أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - القيم ومفهوم الإيمان ح2














المزيد.....

القيم ومفهوم الإيمان ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4989 - 2015 / 11 / 18 - 01:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في الحلقة الأولى توصلنا إلى فهم مقدمات الإيمان والأسس الذاتية له من خلال عنصري الإدراك والتقييم ,وأنتهت النتيجة على أن الإيمان ليس قانونا ولا هو قيمة قياسية تتحكم بها عوامل التجريد والعمومية بل هو مفهوم مرن متبدل ومتغير ويعتمد في كثير من حقائقه التكوينية على جملة من العوامل الفاعلة والمنفعلة بالزمان والمكان والظرف الذاتي للمؤمن أو ناكره , وبالتالي قد يكون مدى قاعدة الإيمان حتى عند الفرد الواحد متسعا لأبعد الحدود وقد يتقلص أيضا للحد الأدنى الذي بعده بدرجة تختفي ملامح الإيمان بناء على الظرفيات والعوامل المحيطة وتأثر مديات الإدراك وفاعلية التحسسات والإحساسات العامة والخاصة .
نصل في هذه النقطة لموضوع أهم وهو دعوة بعض المؤمنين إلى وضع قواعد وقوانين ملزمة لكل الأفراد كي يكونوا على مستوى مقبول من الإيمان بنظرهم كي يصنفوا على وجه واحد , هذه النظرية أو الفكرة التي يزعم كثيرون وخاصة ممن يرى في نفسه حد أعلى للإيمان مخالفة للقواعد الإيمانية الأساسية التي يطلبها من وضع الفكرة وخاصة الدينية وطلب من الناس أن تبدأ بالتفكر بها والتدبر في معطياتها لتكون قاعدة تقييم بموجب قواعد الإدراك الذاتية وقواعد التقييم التي يحتفظ بها الفرد , فهي أي قواعد الفكرة الدينية مثلا لا تعامل الإنسان كشخص كامل بجميع جوانبه الحسية والذاتية والموضوعية , بل تخاطب إدراكه أولا وتطلب من الإدراك أن يهضم هذه الفكرة بمقاربات ومقارنات مستخدما مزيجا من القيم والمعلومات الفطرية والمكتسبة كي تقوده العملية بالنهاية إلى الإيمان بها لتتحول لاحقا إلى أداة تقيميه حاكمة .
الدعوة إلى تبني منطق حاكم ليكون مقياسا للإيمان يتنافى مع القاعدتين الأساسيتين في التقييم التي تكلمنا في المقدمة عنهم ,كما تتنافى من كونية الإيمان كونه خطاب عقل لعقل وبالتالي كون العقول تخضع في غالب تصرفاتها إلى عوامل الأكتساب والتأثر والتحول المرتبط بالمقدمات والمعطيات التمهيدية له , فلا يمكننا بناء قاعدة ثابتة على جسم متحرك وهذا ما يحسم موضوع الإيمان دون أن يتعلق بأركانه الأساسية التي تكلمنا عنها أيضا , وحتى في النصوص الدينية نرى أن طريقة تعاملها مع قضية الإيمان تنطلق من هذه القاعدة وهي محاولة الاحتكاك الدائم أو ما يسمى الذكر والمذاكرة لمعرفتها أن كثرة الاحتكاك بين الذهن المدرك وبين النص الإيماني سوف يحافظ على ثبات نسبي أو لنقل على واقعية الرؤية الإيمانية في حدود شبه مستقرة خوفا من التبدل أو التغيير .
فمن يفرض شكلية وكيفية للإيمان على أنها مقياس أو على أنها تقييم سيؤدي بما يقيس إلى حصره بقالب جامد وبالتالي ستكون الانفعالات والإحساسات التي تنتج لعوامل داخلية وخارجية طبيعية أو متوقعة خارج هذا القالب مما ينتج منه ما يلي :.
• ضرب مفهوم الإيمان كونه فعل عقلي حسي مشترك .
• تحييد قضية التطور والتبدل والتغيير مما يضع قضية الإيمان في خانة الجمود .
• تضييق في المفاهيم الطبيعية لعلاقة الإنسان ككائن مفكر ومنتج للفكر مع أصل الفكرة التي يبنى عليها الإيمان .
• تبني منهج الإعتباطية المزمنة بدل الخضوع للمنطق العلمي لماهية التقييم والإدراك .
القضايا هذه ليست بالقضايا التي يمكن التساهل معها أو تجاوزها على أنها قضايا ثانوية لأن الواقع العقلي يفرض حقيقة أن الإيمان بالأفكار يبدأ صحيحا عندما تكون قواعد إدراكه وتقيمه صحيحة وموافقة للنظام العقلي السليم , من هذا المنطق نقول أن أي إيمان بني على التسليم والتساهل في تبنيه أو رفضه ولم يجري له فحص تقييمي وقياسي سيكون إيمانا طارئا غير قادر على أن يتبنى النتيجة التي من أجلها جاءت الفكرة المطلوب الإيمان بها , وستكون عوامل الدس والتحريف والتزييف والخروج قابلة أن تطبق بسهولة على موارد الفكرة كما أن تطبيقها بالشكل الذي ينقض الإيمان سيكون سهلا تماما, لذا فعدم القدرة على المجابة ستكون النتيجة الطبيعة للمؤمن السطحي مما يقوده للإفراط المتعصب لها أو التفريط اللا مبرر أيضا عندما تزاحمها فكرة أخرى .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيم ومفهوم الإيمان ح1
- ماذا كسب الإسلام وماذا خسر الكافرون ؟.
- الإرهاب والديمقراطية وحقوق الإنسان
- ترانيم للجدة الحكيمة
- العمل مفهوم ذاتي
- دين النص ودين التأويل _ ح3
- دين النص ودين التأويل _ ح2
- دين النص ودين التأويل _ ح1
- من حكايات الصباح وتراث الجدة
- هل تنجح الديمقراطية في رشدنة العقل العربي
- الديمقراطية والعقل العربي _ ح2
- الديمقراطية والعقل العربي _ ح1
- أخبار جدتي الحكيمة والرب
- الدين والدنيا ح3
- الدين والدنيا ح2
- الدين والدنيا ح1
- العراق بين مطرقة الفوضى السياسية وسندان التخبط الأقتصادي _ ح ...
- العراق بين مطرقة الفوضى السياسية وسندان التخبط الأقتصادي _ ح ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...
- الفكر الإسلامي والاختزالية بين دائرة المقدس الطبيعي والمقدس ...


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - القيم ومفهوم الإيمان ح2