أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي طالب الملا - عوامل تكوين الشخصية الإرهابية . فطرة ام أكتساب ؟














المزيد.....

عوامل تكوين الشخصية الإرهابية . فطرة ام أكتساب ؟


علي طالب الملا

الحوار المتمدن-العدد: 4987 - 2015 / 11 / 16 - 12:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يعلل علم الاجتماع من خلال بعض علمائة ان الشخصية هى مجموعة من الانماط السلوكية التى يمكن ملاحظة تطورها وامكانية التنبوء بحدوثها والتحكم فيها عن طريق استخدام مبدأالتعزيز، في حين يرى البعض الأخر بان الشخصية بأنها مكتسبة ، وليست فطرية او موروثة ،وانه تجرى بلورتها وتطويرها من خلال الصراع الذى يخوضه الفرد فى سعيه لتحقيق هدفه الذى يسعى اليه وان العوامل التى تؤثر فى شخصيته وسلوكه هى الثقافة والعلاقات بين الافراد ،والبيئة الاجتماعية ككل لا يتجزأ وتسمى هذه الحصيلة المجتمعة بأسلوب الحياة ،وهو اسلوب يتميز الفرد عن غيره من الافراد . ومن خلال ما تقدم فان شخصية الارهابى تتأثر بعلاقاته مع الاخرين والبيئة الاجتماعية ،لانه سوف يكون له اسلوب خاص فى حياته لان البيئة لها دور كبير فى تكوين شخصيته فضلا عن الحالة الاقتصادية فأذا كانت سيئة سوف ينقاد بوسائل التعزيز لتحسين مستواه الاقتصادي . ويستند التفسير الارهابى الى الحديث الشريف الذى يرويه الشيخان " ما من مولود ألاَ ويولد على الفطرة " اى انه لا يوجد هناك مجرم بالولادة ،أو بالفطرة ، اي ان السلوك الارهابي والانحرافي يكتسب من خلال التربية ،والتعليم والتقليد ،كما يستند الى خروج على الفطرة السليمة والمألوفة من السلوك الانسان السوي ،اي انه سلوك شاذ ،
تعددت النظريات النفسية في الاراء والاتجاهات والنظريات التي فسرت العوامل النفسية للشخصية الارهابية واهم تلك لنظريات باختصار . ما توصلت اليه مدرسة التحليل النفسي و تعتمد أراء هذه المدرسة من منظور نفسى وذلك من خلال ان السلوك الارهابى يبدأ من حالة "الانا" واذا نجحت هذة "الانا" في السطوة النفسية " يتزن "السلوك وعاش الفرد متكيفا مع البيئة المحيطة به، أما في حالة فشلها فقد ينحرف السلوك فيصبح شاذاً أو أجراميا في اتجاهاته ، أي تكون هناك دوافع مكبوته في اللاشعور تعمل بطريقة بعيدة عن وعي الفرد وادراكه ويتم توجيهه بشكل منحرف، وهذا يكون حصيلة صراعات لا شعورية يتعرض لها الفرد خلال فترة طفولته المبكرة وتبقى في اللاوعي .والانسان تحركه غريزتان هما غريزة الموت وغريزة الحياة ،اللتان تمدانه بالطاقة الحيوية ، وبما ان غريزة الموت هدفها التدمير والقتل والتخريب وتفكيك الكائن الحي ،وانها تأخذ كل اشكال العدوانية والعنف ،وذلك من خلال الصراعات الداخلية التى تؤدي الى تدمير الاخرين عندما تتوجه الى الخارج،فنجد ان غريزة الحياة فأنها تكون مسؤولة عن كل ربط أيجابي في الحياة.
اما تفسير النظرية المعرفية تذكر ان الطريقة التي يفكر بها الارهابي غير منطقية وغير عقلانية وينعكس على سلوكه ، ويكون من خلال قتل الابرياء أو تفجير نفسه،ويكون تفكيره بعيد عن المنطق العقلاني ويعمل بالصورة الخيالية الموجودة في ذهنه وان ما يقوم به هو دفاع عن الذات. في حين تفسير النظرية السلوكية يقول ان السلوك الارهابي هو سلوك مكتسب يتعلمه الفرد من محيطه الذي يعيش فيه . وان للتقليد دور بارز في تعلم السلوك العدواني ويكون ذلك من خلال ما يلاحظه الفرد فى محيط الاسرة أو ما يشاهده في وسائل الاعلام المختلفة أو بواسطةالتقليد .اما تفسيرنظرية الضبط الذاتي تؤكد هذه النظرية أن الارهاب والعنف والجريمة ترجع الى ضعف القدرة على الضبط الذاتي الذي تكون غالبا نتيجة التربية الاسرية والاجتماعية . ويوضح العالمان "جوتفرسون" و"هيرشي" ان فقدان القدرة على الضبط الذاتي نتيجة غياب القوى الاجتماعية والتربوية التي تسهم في تدريب الفرد على الالتزام بالمعايير الاجتماعية والاخلاقية ، وهنا يكون المجرم الارهابي لا يقيم وزنا للنظام الاجتماعي ولا يكترث بما يصيب الاخرين من الام ودمار وقتل الابرياء .
في حين نجد تفسيرالنظرية الفسيولوجية والسلوك العدواني تؤكد ان التجارب أثبتت ان السلوك العدواني المتطرف ناتج عن زيادة عدد الكروموسومات الذكرية ،وهذا التغيير يكون على الذكور حصرا . ويؤكد العالم "ماتريدلي" عام 2001 "ان السلوك الاجتماعي ليست سلسلة خارجية من الاحداث تأخذ عقولنا وأجسادنا ، وقد برمجت الجينات لا لينتج عنها سلوك اجتماعي فحسب وانما لتستجيب لهذا السلوك" . أما العالم "ريدل" فقد فسر السلوك الاجرامي بقصور الضبط الذاتي وعدم القدرة على التكيف من خلال عدم قدرة المجرم على تحمل الاحباط ومقاومة الاغراء وعجزه عن مواجهة الحقيقة . ان النظرة الاجتماعية لظاهرة الارهاب تحتم علينا ان ندرك ما هي العوامل الاجتماعية التي تنتج لنا السلوك الارهابي ؟ والجواب ان هناك تفسيرات لنظريات اجتماعية فسرت السلوك الارهابي بأنه سلوك انحرافي منها، وتعتقد نظرية الانتقال الانحرافي ان الانحراف عن القيم الاجتماعية ،هو سلوك مكتسب ، وأن الطابع الاجرامي لمجموعة الافراد المنحرفين يساهم في أتساع دائرة الانحراف والاجرام عن طريق استقطاب أفراد جدد . أي ان الشخصية تكون مرتبطة بالبيئة التي يعيشها الفرد خلال مسيرته التطورية من خلال ادوار نموه المختلفة . ومن خلال ارتباطه بالمنحرفين عن طريق الصداقة والمودة والزمالة الدراسية .
وكان لنظرية القهر الاجتماعي تأكيد واضح بأن الانحراف ظاهرة اجتماعية ناتجة عن القهر والتسلط الاجتماعى الذى يمارسه بعض الافراد تجاه البعض الاخر ، مثلا الفقر يكون مرتع خصب للعمل الارهابي . لان الفقراء يولدون ضغطا ضد التركيبة الاجتماعية للنظام ،وهذا مما يؤدي بعضهم الى الانحراف نحو أتجاه أخر ،فالفرد الذي لا يصل الى تحقيق اهدافه عن طريق الوسائل المقررة أجتماعيا ،يسلك سلوكا منحرفا يؤدي الى تحقيق هدفه المنشود ، وهذا يكون من خلال التهديد لكسب المال أو السرقة أو القتل......الخ
ونختم بنظرية الضبط الاجتماعي وتعتقد هذه النظرية ان الانحراف ظاهرة ناتجة عن فشل السيطرة الاجتماعية على الافراد،وتعتمد هذه النظرية على تجارب "أميلي دروكهايم" الذي أكد أن الانحراف يتناسب عكسيا مع العلاقة الاجتماعية بين الافراد. فالمجتمع المتماسك يكون عكس المجتمع المنحل خلقياً



#علي_طالب_الملا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملف السلوكي للشخصية الإرهابية - نظريات وأساليب -
- مصطلح - الحرب على الاٍرهاب - صناعة الخطاب وتفكيك المحتوى ؟
- المواطنة في العراق تغييب الحضور والوعي معا !
- تشريع لقانون دفن جديد ! احمد الجلبي اولا ؟
- نجفية العبادي وكربلائية المالكي ! العمامة المؤقتة ام الحليف ...
- تقسيم كيري الجديد - دلالات جديدة ونتائج خطيرة -
- إصلاح الحسين - ع- والترجمة التي يجب ان تكون ؟
- ثورة الحناجر وغفلة الحناجر ؟
- مخاض العراق الوطني
- خطة العمل الروسية الإيرانية في سوريا والعراق -زواج المتعة ال ...
- خراب حكومة الدولمة !
- علي بن الحسين .. شهامتك تكفي .
- مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 9
- مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 8
- مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 7
- مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 6
- مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 5
- مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 4
- مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 3
- مظلومية الشيعة في العراق افتراء ام حقيقة ؟ 2


المزيد.....




- الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
- ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات ...
- إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار ...
- قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
- دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح ...
- كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع ...
- -كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة ...
- مدفيديف: لم نخطط لزيادة طويلة الأجل في الإنفاق العسكري في ظل ...
- القوات الروسية تشن هجوما على بلدة رازدولنوي في جمهورية دونيت ...
- الخارجية: روسيا لن تضع عراقيل أمام حذف -طالبان- من قائمة الت ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي طالب الملا - عوامل تكوين الشخصية الإرهابية . فطرة ام أكتساب ؟