مظاهرات الإسكندرية هي حلقة في مسلسل لعبة الدين والسياسة

سامي سعد عزيز

الحوار المتمدن-العدد: 1364 - 2005 / 10 / 31 - 10:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

مع كثافة نشاط التيار الإسلامي قبل الانتخابات البرلمانية وسعيا لتطبيق الشعرات التي يرفعونها من كون أن الإسلام هو الحل واستغلالا للتخمة الدنية التي تتواجد خلال شهر رمضان سياسيا , وتهيئة وتعبة اكبر قدر من الجماهير ورائهم واستكمالا لمسلسل استغلال الأوضاع الراهنة , التي سمحت له ولأول مرة حرية التحرك السياسي داخل الشارع المصري و استعراض قوته أو عضلاته والنفاذ إلي الفئات العامة من الشعب متخلصا من تلك القيود التي كثيرا ما أشاع إنها تفرض علية وتشل حركته, باعتباره تنظيم لا يتمتع بالشرعية القانونية على الساحة السياسية . و بالرغم من هذا الظهور, إلا أن التوجه الأساسي للشعب المصري لم يتعاطف إلا مع الحركات الشعبية الوطنية غير الطائفية مثل حركة كفاية . الأمر الذي أدى به إلى الغوص في المناورة ومحاولة الاقتراب من الحركة الشعبية ( كفاية) و لكن نتيجة الرؤية الواضحة والوطنية لعناصر هذه الحركة فقد تم رفض ذلك . لذا فقد كانت الخطة البديلة لدى هذا التيار هى أن يتجه إلى تكوين العديد من الجبهات, ويعقد العديد من الاجتماعات, ولكن المحصلة النهائية لجميع تحركاته كانت إظهار الحجم الحقيقي للقوة التي يدعيها هذا العملاق الوهمي والتي نجح في ترسيخ صورة له بين القوة السياسية المختلفة تظهره وكأنه قوة قادرة على المنافسة وتقرير أو حسم نتائج أي أحداث سياسية إذا سمح له بالعمل السياسي ,و لكن ما أتضح لغالبة المحللين السياسيين والقوة السياسية يدل على إنهم رغم امتلاكهم قدرات تنظيمية قادرة على التحرك ,إلا إنهم ليسوا بهذه القوة العملاقة التي نجحوا أن يرسموها لنا بل وصل الأمر إلى القول إنهم لا يمثلون قوة حقيقية . لذا فان انتخابات مجلس الشعب هي الحلقة القادمة التي يمكن أن يلعب على ساحتها لتعويض صورتهم . وها هم يقومون بإطلاق مظاهرات حماسية ضد الكنائس والأقباط من خلال العناصر المرتزقة والمكتسبة لصفات دينية تمثل مواقع رسمية بحكم وظائفهم كأئمة مساجد تابعين لوزارة الأوقاف وهي احد الوزارات الحكومية .
فقد حدثت أول حادثة واني متأكد إنها مدبرة مخططة منذ فترة وإنها لن تكون الأخيرة من نوعها في احد المحافظات التي يتمتع هذا التنظيم الإسلامي بقدرات تنظيمية كبيرة – محافظة الإسكندرية- حيث تم إطلاق شائعة عرض احد الكنائس عرض تمثيلي يسخر من الدين الإسلامي . ونتيجة استغلال التجمعات الإسلامية الكبرى بالمساجد خلال شهر رمضان وصلاة الجمعة , فقد تجمع وبسرعة البرق أكثر من 3000 مسلم في مظاهرة أمام أحد الكنائس . و هذه ليست المرة الأول لسماع مثل هذه الإشاعة , حيث إني فوجئت منذ أربعة اشهر بنفس الحكاية من احد الأشخاص المنتمين إلى هذا التنظيم . والسؤال هنا لماذا لم تتم هذه المظاهرة منذ الأربعة اشهر الماضية . إن الأمر لا يتعدى إلا محاولة استغلال الدين لتحقيق أهداف ومأرب سياسية لجماعة أو أخرى ,عن طريق إثارة المشاعر الدينية بواسطة شائعات غير صحيحة . و بالطبع فالجانب المسيحي بعيد كل البعد عن مثل هذه الشائعات , فالمسعى الأساسي للجانب المسيحي هو العيش طبقا لقواعد المواطنة القائمة على حرية حركة المواطن في اتجاه إثبات وجودهم في إطار المجتمع المصري بحيث تتجاوز هذه الحركة الانتماءات الأضيق إلى الانتماء الأرحب أي تجاوز الانتماء للأشكال الأولية للمجتمع إلى الجماعة الوطنية, ومن ثم تحقيق دولة المواطنة .وعليه تصبح المصلحة العامة المشتركة هي العامل الحاسم فيما يحرك الجانب المسيحي

الأمر الأخطر من اللعبة السياسية الني يمارسها التيار الإسلامي هي إقحام دور العبادة و القائمين عليها في مثل هذه اللعبة الصفرية . فقيام مظاهرة أو مسيرة تأييد للفلسطينيين بعد صلاة الجمعة وعملية التعبئة التي قد يتبناها المصلين أثناء الصلاة وخطبتها, أمر مقبول ليس فقط ذلك, بل أيضا يمكن أن يشارك فيها أبناء الوطن مسيحي ومسلم
ولكن استغلال دور العبادة في إثارة العنف ضد الأقباط ودور عبادتهم يفتح الباب امام تساؤلات عدة :
هل الجوار الهيكلي والبنائي لدور العبادة هو تأكيد على التآخي و هو ما يزخر به الأعلام المصري يفتخر به بعد أن حرص الشقيق الإسلامي على زرع مسجد بجوار كل كنيسة
ما هو دور خطبة الجمعة
إلى من ينتمي ولاء الخطيب
في حالة تعصبه وتكرار أخطائه من يحاسبه ؟و هل يكمن من الأساس محاسبته ؟و هل تكون المحاسبة بالنقل من مكان إلى أخر؟و هل هذا هو نوع من المحاسبة أم نوع من المعونة على نشر فكر متطرف متعصب لا يقبل الأخر ؟ الأسئلة كثيرة ولكن الإجابات ضامرة تحت الصدور .فيا قادة التيار المبجل ,ويا أيها القائمون على دور العبادة الإسلامية تعقلوا قبل أن تهدموا وطنا عنينا كل المعاناة في محاولة بناءه و لن تثنينا أبدا محاولاتكم عن سعينا إلى تحقيق المواطنة و حقوقنا

#سامي_سعد_عزيز (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات