أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد البورقادي - دور التربية في صناعة النشء














المزيد.....

دور التربية في صناعة النشء


محمد البورقادي

الحوار المتمدن-العدد: 4993 - 2015 / 11 / 22 - 07:28
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


تلعب جماعة الأسرة الدور الأول في ترسيخ القيم المجتمعية الصحيحة وتأهيل النشء الجديد وفق عادات متعارف عليها أخلاقيا بشكل يمنعه من الإنزياح أو الشذوذ عن هاته القيم...إذ إن أي انحراف عن منهج التربية الأسرية قد يؤدي إلى تمرد أو جنوح لا يقبل به المجتمع والقانون على السواء...
إن لجماعة الأسرة دورا أساسيا في التنشئة السليمة للفرد داخل الجماعة ..وهي الكفيلة بتهذيب وتخليق الفرد والجماعة داخل المجتمع عن طريق كل ما ترسخه من قيم أخلاقية ورمزية تجعله قادرا على معرفة ضوابط وقوانين المجتمع والإلتزام بها والوقوف عند حدها ...وتبدأ هذه التربية من الجماعة الأولية التي ينشأ داخلها الحدث وهي الأسرة ..ففي هذا السياق يكتسب النشأ أو الطفل اللبنات الأولى والقواعد الأساسية للتربية الجيدة بمساعدة الوالدان اللذان يحرسان على تمرير كل من الرموز الثقافية والرأسمال الرمزي الذي نشآ عليه بدورهما ..هذا الرأسمال غالبا ما يكون غنيا بتجارب وملاحضات وخبرات متراكمة عبر عقود طوال لتجد طريقها وامتدادها في الجيل الصاعد ..أي الأبناء..فهذا الجيل إذن يقوم بعملية استدخال لكل ما يلحضه من أبواه وفق خطاطات متناسقة تمكنه من التنميط اللاإرادي والمعقلن لقيم ومبادئ يتأسس عليها منهج حياته فيما بعد..هذه العملية هي بمثابة تلقين آلي وتغذية مباشرة منهجية لإعادة إنتاج القيم السائدة وامتدادها ..
فإذا كانت الأسرة هي الجماعة الأولى المسؤولة عن تربية النشء أو الحدث ..فما هي الأسس التي ينبغي أن تتوفر عليها هذه الأسرة لتسهيل تمرير القيم المطلوبة التي تحفض توازنات المجتمع من قبيل قيم السلم وحب الخير والتعاون والتسامح والحوار والإحترام ..كما أن من أنجع الطرق التربوية الإعتماد على التربية بالمثال القدوة ..فالأب والأم لا بد لهما أن يكونا مثالين يحتدا بهما ونموذجين يستقي منهما النشء مقومات تنشئته الإجتماعية ..ولهذا يراعى في النموذج عدة شروط من ضمنها الكمال والإستقامة والتصرف وفق المبادئ السامية والمثل العليا التي دأبت على ذكرها الألسنة حتى استيقنتها القلوب فصارت مسلمة من المسلمات ..فما يوافق مبادئ النجاح والإلتزام هو بيِّن وما يدخل في دائرة الجنوح والتمرد والطغيان والسير ضد التيار...أي ضد ما ألفته الطبيعة "المجتمع " من قيم إنسانية وحسن تصرف هو كذلك واضح وجلي تزكيه الفطرة الإنسانية وتدعمه الخبرات المتعددة التي يكتسبها الفرد والمعاينات للكثير من مجريات الأحداث الواقعية ..
