أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسقيل قوجمان - من وحي كتاب سفر ومحطات - التبعية للسوفييت ودور اليهود 1















المزيد.....



من وحي كتاب سفر ومحطات - التبعية للسوفييت ودور اليهود 1


حسقيل قوجمان

الحوار المتمدن-العدد: 1364 - 2005 / 10 / 31 - 10:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قد يستغرب قرائي الكرام من حشر اليهود في قضية مهمة مثل قضية التبعية للسوفييت وتداعياتها الكثيرة. ولكني كنت مضطرا الى ذلك لان الاخ ابو جلال ربط التبعية للسوفييت باليهود في كتابه. ليسمح لي القراء الكرام بان اتخلص اولا من اسطورة دور اليهود قبل ان اناقش موضوع التبعية للسوفييت نقاشا واقعيا.
ناقش ابو جلال دور اليهود في حالتين اولهما قضية عاصم فليح الذي اعتبره ضحية اليهود او "ضحية الصهاينة" كما جاء في الصفحة ۲٩ من الكتاب والحالة الثانية حين يعزو سلوك عزيز محمد وعلاقاته المريبة الى تربية اليهودي ابراهام شاؤل.
تبدأ قصة عاصم فليح عندما جاء ابو جلال الى بغداد واضطر الى العمل لدى عاصم فليح في مهنة الخياطة لمدة عشرة اشهر. وحين عرف عاصم فليح انه شيوعي تشجع فسأله: "لماذا تخليت عن الحزب؟ هل كان هو انك تملك مكانا معروفا كخياط؟" (ص۲٥) ارجو السماح لي بنقل جواب عاصم فليح كما جاء في كتاب سفر ومحطات في الصفحتين ۲٥و ۲٦:
"ارجو ان لا تمارس نشاطك الحزبي والمواعيد الحزبية في محلي، وهذا من مصلحتك ومصلحتي لكن في نفس الوقت ارجو ايضا ان تواصل نشاطك الحزبي. وأضاف كنت خلفة مثلك في بغداد والعراق عموما افضل الخياطين والخلفات كانوا من اليهود. وانا عملت في محل صاحبه يهودي، والخلفات كلهم من اليهود وعن طريقهم تعرفت على الماركسية. لغتي الانكليزية لا بأس بها واليهود يجيدون اللغة الانكليزية بطلاقة، قرأت الكثير. هكذا عن طريقهم تبنيت الماركسية. وعند تجميع الحلقات الماركسية، كان لبغداد الاغلبية وفيها الاكثرية من الماركسيين منحت الثقة واصبحت سكرتيرا وطلب مني الذهاب الى مدرسة (كادحي شعوب الشرق) في موسكو. لكن كان لي رأيي مغاير كنت اريد بناء واستكمال مقومات الحزب والنظام الداخلي وبرنامج الحزب وعقد مؤتمر تأسيسي وانتخاب القيادة في المؤتمر وكذلك الهيئات الأساسية . ثم الذهاب للدراسة الحزبية في موسكو وكنت اريد بناء علاقات اممية بكل حرص واخلاص.
"كما اردت ان امثل حزبا كامل البناء ولدينا برنامج ونظام داخلي للحزب وليس حزبا تابعا. والتاريخ والسنين برهنت على صحة تصوري .. في البداية كانت الأكثرية معي في هذا الرأي .. الا انني وجدت بعض الرفاق اليهود يريدون حزبا في التفكير والتوجه اليهودي .. ومن ثم الربط الكلي مع موسكو فدخلت في صراع مرير معهم في هذا الاتجاه، اي الصيغة اليهودية في الفكر. كنت صارما معهم ولم يخطر ببالي ابدا الخيانة. فوشى بي احدهم وخانوني فاعتقلت.. وبما انني اتعامل مع الفكر وكنت اريد حزبا شيوعيا عراقيا يرتبط بالعلاقات الاممية المتكافئة والماركسية تقوم على المساواة، وليس التبعية. هذا هو السبب الذي دفعني الى التخلي عن العمل السياسي. لأنني كنت مقتنعا تماما، بأنني لا أستطيع بناء حزب كما يريده البعض .. ولم اخن احدا.؟ الرفيق "فهد" الشخص الثاني بعدي، لم اخنه وأنا على علم في كل تحركاته ومخبئه."
