أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - وليد يوسف عطو - الثقافة الرثة وعولمة الرثاثة














المزيد.....

الثقافة الرثة وعولمة الرثاثة


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4991 - 2015 / 11 / 20 - 08:49
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    



كتب الباحث سعد محمد رحيم في مقالة له بعنوان : ( عالمنا الذي يتهرا : السلطة ,الثقافة , الهوية , العنف )والمنشور في كتاب :
(الرثاثة في العراق :اطلال دولة .. رمادمجتمع )للدكتور فارس كمال نظمي –ط1 – 2015 –دار ميزوبوتاميا – بغداد- شارع المتنبي :

( تكاد تكون الرثاثة اليوم ان تصبح ظاهرة عالمية , انها جزء من مخلفات العولمة ونتاج عرضي لها . وهي الوجه الاخر لمجتمع الاستهلاك ).

وفي حالة العراق يرتبط اقتصاده الريعي بمراكز السوق الراسمالية العالمية , وتنفتح اسواقنا امام المنتوجات الاجنبية بدون قيود او حماية للمنتوج المحلي .من ثروات النفط تم خلق فئات طفيلية برجوازية رثة متخمة بالمال بسبب الفسادالمستشري . وهي تكتفي بالاستهلاك دون الانتاج .
وللحفاظ على امتيازاتها تساهم في تقوية الروابط العشائرية والمناطقية والمذهبية وتغذية الصراعات المناطقية والطائفية والعرقية .
وتعمل على الترويج للطقوس الدينية والشكلانية , دون ان يردعها رادع عن السرقة , لسان حالها يقول :
نتوضا ..

ثم نصلي ..

ثم نباشر بالسرقة والقتل .
ان مدخولاتها المتراكمة لاتستغلها في انعاش الاقتصاد عن طريق الصناعة والتراكم الراسمالي كحالة البرجوازية في بداية ظهورها في اوربا :
مقالتنا ( دور البروتستانتية في تطور الراسمالية )والمنشورة على الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=333500

بل تعمل في القطاعات الاستهلاكية والمقاولات والصيرفة , وتقوم بتهريب اموالها خارج العراق .
يمكن ان نلمح ملامح الرثاثة في تفكك العالم اليوم , ليس تفكك الدول الاشتراكية فقط , بل تفكك دول اوربا ايضا . مثال ذلك تفجيرات باريس الان .
لقدشجعت المؤسسات الراسمالية على احياء الهويات الفرعية في مرحلة ماقبل الدولة في دول العالم الثالث .

وهي تخصص الاموال المتراكمة والطائلة للفضائيات وللاعلام في دول العلم الثالث بحجة حقوق الاقليات وحقوق الانسان والتشجيع على التعصب والاحتراب الطائفي والديني والعرقي .

علاقة الرثاثة بالثقافة

يوجز الباحث سعد محمد رحيم هذه العلاقة بالقول :
( الرثاثة التي نقصد مرادفة لسؤ الذوق وقلته , لتدني المعايير الجمالية في النظر الى الاشياء ,والى الذات والعالم , ولضمور قيمة الحياة وانحطاط اساليبها , وهي ايضا مرادفة للقسوة والخشونة والاابالية , لانعدام الرقة والحنان والشغف .

حتى في العلاقة مع الجنس الاخر .وحتى الممارسة الجنسية تستحيل في المناخ الاجتماعي الرث الى محض عملية ميكانيكية حيوانية وقد غاب عنها الحب واحترام الاخر – الشريك , اي حس المشاركة , وعدم الدراية بفنون استقطار اللذة الصافية ذات الكثافة الوجدانية والروحية والجمالية ) .

ترتبط الرثاثة بتبخيس الفرد لذاته .وتبدا اللغة بالانحطاط ويستخدم المثقفون من اتباع الرثاثة الفكرية الشتائم والتخوين والتكفير وتلويث سمعة الاخر المختلف بين بعضهم البعض .
تتحول اللغة الى السخرية . وكما عبر عنها الباحث سعد محمد رحيم : (لكنها السخرية التي تؤكداللامعنى والضحالة والوهن الروحي .
الرثاثة شكل من اشكال العدمية , لكنها عدمية رثة هي الاخرى . سطحية وبائسة , على عكس عدمية الفلاسفة والادباء والفنانين العدمية . انها عدمية اخلاقية ).
وخطورة الرثاثة حين تصيب الضمير حيث يسهل الكذب والتدليس على الاخر وخداعه وسرقته وقتله .

حين ينعدم الضمير يغدو كل شيء مباحا في عراق اليوم . هؤلاء من معدومي الضمير يقومون بطقوس للتطهير وغسل جرائمهم وذنوبهم عن طريق مراسيم الحج والعمرة والمراقد المقدسة وتقديم الذبائح والطعام وبالصوم الشكلاني من اجل راحة ضميرهم ..واعادة انتاج الكذب والسرقة والقتل مرة اخرى .

ثقافة الرثاثة , ثقافة بدوية صحراوية تقوم على الغزو والسرقة . البشر الاكثر رثاثة يخفقون في مراكمة الخبرات والتعلم من تجارب الاخرين . ويقول الباحث سعد محمد رحيم :
( الحياة الرثة كوميديا مبتذلة ..يمكننا عندئذ الاشارة الى الفنون الرثة , المسرح الرث والغناء الرث والادب الرث , والفكر الرث والصحافة الرثة .

كما يمكن الحديث عن عن لغة رثة وبلاغة رثة وبالتراكم تعود الرثاثة ثقافة , ثقافة وضيعة شوهاء ).

الرثاثة والعنف

الرثاثة احساس داخلي يكمن في لاوعي الانسان فيقتنع الانسان بواقعه الرث ويقوم بتبريره . وهو شعور يستحيل الى سلوكيات شاذة .
ان الرثاثة معادل للفشل وللشعور بالنقص وبالعجز .الانسان الرث يحاول التعويض عن نقصه وشعوره بالهزيمة عن طريق استخدام العنف والذبح على الهوية وتفخيخ السيارات والاجساد , والانتحار عن طريق الاحزمة الناسفة.

مسك الختام :

الانسان الرث لايملك مشروعا للتنمية البشرية والاقتصادية , ولا لصناعة الحداثة .انه مشروع انهزامي تراجعي يحاول العودة الى عصور ماقبل الدولة .الفرد الرث انسان متوتر الاعصاب لايمتلك الر ومانسية والمخيال الشاعري , بل مخيالا صحراويا .

تتمثل له المراة رمزا للجنس وللدونية وللنقص في العقل والدين . ويتمثل له الاخر مشروعا للابادة والمهابدة والقتل بفتاوى التكفير .
الانسان الرث رغم شهاداته الاكاديميةلايعرف التفكير المنطقي والفلسفي والربط والاستنتاج بين الاشياء .
انه يملك عقلا اسطوريا وخرافيا . يعيش حياته وفق منطق التبرير للسلطة الطائفية الفاسدة . ويقوم بكل المحرمات عن طريق التحايل على الضمير والاخلاق والدين بالاستناد الى فتاوى شيوخ التكفير .
انسان الرثاثة يجيد الهدم ولا يجيد البناء .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرثاثة وجذورها في العراق
- من يقرر صناعة مستقبل عالمنا العربي ؟
- الايديولوجيا تتعارض مع قوانين الطبيعة
- الخيار الوطني هو الحل !
- خارطة الاستيطان الديموغرافي في الشام مع ظهور الاسلام
- الفيزياء الكمية الغت المنطق وثوابته
- السياسة في العراق بين البراز الثقافي والاسهال الحزبي
- اعتذار الى الاستاذة ليندا كبرييل
- كتابة المقال : موهبة وخبرة وتراكم معرفي
- في محراب راهب الخمر نلتقي
- اليسار الجديد :البديل الحداثي للاحزاب الشيوعية الكلاسيكية
- اعتذار الى فؤاد النمري واسرة الحوار المتمدن
- من الخمار السلفي الى اليسار الجديد
- الحداثة والقران:للباحث المغربي سعيد ناشيد - ج 3 والاخير
- السلفية الشيوعية تعمل ضد ارادة التغيير والاحتجاج
- الحداثة والقران:للباحث المغربي سعيد ناشيد - ج2
- الحداثة والقران :للباحث المغربي سعيد ناشيد - ج1
- بين الدين والفكر الديني
- الاصول الشرعية لسرقة المال العام
- الاحتجاجات الشعبية بين الذكورية المفرطة والطواطم المقدسة


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - وليد يوسف عطو - الثقافة الرثة وعولمة الرثاثة