أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - موسى راكان موسى - القوة - الثقافة














المزيد.....

القوة - الثقافة


موسى راكان موسى

الحوار المتمدن-العدد: 4989 - 2015 / 11 / 18 - 08:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


{ بدت سلمى رائعة . ما السبيل ليحظى المرء على واحدة مثل سلمى ؟ كلاب هذا العالم يستحيل أن تحظى بامرأة كسلمى . الكلاب ينتهي بها الأمر مع الكلبات . قدمت لنا سلمى طعام الفطور . كانت فاتنة و حظي بها رجل هو أستاذ في الكلية . لم يكن هذا عادلا إلى حد ما بتفسير ما . مثقفون بارعون معسولو اللسان . الثقافة كانت الإله الجديد ، و الرجال المثقفون أسياد المستعمرة الجديدة } ؛ ( من رواية "نساء" , تشارلز بوكوفسكي ) [ لم يُعجب بوكوفسكي سارتر عبثا ] .

الثقافة ليست شيئا خاصا [ أي ملكية ] ممكنة التملّك ، هذا إن صح إعتبارها شيء ، لكن رغم ذلك أمكن تملّكها ؛ تماما كالإله ــ فبرزت قوة عن طريق التفاعل بها إجتماعيا .

لا إختلاف مع غرامشي في أنه لا وجود لإنسان ذا ثقافة و آخر دون ثقافة ، فالجميع إذن مثقفون ؛ لكن المثقف هو الذي تكون الثقافة موضوعه الشاغل / أو بعبارة أخرى موضوعه الذي يشتغل به ( إجتماعيا ) ــ أي [ يملك | يتفاعل ] بالثقافة : قوة .

لكن في خضم صراع طبقات و فئات طبقية تنزع كل منها إلى القوة ، بل إلى أكثر من ذلك ؛ إلى أن تكون هي ذاتها القوة ــ إستطاع المثقف أن يجعل ذاته هي هي ذات الثقافة ؛ ذات الإله / على غرار رجال الدين (و كل من الكاهن و الإنتلجنسي ينتميان إلى ذات الطبقة المُشتغلة بالكلام ــ ذات القوة [الوهمية : التجريدية]) .

و على الرغم من أن غرامشي صنف المثقف تمييزيا إلى ( مثقف عضوي) و (مثقف تقليدي) ، إلا أنه قد أكد أنهما يشتغلان على ذات الموضوع ــ أي الثقافة . في حين أننا نجد بين الفينة و الأخرى من يُخرج فلان من دائرة المثقفين أو يجرده من لقب أو صفة ( المثقف ) لأسباب إيديولوجية ؛ على الرغم من بقاء فلان هذا يشتغل في الثقافة . و هذا الإقصاء يعود إلى إعتبار الثقافة إله و المثقفين أشباه آلهة ؛ إن لم يكونوا آلهة ــ إذ يُنظر إلى الثقافة أنها الخير المطلق / و كل ما يُعاديه المثقف يصبح شرا مطلقا [!] ، و من هنا كان سعي الأطراف على إختلافها ، بل و على تناقضها ، إلى كسب المثقف إلى صفها ، فإن لم تكسبه ، قامت بخلق مثقفيها ، و إنكار المثقفين الذين لم تكسبهم ؛ بنفي كونهم مثقفين .

أعتذر منك مهدي عامل ؛ فلا وجود لمثقف مزيف ، فإما أن يكون المرء مثقفا و إما لا يكون ؛ و غرامشيا هذا غير موجود ــ إذا فإما أن تكون الثقافة موضوع المرء الشاغل و إما لا تكون : لكنه حينئذ ٍ يصبح و يمسي مثقفا . بالتالي وصف (مزيف) هو وصف إيديولوجي بإمتياز [ بغض النظر عن جواز ذلك من عدمه في إطار الصراع الطبقي ] .