ارجو المعذرة عن هذا الاقتباس الطويل، وقد اقتبسته كما هو على علاته وركاكته اللغوية بل التزمت حتى في الاماكن التي وجدت فيها نقطتين لاني لم اعلم ان كان ذلك مقصودا ام خطأ مطبعيا. سبب اقتباسي لكامل النص هو احتواؤه على نقاط عديدة ومتناقضة احيانا. قدم ابو جلال هاتين الفقرتين بقوسي اقتباس كأنهما مقتبستان من نص مكتوب سابقا ولكن البعد الزمني بين تاريخ القصة وتاريخ كتابتها يدعو الى الظن بانها كتبت من الذاكرة. ولكن الامر لا يؤثر على مجرى البحث لاني لا اناقش عاصم فليح ولا ابو جلال بل اناقش النص الوارد في الكتاب.
ليست لي اية فكرة سيئة عن عاصم فليح لانه عندما تخلى عن الحزب لم يحاربه وهذا واضح في قوله انه لم يخن فهد رغم انه كان يعرف تحركاته واماكن اختفائه. ولم اقرأ طيلة حياتي السياسية اية جملة تهاجم عاصم فليح. فالماركسية مبدأ ونظرية على من يتبناها ويؤمن بها ان يعرف انه يجب ان يتحمل صعوبات النضال فيها الذي يتضمن البطالة والجوع والحرمان من الدراسة والسجن والتعذيب وحتى القتل والاعدام. وعلى من يشعر بانه غير قادر على تحمل ذلك فان من المشرف له ان يتخلى عنها اذ ليس تبني الماركسية واجب على احد بل هو اختيار محض.
تبدأ القصة بان عاصم فليح تعرف على الماركسية عن طريق اليهود وتبنى الماركسية عن طريقهم. ترى هل تعرف وتبنى الماركسية وفقا للفكر اليهودي ام تبنى الماركسية كما تعلمها اصدقاؤه اليهود عن طريق دراسة الادبيات الماركسية المتوفرة في العراق في اواخر العشرينات واوائل الثلاثينات من القرن الماضي؟
ويقول انه كان يفكر في بناء حزب كامل البناء ومستقل عن التبعية السوفييتية ودخل في سبيل ذلك في صراع مرير مع اليهود. فما المشكلة؟ اذا كان اليهود يعرقلون عمله في بناء مثل هذا الحزب فالحل هو طرد اليهود والعمل على بنائه وفقا للفكر غير اليهودي. ولم يكن كافة الماركسيين ورفاق عاصم فليح من اليهود بدليل ان الحزب الذي تكون في اوائل الثلاثينات لم يتضمن يهودا؟ الم يكن باستطاعة عاصم فليح ان يبني الحزب الذي اراد بناءه بدون اليهود؟ جابهت المشكلة الرفيق فهد ايضا حين اختلف مع بعض اليهود مثل يعقوب كوهين وابراهام ناجي ويعقوب مصري وغيرهم. ماذا كانت النتيجة؟ ان اختلافه مع اليهود لم يفت في عضده بل تخلى عن هؤلاء اليهود وواصل بناء الحزب على الطريقة التي يعتبرها صحيحة وبعد ذلك عاد اكثر هؤلاء اليهود الى الحزب وتحملوا العذاب والسجون والحرمان وحتى حكم على ابراهام ناجي بالاعدام في محاكمة فهد الاولى. لا يبدو لي ان من المنطق التخلي عن بناء الحزب لان اليهود، وهم الاقلية، كانوا يريدون بناءه وفقا للفكر اليهودي. ويقول عاصم فليح "والتاريخ والسنين برهنت على صحة تصوري" فهل يعني هذا ان الحزب الذي بناه وطوره فهد كان برهانا على حزب جرى بناؤه وفقا للفكر اليهودي وانه كان حزبا تبعيا للاتحاد السوفييتي؟
جاء في القصة ان احد اليهود خانه والقي القبض عليه. ولكن العبارة التي جاءت بعد ذلك "فوشى بي احدهم وخانوني" لها دليل اخر. وشى به يهودي واحد فقال "خانوني" اي اليهود كلهم. فهل هذا منطق سليم؟ كان مالك سيف قد خان الحزب وتحول الى شرطي ناشط ضد كل شيوعي. فهل نستطيع ان نقول ان الصابئة خانوا الحزب؟ لابد ان عزيز سباهي مؤرخ الحزب سيزعل ولو انه لم يزعل حين منعني من زيارة مكتب الترجمة الحزبي الذي كان يديره سنة ۱٩٥٨ "خشية ان يراك بعثي تدخل المكتب" على حد قوله. ولا اظن ان عزيز سباهي يشير الى ذلك في تاريخ الحزب لان منع يهودي من زيارة مكتب شيوعي خوفا من البعثيين امر تافه لا يستحق الذكر. وخان رفيق جالاك الحزب وسلم العشرات ومنهم كامل عائلتي بمن فيهم والدتي. فهل استطيع القول ان الاكراد خانوني او خانوا الحزب؟ لا شك ان ابو جلال يزعل. وهل كان علي ان اتخلى عن ايماني بالماركسية لان رفيق جالاك خانني؟ وخان عزيز الحاج الحزب وسلم العشرات من اعضائه. فهل يمكننا القول بان الفيلية خانوا الحزب؟ لا شك انه حتى الموسيقار سلمان شكر ابن عم عزيز الحاج الذي كرس حياته للموسيقى ولم يعمل في السياسة سيزعل. واذا قال عاصم فليح ان اليهود "خانوني" فهل يحق لحسقيل قوجمان ان يزعل؟ فليزعل وبئس المصير لانه يهودي وهو صهيوني وقد قرر كارل ماركس على حد راي خالد بكداش ان اليهودي خائن بطبعه ولا يمكن ان يكون شيوعيا.
