|
مهندسو الخراب في العراق
حمزة الكرعاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4990 - 2015 / 11 / 19 - 20:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ زمن بعيد ، وهو خروجي من العراق ( القرية الظالم أهلها ) ، أسمع عن ما يسمى المعارضة العراقية ، وأستمع لأحاديث الناس البسطاء ، الذين يوجههم الاعلام الموجه والمسيس ، الذين وقعوا ضحية لاكاذيب ، وخطف وعيهم جميعا ، يتحدثون عن عملية الاحتلال الفاسدة في العراق ، وكنت مصمما ولازلت ، أن لا أدخل في أي حوار هم طرف فيه ، لان الطرح الذي يطرحونه ، وهذا مايريده ممثلوا المشهد العراقي ، ومهندسو الخراب في العراق ، طرحا طائفيا مقيتا . صممت عملية الاحتلال الامريكي الايراني في العراق ، على العنصرية والطائفية ، لاجل ديمومة مسلسل الخراب ، الذي يحرص الاخوة ( الاعداء ) على أن يستمر . لكن لايمكن لي أن أسكت عما يجري وينفذ من مشروع ، لا أجد له تسمية إلا أنه مشروع إبادة جماعية للعراقيين . يقفزون على الحقائق ، ويأخذون الامور من أواخرها ، ولايتحدثون عن التأسيس ، فضلا عن عدم إمتلاكهم لأي معطيات تؤهلهم للدخول في أي حوار مع الاخر . السؤال الموضوعي الذي يتصف بالعقل والمنطق ، أن يكون ( الاخوة الاعداء ) مخلصين له و للاسئلة الحقيقة الاخرى . السؤال الحقيقي : قبل أن يذهب ( الكاتب ومن يدعي إنه إنشق عن الحزب ) ليتحدث عن وطنية حرامي وعميل ، أو أن يلمع صورة ( القائد الذي خذله مستشاروه ) ، أو يذهب إلى التفاصيل ، والاستغراق فيها ، أن الوضع العراقي تحت مظلة الاحتلالين ، وسيطرة صندوق النقد الدولي ، أن يجيب عن السؤال المهم وهو : منذ متى بدأ المشهد العراقي على هذه الشاكلة وهذا الحال ، وهي الخراب والقتل ، وعسكرة الناس وخندقتها ، وإختفاء المليارات يوميا ؟. ومن هم المساهمون أو المهندسون الاصليون ، الذين هندسوا الخراب في العراق ، ومن دعمهم وبارك عملهم ، ومن هي الدول التي تقف وراءهم ؟. وكيف كانت العلاقة بين المهندسين ( الاخوة الاعداء ) ؟. الاخوة الاعداء إصطفوا مع الضحايا ، وسألوا أسئلتهم ، لماذا الوضع في العراق متردي ، وفي إقليم الكرد مستقر ؟. وينسون ويتناسون بغباء ، أن المعادلة داخل العراق ، طائفية ، والامريكي والايراني له أجندة خاصة ، وربما تختلف عن الاجندة في إقليم كردستان ، والمعادلة في الاقليم قومية ، تحت يافطة ( تحرر وطن ) . ومايسمى السياسي في العراق المحتل أمريكيا إيرانيا ، سواء كان ( كرديا سنيا شيعيا ) ، هو الذي هندس منطلقات الخراب في العراق ، من دستور الاحتلال العنصري ، الذي شرع للعصابات نهب ثروات العراقيين ، إلى مايسمى العملية السياسية ، إلى نمط التحالفات التي ذهبوا إليها . وبدل أن يلتحق العراق بالدول التي تقدمت ، ولديها تجارب ناجحة في بناء المؤسسات ، ذهبوا بالعراق إلى المحاصصة ( إغرفوا لام سلمة ) ونظام طائفي عنصري ، ويتفاخر مهندسو الخراب في العراق ، بأنهم يتوفرون على علاقات مع محتل ، وفيما بينهم ، كل منهم يفتخر أنه يتوفر على علاقات إستراتيجية مع الطرف الاخر في نفس عملية الاحتلال الفاسدة ، وجميعهم قوى ظلامية ، ومجاميع من العملاء والخونة ، ويعلنون تلك العلاقة المشبوهة مع المحتل . تحالفات بإسماء الطوائف ، وعنوانها ( ديمقراطي ) ، يطلقون الاسماء والعناوين على تحالفاتهم ( شعب سني وشعب شيعي ) ، ودائما أي تحالف إستراتيجي بين طرفين ، موجه لطرف ثالث أو ربما رابع ، والطرف المقصود في تحالفاتهم هو العراق وشعبه ، موجه إلينا ، نحن أعداءهم في جغرافيتنا ، وهم يحاولون أن يكونوا على غير هذه الشاكلة أمام وسائل الاعلام ، نوع من التدليس الرخيص المكشوف ، السؤال الاساسي : يجب على كل عنصري أن يجيب عليه ، وهو ماذا كان دوره في خراب العراق ؟. فعندما يعيبون على الاخرين هذا الوضع ، عليهم أن يسألوا أنفسهم عن دورهم في تدمير العراق ؟. كل حزب منهم يتوفر على مايسمى النواب في ( مجلس نواب الاحتلال ) وعلى وزارات ، ومناصب ( سيادية ) ، فهم جزء من عملية تخريب العراق ، يعلنون يوميا عن إختفاء مليارات الدولارات من خزينة العراق ، ويذهبون بعدها للاقتراض من صندوق النقد الدولي ، والفاعل ( مجهول ) ليس منهم ، يظنون وهذا وهم ، أن حقوقهم لايمكن أن يصلوا إليها إلا حينما تكتمل دائرة الخراب في العراق ، وتحالفاتهم قامت على ذلك ، بدون إستثناء ( قيادات الاكراد والشيعة والسنة وتوابعهم ) مشتركة باللعبة الامريكية الايرانية . طرحهم عنصري ، مشروعهم عنصري ، والذي لايحترم عقله ، ولايحترم الناس ومصائرهم ، خارج عن دائرة الانسانية ، وأخر من يحق له الحديث عن الوضع العراقي ، لم نجد في التأريخ البشري جريمة أرتكبت مثلما ترتكب الجريمة في العراق ، حتى العصور الحجرية والوسطى وماقبل 2003 م ، هي أفضل من عمليتهم وتحالفاتهم مع المحتل . في أزمنة الخراب كل المكتسبات مؤقتة ، ولن يتنعم أي منهم بما سرق ، مهما أوجد من أعذار لافعاله ( المال العام مجهول المالك ، أو حق تقرير المصير لشعب ) . وكل مايحدث من خراب أوجدوه ، لن يسلموا من ناره ، والخراب الذي أوجده السيد مسعود برزاني ، بتحالفه مع قوى الظلام ( الحكيم والدعوة ) لضعضعة المركز لصالح الاطراف ، سينتقل إليه ، وقد وصلت النار الى مناطق الاكراد ، وهاي ( بلاك ووتر تحت يافطة اسلامية ) داعش تخرب وتقتل وتدمر . تفكك ( العملية السياسية ) بوادره عند الاكراد ، والقلق مستمر بسبب تربية الافاعي والعقارب ، وتفكك الحياة السياسية ، التي روجوا لها ، على أنها مشروع تغيير وخلاص ، ولم يجن منها العراقيون إلا الخراب والدمار ، قد وصلت الى بيت مسعود . كل بيت من البيوت والعوائل التي ساهمت في هندسة مشروع الخراب في العراق ، لن تسلم من وصول النار التي ستحرقهم مثلما أحرقوا العراق . إشتغلوا على تحويل العراق إلى إستحقاق مليشياوي ، وإيران داخلة فيهم طولا وعرضا ، من الاقليم حتى البصرة . السؤال ألأهم الذي نسأله دائما لكل واحد منهم : هل من الممكن أن جهة دينية ، تدعي أنها تتبع عليا والحسين ع ، تدخل طرفا مع محتل لتهشيم دولة وإبادة شعب ؟. وهل من الممكن أن حركة تحرر ( وطن ) وتحقيق مصير شعب ( كردي ) تدخل طرفا في مشروع إحتلال لابادة شعب ودولة قائمة ؟. ألم يكن دور السياسي ( الكردي والسني والشيعي ) دور المتخادم مع المحتل الامريكي والايراني ، لابادة شعب وتصفير دولة قائمة ، ودفع العراقيين ليهربوا ويموتوا هم وأطفالهم في البحار والمحطيات ؟. فمن يتصور من مهندسي الخراب في العراق ، أنه في منآى من الذي يحدث في العراق ، وهو مشروع إبادة وخراب ، فهو واهم ، وتأريخ أمريكا مع عملاءها معروف ، ترسم قدرهم الى مزبلة التأريخ ، لانها تنظر إليهم على أنه خونة لايثق بهم ، ولذلك لم تسلمهم اسلحة متطورة ، وسلمتهم أسلحة ليتقاتلوا فيما بينهم ، وسلحت داعش مثلهم . واذا يتصور أحد من مهندسي الخراب في العراق ، أنه يخدم شعبه أو طائفته ، ويريد الوصول الى حقوقهم ، ومنها ( إقليم الشيعة ودولة الكرد ) ، ويريد أن يخدم شعبه بمشروع عنصري طائفي مقيت ، وهو يتحالف مع محتل غازي ، فهو أحد ابرز أعداء شعبه و طائفته ويشتغل ضد حقوقهم ، ولا نتحدث عن تحليل سياسي ، بل ننقل الصورة كما هي ومن ألسنتهم ، وهم إعترفوا بما إقترفت أيديهم . لايوجد أحد في مشارق الارض ومغاربها ، وهو متوازن وسليم العقل ، لايشمئز من طرحهم العنصري في العراق ، ولم يبق بلد في العلم ، الا ووصلته فضائح فسادهم الذي جعل العراق في أخر القائمة بالنسبة للدول الفاسدة في كل شيء ، من القضاء حتى شيخ العشيرة . بتصرفاتهم وطرحهم العنصري ، يؤكدون الحقائق على الارض ، ويؤكدون مانقول ، وهم يعترفون بالدور السافل ، الذي يلعبه السياسي ( الكردي والشيعي والسني وباقي افراد العصابة ) في المحمية الامريكية في العراق . السياسي الكردي يفتخر أنه متحالف مع قوى ظلام ( الحكيم ) لتصفير دولة قائمة هو جزء منها ، ويفتخر بأنه أخرج لنا من بيت السيد مسعود برزاني ( مختار البيت الابيض ) الذي قطع أرزاق شعبه الذي يتطلع الى تحقيق المصير . لاطوق نجاة لنا في العراق ، من اربيل حتى البصرة ، الا بالتخلص من عملية الاحتلالين ، لانها رهنت العراق كله ، وماتحت الارض ومافوقها ، لصندوق النقد الدولي .
#حمزة_الكرعاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التبعية
-
( صلاة الواو بين النافورة والجسر )
-
المقدس في حياة الناس
-
قريتنا المنسية
-
إصلاحات حيدر العبادي
-
أغاني الناس وأغاني العمائم
-
الدولة المدنية
-
فساد رجال الدين
-
مرجعية الوطن ومرجعية الغريب
-
العراقي برميل نفط
-
بإسم الدين باكونا الحرامية
-
إحذركم من الاسلام والمسلمين
-
( داعش ) تحطم إصول القرآن في الموصل
-
حكومة أبو إجخيل
-
مآساة الطب في العراق
-
اللعب على المشكوف
-
داعش ... خنزير طروادة الامريكي
-
النفوذ الايراني في العراق
-
دستور الاحتلال الملغوم
-
لاجهاد تحت راية ضلال
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|