أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد الخميسي - المسألة القبطية وماجرى في الاسكندرية














المزيد.....


المسألة القبطية وماجرى في الاسكندرية


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 1364 - 2005 / 10 / 31 - 10:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مؤسف جدا كل ما حدث في الإسكندرية مؤخرا من تهجم على الكنائس وإتلاف واجهاتها ومحتوياتها ، وتخريب وسرقة محلات المسيحيين وحرق سياراتهم والتعدي على المستشفيات لقبطية، وسقوط قتيل ، وإصابة عدد كبير بجراح . والأكثر مدعاة للأسف ما قررته نيابة شرق الإسكندرية من ضبط 35 زجاجة مولوتوف وبعض الأسلحة البيضاء من سكاكين وجنازير، فطبيعة هذه الأدوات التي استخدمت تدل على تعبئة وشحن نفسي مسبق . والآن علينا أن نتخيل سبعة آلاف شخص يتواثبون بهذا العنف وهذه الأسلحة إلي أماكن العبادة ، لكي ندرك حجم الترويع ، وعمق الأسف والألم الذي أثارته الأحداث، ماذا لو تم ذلك مع جامع أو مسجد كبير ؟ . أما الكلام عن مسرحية عرضت منذ عامين ليوم واحد فقط داخل كنيسة مغلقة ، فإنه لا يصلح مطلقا لتبرير العنف . كان من الممكن التقدم بشكوى إلي شيخ الأزهر ، أو البابا شنودة ، والتحقيق في الأمر ، ومعاقبة المسئولين عنه إذا كان في المسرحية ما يمس مشاعر المسلمين ، لكن أن يصبح العنف وسيلة لحل خلافاتنا خاصة في مجال الدين ، فأمر لا يمكن تبريره ، ولابد من مواجهته . أقول إن ما جرى شئ مؤسف جدا ، وهو تعبير مهذب ومقتضب عن مشاعر كثيرة أحسها من شاهدوا لقطات الهجوم الكبير . لكن لا الأسف يحل المشكلة ، ولا استنكار الغوغائية ، ولا شعور الأسى الذي يعبر عنه كبار المسئولين عن المؤسسات الدينية ، ولا الحديث الذي يلوذ به المثقفون حول " الوحدة الوطنية " ، و" الهلال والصليب " . وبعبارة أدق فإن المشاعر الطيبة ، والخطابات التي تستعيد ذكريات النسيج المشترك ، لن تنفع الآن بشيء . فما الذي يبقى من النسيج بعد أن تمزقه الخناجر والجنازير؟ لقد أصبح من الضروري للغاية أن تتدخل الدولة بشكل حازم من ناحية ، وأن يتحرك المثقفون في اتجاه مختلف من ناحية أخرى . لقد قلت إن الوسائل المستخدمة تدل على حجم العنف ومشروعه ، الأخطر أن من بين الذين ألقت النيابة القبض عليهم عددا من المتعلمين ، أي أن مشروع العنف بوسائله ومادته البشرية يتخطى حدود الفئات الغارقة في ظلمة الجهل ، وأن ما جرى ليس حالة مفاجئة ، أو تعبير عن مزاج فردي ، لكنه حدث يحمل سمات أوضاع تتكرر ، تقع كل مرة بصورة مختلفة ، لكن بقاسم عام مشترك فيما بينها . أصبح من الضروري أن تتدخل الدولة ، أولا لتغيير برامج التعليم ، لأن أولادنا يرضعون التعصب منذ الصغر ، ويرضعون الشعور بالانفصال عن الآخرين ، بسبب غياب البرامج التعليمية المشتركة التي تغرس في التلاميذ من الجانبين أن تاريخ مصر تاريخ مشترك، حافل بالمساجد والكنائس، وحافل بصور الكفاح والبناء المشترك مع أخوتنا المصريين الأقباط . أيضا لابد من التفكير في مادة ، تعلم التلاميذ من الجانبين أن الله هو الرحمن الرحيم ، وأن الله محبة وأن تجد هذه المادة ما هو مشترك بين الرسالتين السماويتين من تعاليم دينية وأخلاقية . ومن دون مراجعة لبرامج التعليم ، سنظل نسمع أن مدرسا قال لتلاميذه في الفصل : " كل مسلم سيدخل الجنة ممتطيا مسيحيا " ! وسنظل نقرأ أن مدرسا قال لتلاميذه من اعتقد أن الأرض تدور حول نفسها فهو كافر ! . لابد من مراجعة برامج التعليم ، وكيفية تأهيل المدرسين . ولابد أيضا من وقفة مع شيوخ الجوامع الذين لا يكفون في خطبهم عن إثارة الفرقة ، وزرع الكراهية للآخرين ، والتصريح بأن " من ليس منا فهو كافر " . لابد من مراجعة لبرامج التعليم ، ومراجعة كاملة لما يتلقاه أئمة الجوامع من علم ، لأننا في واقع الأمر أمام حالة اجتماعية وتربوية وثقافية عامة ، لن تنفع معها سوى رؤية بعيدة المدى تتبناها الدولة، إذا أرادت الدولة أن تشذب أشواك الشر . ويظل على المثقفين واجب الدعوة لمؤتمر ، وأكثر من مؤتمر ، ليضعوا بعد نقاش مطول توصياتهم صراحة بهذا الشأن ، مع طرح المشكلة كما هي، دون تمويه على أوضاع الأقباط ، أو تجميل للواقع القبيح الذي يولد التعصب فيه من رحم الجهل والفقر والتخلف . وإذا استطاع المثقفون أن يعقدوا مؤتمراتهم بهذا الشأن فإنهم سيشكلون قوة ضغط قادرة على أن تقود الدولة إلي تبني استراتيجية حقيقية لنزع جذور الإرهاب. فلم يعد رش الماء على حد السكين يصلح شيئا ، ولم تعد الطبطبة على الآخرين تنفع ، ولا يجدي قولنا كل مرة : " معلش يا جماعة .. احنا مع بعض آهو " . نحن في أشد الحاجة إلي برامج تعليمية مختلفة ، وأئمة جوامع مختلفين ، وإزالة كل القوانين التي تكرس للتفرقة داخل الدولة ، لأن ربنا لم يمنحنا سوى وطن واحد ، أيا كان هو كل ما نملك ، وعلينا بكل ما نملك أن نصونه ونحميه ، ليغدو – ولو في أحلامنا - أجمل الأوطان .



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللحظة الحرجة
- علاء الأسواني وروايته التي أثارت ضجة
- هي وأخواتها علماء العراق
- الرواية اليوم
- الانهيار الاقتصادي عصر مبارك
- الثورة مع الاستعمار
- فاجعة مسرح بني سويف
- نجم .. من الذاكرة !
- جغرافيا الفكر والثقافة
- رواية الصحن لسميحة خريس
- أقلام وأوراق
- جابريل جارثيا ماركيز - قصيدة عن الحب
- كنت في شرم الشيخ
- هذه الرواية - نادي القتال
- الفساد جملة واحدة مستمرة
- الليبراليون العرب .. من يخدعون ؟
- أدباء مصريون من أجل التغيير .. موقف أم وجود ؟
- الرقابة والثقافة في مصر
- مسيحيون من أجل القرآن
- حديقة - قصة قصيرة


المزيد.....




- 80 ألفا يؤدون صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان في المسجد الأ ...
- بأنشودة طلع البدر علينا.. استقبال وفد من رجال الدين الدروز ا ...
- كابوس في الجنة: تلوث المياه يهدد جزر الكناري!
- تعرف على 10 أهم بنوك إسلامية في أوروبا وأميركا
- حماس: اعتداءات المستوطنين يستوجب موقفا اسلاميا حازما
- حماس: منع الاحتلال اعتكاف المصلين للمرة الثانية في المسجد ال ...
- على أنغام -طلع البدر علينا-.. وفد من رجال الدين السوريين من ...
- شاهد.. الزعيم الروحي للدروز يتهم الإدارة السورية بالتطرف
- قوات الاحتلال تقتحم مناطق بالضفة وتمنع الاعتكاف بالمسجد الأق ...
- بالصلاة والدعاء.. الفلبينيون الكاثوليك يحيون أربعاء الرماد ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد الخميسي - المسألة القبطية وماجرى في الاسكندرية