أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - مصالحة ام وفاق وتوافق . . ام ماذا ؟ 1 من 2















المزيد.....

مصالحة ام وفاق وتوافق . . ام ماذا ؟ 1 من 2


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 1364 - 2005 / 10 / 31 - 10:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تتواصل الحياة في البلاد شاقّة طريقها بين الجهود الخيّرة الساعية الى الأستقرار والى مستقبل افضل، وبين انواع النشاطات والجهود التي تحاول اعاقة المسيرة . . من انانية ومحاولات احتكار وتعنّت، الى اعمال الأرهاب والقرصنة واللصوصية والفساد. وفيما تتواصل مسيرة الآمال والآلام، تتكشف بتواصل وتسارع حقائق جديدة عمّا جرى ويجري، وتتكشف براقع جديدة عن حقيقة الأعمال المحمومة الجارية وعن حقائق تستجد بفعل استمرار تغيّر ميزان القوى داخلياً وخارجياً، وعلاقة ذلك بالأعمال المحمومة التي تستهدف البلاد والتي قد تهدد بالأستمرار والتصاعد، وتهدد باستمرار المعاناة والآلام .
وفيما تريد القوى العظمى تحقيق مصالحها بتحقيق استقرار سياسي سريع باقل الأثمان الممكنة لها لضمان مصالحها، ويدفع القسم منها الى ان تكون البلاد الجبهة المتقدمة لمكافحة الأرهاب في العالم . ويحاول قسم آخر منها الى جعل العراق رأس رمح ونقطة وثوب لتغييرات عميقة في المنطقة، وتريد قوى اقليمية جعل العراق جبهة حرب جديدة بين فرس وعرب او بين سنة وشيعة في عموم المنطقة . . دون حساب نزيف الدم العراقي المتواصل بلا انقطاع .
فان على القوى الوطنية ان تنظر الى الأستقرار من زاوية تحقيقه المطالب الأكثر الحاحاً للشعب العراقي واوساطه الكادحة بكل اطيافه القومية والسياسية والدينية والطائفية، ومن زاوية ضمان ديمومة استجابة الشعب لخطط تطوير البلاد اللاحق ورفاهها، في وضع لابد للقوى الوطنية وللحكم مواجهته، ان ارادت ان تحظى بشعبية وبالتالي بقابلية على الأستمرار و المواصلة .
على اساس ان الديمقراطية لاتنحصر باقامة حكم برلماني اتحادي، على اساس بناء الدولة الحديثة الموحدة، بآلية تقسيم السلطات لتطوير وتحسين فاعليتها وتفاعلها واطلاق طاقاتها، بالترابط مع ايجاد الآلية الأقوى للدولة الحديثة على اساس اتحاد مكوناتها وليس تمزيقها وتفتيتها . . فحسب . وانما تعني القضاء على الأرهاب، الفساد، ووضع حد لمخاطر تفاقم الطائفية، ونظام المحاصصة الأثني والطائفي، واعتماد اسلوب الشفافية ومصارحة القوى والفعاليات الوطنية وعموم الشعب .
وعلى اساس ان الديمقراطية ليست شعاراً رنّاناً، وانما تعني امان وعمل وخبز وتعليم ودواء، وضمان لمستقبل منظور وتساوي المواطنين رجالاً ونساءاً بالحقوق والواجبات . . والبدء بأجراءات عملية لمكافحة الفقر وايجاد حلول للبطالة والقيام بانواع التأهيل للأستخدام في فرص عمل جديدة، مواجهة الجريمة المنظمة ومن اجل القضاء على الأسلحة وعلى تهريبها واسواقها السوداء وتحريم المخدرات والتجارة بالرقيق الأبيض وايجاد حلول لمشاكل الدعارة، وتطوير العملية الثقافية، وخدمات القضاء ومحاربة الفساد . .
من جهة اخرى يرى عديدون ان معدّل الوعي الأجتماعي لعراق اليوم ومرونته واستعداده للتطور والتفاعل ورغم كل التشوهات والجراحات والرعب، لايقاس بمعدل الوعي في عراق العشرينات حين تاسست الدولة العراقية، حين لم تكن اوساط المتعلمين واضحة، وحيث لامدارس ولا دورومعاهد علم وادب ولاشبكة واسعة من ممارسي السياسة ولانسبة كبيرة ممن زاروا وعاشوا في دول اخرى سواء كان في الجوار او في بقاع العالم وحضاراته وثقافاته الأكثر تفتحاً وغنى .
في زمان يتوسع الأعلام الذي يصل العراقيين، سواءاً كان صحفاً وراديو او فضائيات او انترنت . . الأمر الذي يدعو الى وضع حلول لجراحه المتنوعة كي يستطيع تمييز الغث من السمين، التي اضافة للأمور الأساسية السابق ذكرها . . قضية ايقاف كبار المجرمين عند حدّهم ومعاقبتهم عمّا جنت ايديهم، تعويض الأوساط الواسعة المتضررة مادياً ومعنوياً ومصيرياً، وليس ما مضى قد مضى وعفى الله عما سلف، اوالمصالحة بتقبيل اللحى بين جزاّر سارق متجبّر، وبين صاحب حق سُلب حقه وضاع عمره ولايزال يركض من اجل عيش الكفاف او من اجل قوت لايموت . .
