أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - المسلمون المتنورون والصم المسيحيون















المزيد.....

المسلمون المتنورون والصم المسيحيون


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 4987 - 2015 / 11 / 16 - 01:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ بدايات ظهور المدرسة الجهادية العنيفة المتطرفة على يد حسن البنا، لم يهضم المفكرون المسلمون المتنورون فكرته التي بدأها دينية إرشادية، وتراوحت انواع الرفض ما بين التقليل من شأن تأثير الرجل، والمعارضة الهادئة، والعنيفة التي كان على رأسها المفكر الاسلامي عباس محمود العقاد الذي نعت حسن البنا بالجنون وشكك حتى في اصوله الاسلامية، ما عرضه لمحاولة إغتيال نجا منها باعجوبة.
تجاهل وتبن
ادرك المفكرون المسلمون المتنورون ان هدف هذه الجماعة سياسي، وان وسيلتها الوحيدة للوصول إلى هدفها هي العنف، وهو امر واضح تماما في ادبياتهم، واساليب تعاملهم سواء مع المفكرين بدءا من العقاد حتى فرج فودة، مرورا بمن خرج عن عقيدتهم، إلى السياسيين من إغتيال احمد ماهر واحمد الخازندار ومحمود فهمي النقراشي، وانتهاءً بما نراه اليوم وسنراه غدا من هذه المدرسة التي اصبحت مدارسا يجمعها خيط عقيدي سياسي واحد هو الانقلاب على أي نظام سياسي بالعنف والترويع والاغتيالات، وفي الوقت نفسه تنفيذ سياسة "التمكين" النقابية والاجتماعية والسياسية والدينية، للسيطرة على أي بلد.
كانت خشية المفكرين المستنيرين المسلمين وصول هذه المدرسة إلى الحكم، بعد سقوط النظم الملكية في خمسينات القرن العشرين، خصوصا عندما لاحظوا وجود عناصر متزمتة في الثورات التي اسقطت الملكيات، لكن الصدام العنيف على الحكم بدأ مع الرئيس عبد الناصر، الذي وصل إلى مرحلة اللاعودة معهم وإعدام سيد قطب، وتقليم اظافرهم الدينية والاقتصادية والاجتماعية والمؤسساتية في مصر.
سار معظم الرؤساء العرب على المنوال نفسه، ووسموا هذه المدرسة بالارهابية، ما جعلها تختفي وتنقل عملها تحت الارض، إلى ان عادوا تدريجيا بفضل موجة الاستعانة بهم سياسيا لمواجهة خطر المد الشيوعي، وكان الرئيس السادات من بدأ هذه السياسة عربيا، وتبناها الغرب بعد احتلال الروس لأفغانستان، وأيد هذه السياسة البابا يوحنا بولس الثاني، لعداوة سابقة بينه وبين الشيوعية.
ليس معروفا الاسباب الحقيقية وراء تجاهل الغرب للجماعات السياسية العلمانية، لمواجهة المد الفكري الشيوعي، والاتجاه لتبني هذه التيارات الدينية العنيفة، وهي دوافع كثيرة متداخلة ذات تعقيدات غريبة مبنية على المصالح، وقد استفحل خطر هذه التيارات بعد الحروب الفاشلة التي خاضها الغرب وحتى الصين وروسيا والهند ضد الارهاب الذي طالهم، فبعد ان كانوا مجرد جماعات تعمل تحت الارض وتقبع في جبال أفغانستان، إنتشروا وتضخموا، وبفضل الاموال غير المحدودة التي تلقوها من دول متزمتة، اتسعت دائرة شهوتهم واصبحت بكل بساطة السيطرة على العالم، بالطريقة نفسها التي سيطرت بها الامبراطورية العثمانية على العالم العربي؛ استغلال الدين الاسلامي سياسيا، لكن الفرق كبير بين حكم الخلافة العثمانية التي لم يصفها أحد المفكرين المسلمين بتاتا بالظلامية، وما نراه في هؤلاء العدميين في سلوكيات النهب وتدمير الاثار وقتل الابرياء وترويع الاقليات وبلطجة صناعة المال بالخطف وطلب الفدية.
النصائح والمصالح
تجاهل الغرب نصائح وحروب المسلمين المتنورين ضدهم، وساعدهم في ركوب موجة الربيع العربي، التي تمخض عن انحرافه عن مساره وسرقة ثوراته تأسيس دولة الخلافة، ولم يفض سقوط نظام الرئيس صدام حسين إلى الحرية والديموقراطية ومنطقة أكثر أمنا كما قيل، بل إلى بدء كارثة ضربت العالم العربي برمته، وبدأت تضرب الغرب ايضا.
صحيح ان نظما ديكتاتورية سقطت بعد الربيع العربي، كما أطلقوا عليه، لكن ماذا كانت النتيجة؟ قيام ديكتاتوريات اخرى لا تؤمن بالتعدد أو باحترام الاخر وحقوق الانسان، وتنوي تدمير أي معلم حضاري لأنه وثنية لا لزوم لها، وأي عقيدة تخالف عقيدتهم باعتبارها كفرا. وهذه الاهداف لم تكن بتاتا على اجندة الرؤساء صدام حسين ومبارك وبن علي والقذافي وبشار الاسد، الذين تصادموا سياسيا مع خصومهم، ولم يتصادموا مع شعوبهم، والتصادم عند العرب يختلف تماما عن غرب ما بعد عصر الاستنارة والحريات.
في حديث داخل ريبورتاج موجود على موقع "فرانس 24" سأل المذيع احد الائمة المتشددين في فرنسا عن ما يُشاع عن وجود خطة "تمكين" تنتهي بحكم فرنسا بعد سقوط نظامها العلماني، فضحك الرجل بخباثة وقال بالفرنسية: تمكين؟! من شرح لك هذا المفهوم الخاطىء؟ هذا المفهوم نعني به تمكين الايمان بالوطن الفرنسي.
الكلمة نفسها كانت من أهم القضايا التي نظرت فيها محاكم مصر قبل سقوط نظام الرئيس حسني مبارك، بسبب عنف الخطة ودمويتها واستهدافها اقتصاد مصر وامنها وفتح ابوابها للجهاديين كافة، وترددت الكلمة نفسها في ليبيا قبل سقوط نظام العقيد القذافي، لكن الغرب أصم اذانه ولم يقدِّر عواقب اخراج هذا المارد العنيف من القمقم، وأصر على نشر الديموقراطية والحرية في العالم العربي، بواسطة هذه المدرسة بصفتها الأقوى على الارض والأكثر اعتدالا، ما أفضى إلى وباء بدأ يتسرب مع سفن المهاجرين إلى أوروبا، تماما كما تسرب داخل الميادين العربية وسرق ثورات "الربيع" ووصل إلى الحكم.
الأصيلية المطلوبة
فرنسا وألمانيا ودول أوروبا في مواجهة خطر أكبر من الارهاب، الذي لابد ان يختفي تحت الضربات الموجعة التي ستستنزفه، لأنها ببساطة أمام خطر "التمكين". صحيح أن الديموقراطية الغربية سمحت بوصول مسلمين إلى مناصب وزارية ومسلم سابق إلي رئاسة الولايات المتحدة، لكن الكابوس هو وصول هذه المدرسة العقائدية العنيفة إلى الحكم، حيث لن يكون هناك وجود لحرية أو فن أو ثقافة أو حقوق إنسان أو إحترام وجود الآخر وعقائده. حتى ازياء الشعوب وعاداتها ونظمها المعمارية وأثارها والابتسامة والالوان المخالفة للأسود ستختفي.
قد يبدو الجزء الاخير من المقال مشوشا أو مستحيلا، لكن المقارنة بين أرشيف الفن المصري، لأن مصر تقريبا هي الدولة الوحيدة التي ارّخ فنها السينمائي والمسرحي حياتها الاجتماعية، والشارع المصري اليوم، لابد ان تفضي إلى ملاحظة التغيير الذي حدث خلال نصف قرن لدرجة انه شوه الفكر التعددي للبلد، واصابها بمرض التوحد. فقدت مصر حتى روح النكتة التي تتميز بها.
المتنورون المسلمون وصفوا هذه المدرسة انها ظلامية، وعشرات الألوف من الابحاث والمقالات موجودة للقراءة والتأمل. وبعض هذه الابحاث تعرض اصحابها للإغتيالات. هل تنفتح آذان الغرب التي تصمها المصالح الاقتصادية؟
المطلوب أصيلية مستنيرة تقف امام الاصولية الظلامية، فالمواجهات العسكرية والامنية وحدها لا تنجح في محاربة الفكر المتطرف، الذي اصبح الانضمام إليه وظيفة بدلا من التخرج من الجامعات والتسكع في الشوارع في إنتظار وظيفة لن تكون في المدى المنظور.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ختان العقل ووأد الروح واستهجان الاستنارة
- تحت خط الفقر العلمي
- التمييز والعنصرية والتقية ومصادر التمويل
- الازدواجية الاخلاقية في الضمير الجهادي
- ليته يستقيل قبل تشرين
- الفرق بين رجال السياسة وبائعي التمائم
- تحديث الخطاب الديني مهمة العلمانيين
- قراءة في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا(8)
- قراءة في فكر المستفيدين من الاسلام سياسيا (7)
- قراءة في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا (6)
- قراءة في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا (5)
- قراءة في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا (4)
- قراءة في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا (3)
- قراءات في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا (2)
- قراءات في فقه المستفيدين من الاسلام سياسيا
- التنويريون والمرأة اعداء المستفيدين من الاسلام سياسيا
- إذا كان الله لا يخاف فالبشر يخافون


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - المسلمون المتنورون والصم المسيحيون