أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض حسن محرم - عن داعش ودابق وأحاديث آخر الزمان















المزيد.....

عن داعش ودابق وأحاديث آخر الزمان


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4987 - 2015 / 11 / 16 - 14:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تعرفت لأول مرّة على أفكار "شكرى محمد مصطفى" مؤسس تنظيم "التكفير والهجرة" بسجن المزرعة بليمان طرة فى 1979 عندما حصلت على مجموعة كراسات مكتوبة بخط اليد تحوى كتابات الرجل وأفكاره من "صفوت الزينى" أحد قيادات التنظيم " وكان أعضاء التكفير والهجرة هم الفصيل الجهادى الوحيد الذى يقبل إقامة علاقات ود وصداقة مع الشيوعيين"، وكانت تلك الأوراق تشمل على مجموع كتابات " أبو سعد" الإسم الحركى لشكرى مصطفى وأفكاره حول جاهلية المجتمع وكفر الحكام وجماعة المسلمين ( رسالة الحجيات – رسالة التوسمات- الخلافة) وتحتوى أيضا على ما يعرف بأحاديث آخر الزمان حول رجوع المسيح على رأس جيش المسلمين وقتله للدجاّل، ومنها جاءت فكرته فى تكوين الجماعة المسلمة والخروج بها الى أماكن معزولة فى كهوف الجبال للإخلاء بين الجماعة المسلمة وبين جيوش الكفر وذلك لتمكين الله من القضاء عليهم مجتمعين وذلك فيما ذكره عن التجرثم والقفز خارج التيار وبعدها تقع المعركة الأخيرة بالسيوف والعصى بين الجماعة المسلمة "مؤيدة بعشرة آلاف من أصفهان "و بين اليهود لينتصر المسلمون عليهم فى النهاية ويتم أخر الزمان بالإنتصار النهائى للمسلمين، هذه الفكرة بتمامها هى ما كرره " جهيمان العتيبى" حين أوضح فى رسالته " الفتن وأخبار المهدى ونزول عيسى وأشراط الساعة" حول ذات الموضوع ( قام جهيمان ومجموعته تحت إمرة صهره "محمد بن عبد الله القحطانى" باحتلال المسجد الحرام بمكة فى أول الفرن الهجرى "نوفمبر 1979" وإحتجاز المعتمرين بالمسجد كرهائن معتمدا على ما ذكر عن رسول الله " لا تقوم الساعة, حتى يملك الناس رجلا من أهل بيتي, يواطيء اسمه اسمي, واسم أبيه اسم أبى, يلوذ بالبيت هربا من أعداء الله" أخرجه أبو عمرو الداني والخطيب البغدادي عن عاصم بن النجود عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود، وقد قامت السلطات السعودية مستعينة بخبراء فرنسيين بضرب الحرم بالدبابات وإقتحامه)، وتكرر ذلك الزعم فى أدبيات الجماعات السلفية الجهادية كثيرا ولكن داعش حاولت تطبيقه فعليا.
تعتمد داعش فى دعايتها على رواية وردت فى صحيح مسلم " الذى يعتبره المسلمون السنة أصح كتاب بعد القرآن" عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق (منطقة تتبع أنطاكيا جنوب تركيا) أو بدابق (تتبع حلب شمال سوريا)، فيخرج إليهم جيش من المدينة (يرجّح أن تكون دمشق بحسب تفسير ابن كثير)، من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافّوا، قالت الروم: خلّوا بيننا وبين الذين سُبُوا منّا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله لا نخلّي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم فيُهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا (الذين يرتّدون عن الإسلام بسبب الفتن بحسب ابن كثير) أي لا يلهمهم الله التوبة، ويُقتلُ ثُلث هم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يفتنون أبدا، فيفتتحون قسطنطينية"، وفى حديث آخر (تغدر الروم وتجمع للملحمة فيأتونكم تحت ثمانين غاية (راية) تحت كل غاية اثنا عشر ألفا") وقد حرصت داعش على إحتلال قرية " دابق" المرشحة للمعركة النهائية وأطلقوا إسمها على موقعهم الإخبارى، وجدير بالذكر أن تلك الفكرة وردت فى الديانات الإبراهيمية الثلاث بصيغ مختلفة وإن كانت نتائجها وتفاصيلها مختلفة فاليهود مثلا يستندون إلى النص العبري الوارد في سفر الرؤيا 16 بأن المعركة المسماة معركة (هرمجدون) ستقع في الوادي الفسيح المحيط بجبل مجدون في أرض فلسطين، وأن المسيح سوف ينزل من السماء ويقود جيوشهم ويحققون النصر على الكفار، وقال النبي يوئيل- في العهد القديم عن هذا اليوم "انفخوا في البوق في صهيون، اهتفوا في جبلي المقدس، ارتعدوا يا جميع سكان العالم، يوم الرب مقبل، وهو قريب، يوم ظلمة وغروب، يوم غيم وضباب"، وحسب تصور داعش فإن هذه المعركة ستكون مقتلة عظيمة للغرب والصليبيين فتملأ جثثهم الأرض بينما يفنى معظم جيش المسلمين، وسبب هذه المعركة كما يرويها الداعية السلفى "محمد حسان" هو كثرة من أسلم من الروم وعندما يأتون لإستردادهم تقع المعركة.
فى الجانب الآخر فإن " الشيعة" لهم مروية تتسق مع فكرتهم عن الإمام الغائب يرددها حزب الله وكتائب أبو الفضل العباس والحرس الثورى الذين يحاربون الى جانب الأسد وتروى عن عودة المهدى ليواجه "السفيانى" المنحدر من بنى أمية والمتحالف مع الروم واليهود فى غوطة دمشق لتنتهى المعركة بانتصار المهدى وفتحه للقدس، ويعتمد الشيعة على حديث منسوب لعلى بن أبى طالب رواه الباقر جاء فيه: " إذا اختلف الرمحان بالشام لم تنجلِ إلا عن آية من آيات الله . قيل: وما هي.. قال: رجفة تكون بالشام يهلك فيها أكثر من مائة ألف، يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذاباً على الكافرين فإذا كان ذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب المحذوفة، والرايات الصفر تقبل من المغرب حتى تحل بالشام ، وذلك عند الجزع الأكبر والموت الأحمر. فإذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من دمشق يقال لها حرستا، فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس، حتى يستوي على منبر دمشق، فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي." وهكذا يحاول أتباع كل مذهب أو طائفة تعزيز مصداقيتهم ببعض الأحاديث والمرويات لشد إزر أنصارهم وإثبات أنهم وحدهم على الحق المبين وأنهم حتما منصورين بتأييد من الله.
تتسربل داعش بكثير من الأحاديث المروية عن الرسول ومنها ما يذكر أن طائفة من الروم يسلمون ويحسن إسلامهم ينضمون الى جيش المسلمين ويحاربون أعدائهم معا، وهو ما تفخر به داعش وتتقنه من تجنيد أوربيين وأوربيات الى جانبهم وتستعين بهم فى القتال ولوجسيات العمل الإلكترونى والترجمة وخلافه، تلك المنظومة من الأحاديث لم تستطع دار الإفتاء التابعة للأزهر إنكار صحتها خصوصا أنها موجودة فى كتب الصحاح ولكنها ذكرت أن داعش تحاول تسييس تلك الأحاديث باعتبارها أنها الفئة المنصورة لرفع معنويات مقاتليهم وإستقطاب آخرين الى تنظيمهم.
تعتمد أفكار داعش فى جوهرها على إستقطاب هؤلاء المحبطين من الحضارة الغربية ومن المجتمع المدني والتحول الى عالم من الرفاهيات تتوفر فقط للقادرين على الدفع وتتوجه الى الذين يحنون للعودة الى المجتمع البسيط البدائى الذى يتخلص من كل أشكار العبودية للمادة أو للبشر وتلك فئة عريضة فى العالم الآن، أذكر حين كنت أعمل بجنوب سيناء فى ثمانينات القرن الماضى أن كثير من الفتيات الغربيات القادمات من أوروبا وأمريكا وإستراليا وغيرها كن يرتبطن بشباب من بدو سيناء ويعشن معهم فى بيوت الشعر حياة بدائية يجمعن فيها الحطب ويرعون الأغنام، أذكر أن إحداهن أتت الى يوما بالمركز الصحى مصطحبة جملا لتسألنى إن كنت أستطيع تطبيبه، ولكنهن سرعان ما يسأمن هذا النوع من الحياة ويعدن أدراجهن، لكن ذلك لا ينفى كون أن داعش تستخدم الإقناع الإديولوجى بأفكارها المتشددة حول الإيمان بمجتمعها الأصولى التكفيرى مستخدمين هاشتاجات من نوع "دابق موعدنا" و "دابق ورب الكعبة"، يستوى فى ذلك ما يحدث فى المجتمعات الغربية من بعض المشعوذين الذين يدعّون الألوهية أو الرسالة ويجندون الأتباع ليخرجوا بهم للعيش فى الغابات مكونين مجتمعات بدائية مهووسة تستحل القتل والتدمير، فهل تكون دابق والرقة والأنبار هى نهاية تنظيم داعش الدموى، دعونا ننتظر.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خليل كلفت .. كيف تحمّل الجسد الضئيل كل كل ذلك العناء؟
- العلاقات المصرية الأمريكية..سكة اللى يروح ميرجعش
- على هامش نتائج الجولة الأولى ..هل بدأ عصر أفول الإسلام السيا ...
- سوريا .. بين المستنقع ولعبة المصالح
- روسيا .. الأكثر جذرية فى مواجهة داعش
- نظام سلطوى بملامح فاشية
- قراءة جديدة لإتفاقية كامب ديفيد
- بعد إنتخاب -جيرمى كوربين-.. حزب العمال لليسار در
- تحليل دور الإسلام السياسى واليسار والقصر فى الإنتخابات البلد ...
- أردوغان يعالج أزماته الداخلية خارج حدوده
- هل تحولت روسيا الى دولة إمبريالية؟
- دعوة للمراجعة
- بين داعش والصهيونية .. مقاربات أيديولوجية وممارسات وحشية
- تلك الأعمال الدرامية عن يهود مصر
- اليمن والمنطقة وتداعيات ما بعد العاصفة
- داعش .. أعلى مراحل الإسلام السياسى
- جيش الفتح .. ذراع القاعدة فى سوريا
- تلك الضجة المفتعلة حول بئر زمزم
- أمريكا تلعب دور المحلل بين السعودية وإيران
- إخوان كاذبون...حقيقة ما جرى فى عرب شركس


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض حسن محرم - عن داعش ودابق وأحاديث آخر الزمان