وعلى ذلك الأساس، فان معاقبة كبار مجرمي الدكتاتورية ليست مسألة ثأرية لما مضى، وانما مسألة غاية بالأهمية لتصليب ارض الواقع الذي نقف عليه اليوم . . ولوضع حلول للتوترات الأجتماعية العنيفة وللأحتقانات وتأثير الفقدان والآلام والخسارات التي اوقعوها بالبلاد وبأبنائها وبناتها وبالتالي بشخصية الفرد، والتي ان لم تعالج ستستمر بفعلها المدمّر مؤدية الى استمرار وتفاقم مشاعر النقمة تجاه كل من يأتي الى الحكم حتى بالتصويت وليس بالدبابات من جهة ، ومن اجل اثبات مصداقية الحكم الجديد ومصداقية صفحته الجديدة التي يفتحها، والضرورية لأقناع وكسب الشعب ورموزه الشاخصة، الشعب الذي بدونه لايمكن الحديث عن قيمة لأنتخابات اوتصويت ودستور، من جهة اخرى .
ومن ذلك، فان المباشرة بالبدء بمحاكمة صدام، تعكس اضافة الى اهميتها الكبيرة في محاكمة اول طاغية عربي علناً وعلى الهواء، وكونها مؤشراً واضحاً على بداية هبوب رياح مدنية وتحديث على المنطقة . . فانها تعني عزل الدكتاتور البائد وبالتالي رموزه ومجرميه وامّعاته عن العملية السياسية وجهود التوافق الجارية، وهي دعوة واضحة لـ (رفاقه) لأدانة سلوكه الأجرامي المدمّر بحق الشعب العراقي بكل اطيافه، بحق شعوب المنطقة وبحق القضية العربية التحررية النبيلة .
ويتسائل كثيرون، الم يحن الوقت لأدانة صدام وطغمته من قبل حزبه ؟ ولبذل اجراءات تعبّر عن حسن النية وعن الرغبة الحقيقية للسير على اساس الأرضية الجديدة في البلاد، في ظروف يرى العديدون فيها ان ارض المنطقة وليس العراق فحسب تضيق بدعوته، وتزيد الألحاح عليه باعادة النظر بـ (رسالته الخالدة)، التي جرّبت سلطتها واكتوت بنارها وبـ ( جماجمها والدم)(1) . . في وقت تستدعي حاجة البلاد فيه ايجاد لغة جديدة لمواجهة الواقع الصعب القائم ان اريد فعلا المشاركة لمواجهته، والسير في الطريق المفضي الى الأستقرار وتحقيق السيادة الوطنية وانسحاب القوات الأجنبية .
بدل استمراره منتظراً قائده السجين وعلى اساس ادّعائه تمثيل مصالح شرائح عراقية، مستمراً بذات النهج الذي لم يلمس منه تغيّر بل لايلمس منه الاّ الأمعان به، وعلى ديدنه القديم الجديد بالتلون، وصولاً الى محاولته الآن التدثّر بعباءة الطائفية، بعد ان تدثّر بالوحدة العربية وبالحرية ثم بالأشتراكية . . الأمر الذي عبّر عنه (القائد الضرورة) مجدداً من قفصه وبكل كذبه ووقاحته المعهودة، بقرآنه وادعائه الكاذب بالتقوى والخير (كذا) وبالعقال العربي الذي مرّغه بلا ضمير بالوحل وبدماء الأحرار وبتراب المقابر الجماعية وضحايا حلبجة والأنفال . . .
مذكراً بشريط وقاحته وكذبه المتسلسل من ؛ راية الثورة العربية، وسام خوزيه مارتيه، جمداني البيشمه ركة على رأسه في زيارته قلعة دزة (2)، الى استجارته المسرحية بـ (جده) الأمام الحسين في انكسار المحمرة(3)، كتابته القرآن بدمه، الحملة الأيمانية، الى (جيش محمد) الذي شوّه الراية المحمدية و(المقاومة الشريفة) التي لا تستهدف وتقتل الاّ المدنيين العراقيين العزّل والكادحين والباحثين عن عمل شريف، ولاتفرّق باستهدافهم سواء كانوا رجالاً ام نساءاً اواطفالاً . .
ويرى قانونيون ان ادانة حزبه له سيكون اضافة الى تاثيره الوطني المار الذكر، وتأثيره في سبل التعويض عما تدمّر والتعويض عن الفقدان والخسارة والتعويق الذي اصاب ابناء وبنات البلاد بسبب سياسة التعذيب والأرهاب والموت الجماعي . فانه سيعزل الطاغية ومجرميه ويفرزهم عمن انخدع او اجبر على الأنتماء اليه . . وستترتب عليه قضايا حقوقية تساعد مساعدة كبيرة على الغاء الديون التي تتكبدها البلاد جراّء حماقاته، وعلى ايجاد حلول لمشكلة محاولات اجبار البلاد على دفع التعويضات عن مسؤولية اشعال الحروب وما تسببت من خراب على دول الجوار .
ويتسائل عديدون، هل هناك من يطمع بجعل صدام وحزبه احتياطي وهراوة تدام لترفع عند الحاجة اذا ضاق الخناق عن الزرقاوي مثلاً، او اذا ما تغير ميزان القوى العسكري لصالح السير على اساس تعميق السبل السياسية السلمية لتحقيق الوحدة الوطنية وبالتالي تقوية واستقلالية الموقف الوطني العراقي ؟! . (يتبع)