ثم قول الاخ ابو جلال ان عاصم فليح كان ضحية "الصهاينة" يدل على ان ابو جلال نفسه يعتقد ان اليهود جميعا هم صهاينة وهذا اقصى ما تريد الصهيونية ان تقنع اليهود والعالم به. فالخلط بين الدين باعتباره دين والصهيونية باعتبارها حركة سياسية هو ما تريد الصهيونية ان تثبته وتقنع اليهود به.
والحالة الثانية التي يوردها الاخ ابو جلال هي قصة علاقة ابراهام شاؤل مع عزيز محمد. جاءت في الصفحة ٤٦ من الكتاب العبارة التالية:
"اني اشرت الى علاقات عزيز محمد المريبة، بدوائر عربية واجنبية خارج اطار الحزب، مبكرا، منذ ان استوعبه اليهودي (ابراهام شاؤل) وهو في السجن منذ العهد الملكي عام ۱٩٥۳م. وقد درس على يد (شاؤل) خفايا السياسة السوفييتية."
ويؤكد ألاخ ابو جلال في اماكن اخرى ان هذا اليهودي هو "ابراهام شاؤل" وليس "ابراهيم شاؤل" تأكيدا على انه يهودي. وفي هذه العبارة شيء من السخرية. فان ابراهام وابراهيم هما اسمان لشخصية تاريخية او اسطورية واحدة هي شخصية ابينا المشترك الاول، ابي اسماعيل اصل المسلمين وابي اسحق اصل اليهود كما في الاسطورة. ويظهر في التوراة باسم أبراهام وفي القران باسم ابراهيم. وليس في تسمية ابراهام شاؤل ابراهيم شاؤل ما يغير من كونه يهوديا. اذكر في هذا الصدد ان عددا من السجناء الشيوعيين اليهود كانوا يخجلون من كونهم يهودا وكانوا يطلقون على انفسهم اسماء تبدو كأنها ليست يهودية مثل حامد وموسى وابو دارم وابو نجم وابو عمران وغيرها. ولكن ذلك لم يكن يغير من حقيقة كونهم يهودا ولا يبرهن الا على خجلهم من انهم يهود.
يقول ابو جلال ان علاقات عزيز محمد المريبة تكونت منذ ان استوعبه اليهودي ابراهام شاؤل سنة ۱٩٥۳. اي ان علاقات عزيز محمد المريبة نشأت وهو في السجن حيث ابتلى بها منذ ان استوعبه ابراهام شاؤل. ومن المعروف، وابو جلال الذي قضى في السجن عدة سنوات يعلم علم اليقين، ان ظروف السجن لم تكن تسمح للسجناء ان يتصلوا ويكونوا علاقات مريبة من داخل السجن. والمنطق يقول ان هذه العلاقات اما كانت موجودة قبل دخول ابراهام شاؤل او عزيز محمد الى السجن او تكونت بعد خروجهما من السجن. لذلك حتى لو كانت لابراهام شاؤل علاقات مريبة قبل دخوله السجن لم يكن يستطيع ان ينقلها الى عزيز محمد داخل السجن. ان العلاقات المريبة لا يمكن ان تنشأ الا عن طريق الاتصال المباشر بالعناصر التي تتكون معها هذه العلاقات كالمخابرات وقوى الامن وغيرها.
ثم يؤكد الاخ ابو جلال في العبارة السابقة ان علاقات عزيز محمد المريبة بدوائر عربية واجنبية بدأت منذ ان استوعبه اليهودي ابراهام شاؤل فهل يعرف ابو جلال عن علاقات ابراهام شاؤل المريبة ايضا والتي علمها لعزيز محمد ام ان علاقات عزيز محمد نشأت فقط لانه درس على يد ابراهام شاؤل خفايا السياسة السوفييتية؟ وهل كان في تلك الفترة شيوعي واحد في العالم كله لا يؤمن بخفايا السياسة السوفييتية؟ وهل كانت السياسة السوفييتية في تلك الفترة تعلم الانسان ان تكون له علاقات عربية واجنبية مريبة؟ لم اجد في كتاب سفر ومحطات اجوبة على مثل هذه الاسئلة.