لذلك يلزم على الأبوان داخل الجماعة أن يكونا قائدين عظيمين للنشء الجديد بأخلاقهما وسلوكهما وكل سكناتهما وحركاتهما ..فما رأوه حسنا كالدأب على الدراسة والمبادرة في التعاون مع الأصدقاء والأقرباء يحسنوه له ويأمروه بفعله وما رأوه بخلاف ذلك من عادات ذميمة كشرب الخمر والتدخين والإنجراف وراء الشبهات أن يقوموا بحثِّه على عدم فعله وعدم الإنسياق إلى سياقاته ..كما يجب عليهما أن يصوبا فكره إن غاب عن التصور السليم والتمثل الصحيح لزيغ أو نسيان أو بتأثير من جماعة الأقران إذا ما أتيح لها يوما التغلل إلى منطلقات تفكيره ..
فالأسرة مما سلف ذكره هي الأساس الأول الذي يُشَيد عليه البناء كله ..فإن صلح صلح سائر عمله وإن فسد فسد سائر عمله ..ومن ثم وجب على هذا البناء أو يكون سديدا ومرنا في نفس الآن ..سديدا بحيث لا تزعزعه نوازع الغير ولا تأثر فيه ..ومرنا بحيث يتم بعده استيعاب منافذ التربية الأخرى وعلى رأسها جماعات الأقران ..ذلك أنه إن لم تنجح الجماعة الأولى في التلقين الحكيم والسديد ستقوم الجماعة الثانية بسد خلل ونقص الأولى مستفيدة من الثغرات ونقط الضعف التي تم إغفالها من طرف الجماعة السابقة ..فإما أن تكون جماعة الأقران صالحة لصلاح تأهيلها من جماعاتها الأولى فتأثر بالإيجاب على القرين الجديد أو أن تكون فاسدة فيكون خلاف ذلك ..
في حديثنا عن التربية تطرقنا إلى ذكر دور الأسرة في الدرجة الأولى.. لكن هناك مؤسسات اجتماعية أخرى تأتي في مقدمتها المدرسة والمجتمع ..واللذان يقومان بدورهما في تفعيل عادات ومعارف أخرى قد تأتي موافقة لمكتسبات النشء من الأسرة ومكملة لها وقد تأتي مختلفة مغايرة عنها ..
فإذا صار هذا التكامل بين وضائف الأسرة والمدرسة والمجتمع ..حقق كل طرف مهمته وساهم الكل في بناء سليم لشخصية الفرد بشكل يتلاؤم وقوانين وضوابط وأبجديات سير مجتمعه حتى يغدو في يوم من الأيام طرفا فاعلا ومؤهلا ومساهما بدوره في هذا الترابط الكلي ..كأن يصبح ضابطا أو رجل أمن داخل مديرية أمن تسهر على مكافحة الجريمة وجنوح الأحداث..وتلك قمة الإنجاز بل منتهى ما تطمح إليه كل مؤسسة تربوية ..لأن هذا هو دليل نجاحها وامتيازها بأن جعلت من أسسها التربوية دافعا لتصويب النشء وتقويم مساره ..



#محمد_البورقادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا فشلت المنظومة التعليمية بالمغرب ؟
- داعش لم تُخْلَق من فراغ ..والعنف يولِّد العنف ..
- حقيقة الحياة الدنيا والإستعداد للرحيل..
- نظرة في الحياة الدنيا..
- لا إكراه في الإسلام وإنما عليك البلاغ فقط ..
- الإسلام ينسخ غيره من الأديان السماوية وغيره من الأديان كفر . ...
- في المراد من الزواج..
- المشهد الإنتخابي زمن الإنتخابات..
- داعش والفكر التطرفي ..
- الإسلام.. الدين الحق
- نظرة في دواعي انتشار الجريمة :.مدينة فاس نموذجا
- مطالب الحريات الفردية..
- غشاء البكارة وتمثلات المجتمع ..
- إباحة الإجهاض وتسوية حضوض الميرات..
- الإشاعة ودَوْرُ دُور النشر..
- مسألة التثليث عند المسيحيين ..
- تأملات في عالم الحياة ...
- في العزوف عن الزواج ..
- أغنياء المغرب..
- المدارس الخصوصية ..


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد البورقادي - دور التربية في صناعة النشء