30 / 10 / 2005 ، مهند البراك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع قصيدة عماش المحورة المقتبسة :
(بعث تشيده الجماجم والدم تتحطم الدنيا ولايتحطم)
(2) كان ذلك عام 1980 ، حين القى خطاباً قال فيه ( البيشمه ركة اخواني ؟! ساتعلم كردي وان شالله
السنة القادمة ازوركم واتكلم واياكم كردي ؟! ) .
(3) كانت تلك التمثيلية الساخرة والحزينة تنقل على شاشات التلفزيون التي نصب عدد من شاشاته
الكبيرة على سور الصحن الحسيني، عام 1982 ، لغرض نقل مشهد تشبث صدام بيديه بشباك
ضريح الأمام الحسين وهو يدمع دموع التماسيح (مستنجداً) بقوله : " جديّ كليّ شسويّ ؟ "
ـ جديّ قلْ لي ماذا اعمل ـ ليكن شارة بدء آلاف الأفراد من وحداته الخاصة ومن فرق الأعدام التي
كانت تطوّق الضريح بالهتاف واجبار الناس الذين حشّدوهم بفوهات الرشاشات والمدافع الرشاشة
بترديد : (ابو عدي لاتهتم . . ابوعديّ لاتهتم ! )



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدستور والواقع والآمال في العالم العربي !2من 2
- الدستور والواقع والآمال في العالم العربي !1 من 2
- الدستور . . والمتغيّرات 2من 2!
- الدستور . . والمتغيرات ! 1 من 2
- لا . . لالحرب خليج مدمّرة جديدة !
- العراق بين المكوّنات وصراع القوى العظمى والأقليمية ! 2 من 2
- العراق بين المكوّنات وصراع القوى العظمى والأقليمية !1 من 2
- هل ستوّحد مجزرة الجسر العراقيين مجدداً !
- ! الدستور بين السعي لمستقبل افضل وبين السعي لأحتواء الأزمة
- في مسار صياغة الدستور . . مخاطر وآفاق !
- في اسباب التشوهات الأجتماعية في العراق وسبل الأصلاح ! 5 من 5
- صياغة الدستور والأخطار المحدقة !
- في اسباب التشوهات الأجتماعية في العراق وسبل الأصلاح ! 4 من 5
- في اسباب التشوهات الأجتماعية في العراق وسبل الأصلاح ! 3 من 5
- في اسباب التشوهات الأجتماعية في العراق وسبل الأصلاح ! 2 من 5
- في اسباب التشوهات الأجتماعية في العراق وسبل الأصلاح ! 1 من 5
- الدستور . . والآمال المنتَظَرة ! 2 من 2
- الدستور . . والآمال المنتَظَرة ! 1 من 2
- وداعا جورج حاوي ! 3 من 3
- وداعا جورج حاوي ! 2 من 3


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - مصالحة ام وفاق وتوافق . . ام ماذا ؟ 1 من 2