابلة و لا باستفزاز و اهانات يمكن ان تسيطر على الامر وتحقق الاهداف العامة و مصالح الشعب ولا تؤمٌن مستقبل الاجيال، بل تزيد من الاحتكاكات و تعقد الامور اكثرو الشعب بحاجة الى امان و استقار و هو في ازمات متعددة لا يتحمل اكثر . و يحتاج الامر الى تهدئة وليس صب الزيت على النار، و للاسف من قبل اطراف كنت اعتقد انها صاحب حكمة و حنكة، و دهشت من امرهم و موقفهم و لم اكن اتوقع ان يكون لها هذا الراي الضيق الافق في هذا الامر ايضا .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اقليم كوردستان بحاجة الى مجلس الحالة الطارئة
-
هل يُدعَم السياسي بقدر نجاحه ؟
-
السعودية هي القادرة على انهاء انتاج الانتحاريين
-
هل اخطات ميركل في تحمسها لاستقبال اللاجئين ؟
-
هل يفعل الحشد الشعبي العراقي ما اقدم عليه الحرس الثوري في اي
...
-
لماذا يستهدفون مصر في هذا الوقت ؟
-
هل يعلمون ان داعش ولادة طبيعية لافكار راديكالية يدعمها الغرب
...
-
من هم النخبة في العراق ؟
-
ادعاءات تركيا من اجل اهداف خاصة بها فقط
-
هل حققت روسيا اهدافها في سوريا
-
يأن المثقف تحت ثقل السياسة في العراق
-
هل حقا غيٌرنا اقليم كوردستان ؟
-
نحن مع التضامن مع فرنسا و لكن!
-
كوردستان بين تعنت قياداته و التطرف العرقي المذهبي للاخر
-
عدم الاحتساب لسمعة اقليم كوردستان
-
البيشمركَة يضحي بينما تتباهى قيادات القصور و الفنادق بالانتص
...
-
لقد لطخوا التجربة الكوردستانية من اجل مصالح ضيقة
-
هل نظرية المؤامرة لازالت سارية المفعول
-
كيف تشبع المراة العراقية استحقاقاتها الذاتية في ظل الظروف ال
...
-
التوازن بين متطلبات الذات و ما يفرضه المحيط
المزيد.....
-
لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق
...
-
بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
-
هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات-
...
-
نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين
...
-
أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا
...
-
الفصل الخامس والسبعون - أمين
-
السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال
...
-
رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
-
مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|