لكن إن نظرنا إلى الثقافة ذاتها ، من حيث هي (( تملّك | تفاعل )) إجتماعيا ، ستفقد بريقها ؛ إذ تتضح أنها تنتمي للتجريد ــ فتنتهي إلى صنف القوة الوهمية / فيتساوى بذلك المثقف و الطفيلي الحيّان بفضل القوة الحقيقية عند الغير ، إلا أن سمعة المثقف لم تبرز كسمعة الطفيلي ؛ و يعود ذلك للموقع الطبقي الوسطوي للمثقف ــ إضافة إلى كون السُمعة هي نفسها جزء من موضوع شغله ؛ فينتهي إلى مصلحته من حيث بدأ .

المثقف ليس ملاكا ، و كذلك ليس شيطانا ، المثقف يملك القدرة أن يكون كلاهما (هو بمثابة شبه إله ؛ إن لم يكن إله) ــ لكن لسوء حظه أنه لا يملك صناعة الخبز بنفسه لنفسه ، فيموت جوعا ما لم يتطفل ليأكل الخبز الذي صنعه الآخرين بأنفسهم / هذا التطفل يتجسّد في الدخول بالثقافة في ميدان المجتمع ، فمن خلالها [ الثقافة : القوة ] يصرع المثقف الخبّاز ، بل و يسمو عليه ، و يقتنع الأخير بهذا السمو ضمن إطار هذا الصراع ؛ على الرغم من الحاجة الضرورية الجسدية عند الأول للثاني (رغم ألوهيته) [!] .

و في حين يكثر الحديث عن أزمة الثقافة و المثقفين في المنطقة العربية ، لغاية السمو (( بــ )) الثقافة و الإحتفال بالمثقفين ، يجري الحديث في الدول الغربية عن غاية السمو (( على )) الثقافة و المثقفين ، _و قد تناول هربرت ماركيوز هذه النقطة في كذا موقع من كتاباته_ . و بغض النظر عن ميدان هذه الأحاديث ، لنا في الحديث عنها الذي يحوي فهم الواقع الإجتماعي بأجزائه الطبقية و الفئوية ما يبعدنا عن الوقوع في وحل العدمية أو يُحلق بنا إلى وهم المثالية .

و تجنبا لسوء الفهم ؛ الثقافة من حيث تقع ضمن إطار شرطيّ القوة (( التملك | التفاعل )) إجتماعيا ، و هي المقصودة ــ و هي بذلك صنف من القوة الوهمية [ التجريدية ] لا الحقيقية ، ضمن الإطار الكلي المادي الإجتماعي / حيث الصراع الطبقي ؛ إذ تنزع الطبقات و الفئات في صراعها إلى القوة .

و ليس القصد بالمرّة الثقافة من حيث هي لا تقع ضمن إطار شرطيّ القوة .



#موسى_راكان_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوة - الإيمان و الإلحاد
- من ثروة الأمم الزيرجاوية إلى أسانيد المانفيستو النمرية
- مغالطات مُتداولة .. الإنتاج السلعي هو رأسمالي
- وهم تحرر الإنتلجنسيا .. المنهج الشحروري : أيصمد أم يصمت ؟!
- دراسات (Derasat) .. و دراستها لإيران
- دراسات (Derasat) .. أربع مقالات للدكتور خالد الرويحي
- القوة - مقدمة
- وهم تحرر الإنتلجنسيا .. منطق النقض
- وهم تحرر الإنتلجنسيا .. طائفة الخارج [3]
- وهم تحرر الإنتلجنسيا .. طائفة الخارج [2]
- وهم تحرر الإنتلجنسيا .. طائفة الخارج [1]
- نقد عولمة الرفيق النمري
- نقد [العولمة] .. لسعاد خيري (14)
- نقد [العولمة] .. لسعاد خيري (13)
- نقد [العولمة] .. لسعاد خيري (12)
- نقد [العولمة] .. لسعاد خيري (11)
- نقد [العولمة] .. لسعاد خيري (10)
- نقد [العولمة] .. لسعاد خيري (9)
- نقد [العولمة] .. لسعاد خيري (8)
- نقد [العولمة] .. لسعاد خيري (7)


المزيد.....




- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...
- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - موسى راكان موسى - القوة - الثقافة