هل يشهد العراق ضابطاً كسوار الذهب ؟

حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 370 - 2003 / 1 / 17 - 05:56
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

تتصاعد الأخطار المحدقة بالعراق وشعبه يوماً بعد يوم نتيجة إصرار رأس النظام صدام حسين على البقاء في السلطة حتى لو أدى ذلك إلى حرق البلاد والعباد ، وتستمر الولايات المتحدة في حشد جيوشها وأساطيلها الحربية وأحدث ما تضمه ترسانتها الحربية من أنواع  الأسلحة الفتاكة استعداداً لليوم الموعود الذي بات قريباً جداً كما يبدو ، وغدت القضية العراقية الشغل الشاغل لوسائل الإعلام في العالم أجمع ، بالنظر إلى المخاطر الجسيمة التي لا أحد يستطيع تقدير أبعادها .
والشعب العراقي يمر هذه الأيام بأحلك الظروف ،وأشهدها قساوة ، مسلوب الإرادة ينتظر مصيره المجهول !!، فلا هو قادر على إزاحة النظام الفاشي الذي أذاقه مر العذاب طيلة سنين حكمه الطويلة ،رغم محاولته في انتفاضة آذار المجيدة التخلص من النظام،ولا هو قادر على دفع المخاطر التي تتهدده  جراء الحرب المقبلة ، ومن يدري إن كان النظام العراقي يملك فعلاً أسلحة دمار شامل ، وأنه قد عقد العزم على استخدامها ضد الشعب إذا ما حدثت انتفاضة جديدة ، وضد القوات الأمريكية على حد سواء ، ولا سيما وأنه يدرك أن لا أمل له من الإفلات من النهاية التي تنتظره على أيدي القوات الأمريكية .
 إن حقده على الشعب لا يقل عن حقده على الولايات المتحدة ، ولسان حاله يقول إن ذهبت فاليذهب الشعب معي ، وليحدث الطوافان من بعدي!! .
ولا شك أن لكل فعل رد فعل ،وهذا قانون فيزيائي معروف ، وعلى هذا فأن رد الفعل الأمريكي على أي استخدام أسلحة للدمار الشامل من قبل النظام العراقي  سوف يكون اشد قسوة ، وهي تملك من الوسائل ما يمكنها من ذلك أضعافاً مضاعفة مما يعرض شعبنا إلى مآسٍ وويلات لا أحد يعرف مداها .
وإزاء هذه الحال ، والتوقعات المرعبة ، وهذه المحنة القاسية ،يتطلع كل محب لوطنه وغيور على شعبه  أن يرى نهاية هذا النظام قبل وقوع الحرب ،على يد قائد عسكري شريف كالقائد السوداني [سوار الذهب ] الذي قاد جيشه وأسقط النظام الدكتاتوري الفاشي في السوادن ، من دون أن تكون له أي أطماع في الاستئثار بالسلطة ، فقد كان قد عقد العزم على إنقاذ الشعب السوداني من نير الدكتاتورية وتسليم الحكم لحكومة مدنية جاءت إلى الحكم بعد إجراء الانتخابات البرلمانية ، وأعلن تقاعده عن الخدمة العسكرية ، فقد أرضى ضميره بعد أن حقق للشعب السوداني حريته وكرامته .
ما أحوج الشعب العراقي اليوم إلى شخصية فذه مثل [ سوار الذهب ] تزيح هذا الكابوس الجاثم على صدور شعبنا منذ 34 عاماً ،ارتكب خلالها من الجرائم ما يندى لها جبين الإنسانية ، ويعيد للشعب حريته وحقوقه الإنسانية المغتصبة على أيدي الجلادين ، وتنقذه من حرب مدمره لا يمكن النتبؤ بكوارثها ، وتحافظ على عراقنا العظيم من الخراب والدمار ، أمنيه نتمنى لو تتحقق .   

#حامد_ الحمداني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات