مشتاق جباري
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 4990 - 2015 / 11 / 19 - 20:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ننفرد حين نجوع وحين نفقد قدرتنا على قراءة مشاعر بعضنا وحين نعتقد اننا قادرين على الهيمنة على الاخر .والذئاب المنفردة التي تغزو العالم اليوم هي جزء من منظومة الذئاب الملتحية التي تجمعت او جمعت لتغير معالم مجتمعنا وواقعنا الذي بلغ من الكبر عتيا .وقد قدمت لنا قراءات دينية وسياسية على انها هي الافضل وبها نصل الى تحديد هويتنا الجديدة .واذ بنا نصل الى مرحلة نبحث فيها عن انسانيتنا فلا نجدها .نحاول ان نمسك ما تبقى لدينا من منظومة قيم ومعرفة ولانستطيع .وما كتبه الاسلاف على صفحات التاريخ لم يثمر الا عن سلفية شوهت وجوهنا جميعآ .وهذه النقطة تحديدآ قد تنقلنا الى مرحلة اللاعودة .وبها نستنطق تاريخنا بحثآ في تفاصيله عن اول حروف الفجيعة واخرها .والاحداث المؤلمة هذه قد تمهد السبيل لثورة شبيهة بألثورة الفرنسية الكبرى ستطال (الكهنوت الاسلامي الوهابي) وقد تعيد معها رسم الشرق الذي تلاعبت به سياسات واتلفت مواسمه قراءات سوداء للدين .وهي سياسات وقراءات جعلتنا شعوبآ وقبائل نتقاتل ونعتقد ان اكرمنا عند الله اكثرنا خوضآ للمعارك كما تشير لذلك ثقافتنا التكفيرية وان لم نكن متأثرين بمدارس التكفير والجهاد فنحن متأثرين بمدارس اخرى لاتقل شرآ (لنتحارب ) بدلآ من ان (نتعارف ) لأننا لانجيد ولانجد لغة وسطى للتفاهم .وعلاقة من هذا النوع وسط عالم مرتبك لايمكن له ان يهدأ تحدث خللآ كبيرآ في التوازن وقد حدث هذا الخلل الكبير .وقد رأى من رأى ان الفرصة سانحة لصب الزيت على النار وقد فعل .من سيحدد معالم عالمنا الجديد هو نحن .وليس جميعنا .الفرد الانسان هو من سيكتب كلمته الاخيرة على صفحات الوطن .وابتسامة طفل لها القدرة على النمو رغم لون الدم وازيز الرصاص وبشاعة الوجوه التي اعتادت ان ترتدي ثوب التقوى والايمان والسياسة لتعبث كما تريد .والشرق الاوسط لن يهدأ حتى يمتلك وسطية تليق به .وحتى يمتلك هوية .ونظام سياسي قائم على قيم كبيرة .ومعرفة دينية تسخر نفسها لخدمة الانسان .حينذاك نستطيع ان نقول للدول الكبرى التي تتدخل في شوؤننا :دعونا وشأننا .
#مشتاق_جباري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