لنرجع الان الى استيعاب عزيز محمد من قبل ابراهام شاؤل. القصة طويلة. ففي ۱٩٥۱ حدث انشقاق في المنظمة السجنية في نقرة السلمان فانحازت الاقلية الى سالم عبيد النعمان ونافع يونس وكان بينهم عزيز محمد وجمال الحيدري وعدد من اليهود مثل حسقيل صديق الذي كان ابرزهم. وكان ابراهام شاؤل من النشطين في الجانب الثاني الذي جرى تحت قيادة حميد عثمان والذي ضم اغلبية السجناء الساحقة. كان ابراهام شاؤل وزكي خيري العنصرين اللذين كانا يوجهان حميد عثمان من الناحية النظرية. وكان حميد عثمان يعتمد عليهما كليا لانه كان جاهلا للنظرية الماركسية جهلا مطبقا. كان حميد عثمان نفسه هو الذي قال لي انه لا يعرف شيئا وهو يقول ما يقول له ابراهام شاؤل. واذا كان ابراهام شاؤل يستطيع ان يستوعب احدا فكان من الاحرى ان يستوعب حميد عثمان. في نهاية ۱٩٥۱ حققنا بعد اضراب طويل عن الطعام في جميع السجون السياسية مطلب نقلنا الى السجون الاخرى فنقل اكثر فريق حميد عثمان الى سجن الكوت وانضممنا الى منظمة هذا السجن. كان ابراهام شاؤل احدنا. ولكن ابراهام شاؤل نقل بعد ذلك الى سجن بغداد ويبدو انه هناك انحاز الى منظمة راية الشغيلة التي كان من ابطالها عزيز محمد وجمال الحيدري. فلماذا استوعب ابراهام شاؤل عزيز محمد مثلا ولم يستوعب جمال الحيدري؟ ولماذا كان ابراهام شاؤل هو الذي استوعب عزيز محمد وليس العكس اي ان عزيز محمد هو الذي استوعب ابراهام شاؤل وحوله الى حزب راية الشغيلة؟ وهل كان تأثير ابراهام شاؤل على عزيز محمد بهذا العمق بحيث ان جميع سياسات عزيز محمد التالية لعدة عقود وحتى علاقاته المريبة خارج الحزب تنسب الى ابراهام شاؤل؟ يقول الاخ ابو جلال ان ابراهام شاؤل اصبح صهيونيا في اسرائيل فهل هذا يعني انه كان صهيونيا حين كان من كوادر الحزب المتقدمة؟ اترك هنا عبارة " وقد درس على يد (شاؤل) خفايا السياسة السوفييتية" الى بحث التبعية للسوفييت.
ان موضوع اليهود ودورهم في الحزب الشيوعي كان موضوع خلاف بين الرفيق فهد وخالد بكداش منذ الثلاثينات. فقد كان فهد يعتبر اليهود مواطنين عراقيين شأنهم شأن سائر المواطنين العراقيين. ولذا لم يكن فهد يقبل اعضاء الحزب وفقا لديانتهم وانما وفقا لجديتهم في النضال والسير في الخط الشيوعي الصحيح. ولكن خالد بكداش لم يعتبر اليهود بشرا مثل غير اليهود بل كان يعتبر اليهود خونة بطبعهم ولذا لا يمكن ان يكونوا ماركسيين او شيوعيين. بل ان خالد بكداش ترجم مقالين كتبهما كارل ماركس عن القضية اليهودية قبل ان يصبح ماركسيا وزعم ان كارل ماركس يقرر في هذين المقالين ان اليهودي لا يمكن ان يكون ماركسيا او شيوعيا. وكان هذا الكراس يدرس في صفوف الحزب الشيوعي السوري كوثيقة حزبية. وقد روي لي والعهدة على الراوي ان خالد بكداش كان يمسي فهد "العكروت الذي ادخل الصهيونية الى الحزب الشيوعي" وقد اشار زكي خيري في مذكراته الى شيء من هذا القبيل وقال انه ناقش واقنع خالد بكداش بخطئه.
في الحزب الشيوعي العراقي لم نشعر بمثل هذا التمييز الديني طيلة وجود الرفيق فهد وحتى بعد اعدامه. وطبيعي ان فهد جابه من تأثير اليهود اكثر مما جابهه عاصم فليح. ولكن هذا لم يفت في عضد الرفيق فهد في بناء الحزب ولم يخضع لتأثير اليهود عليه بل اخضع اليهود لتأثيره. كنا في منظمة نقرة السلمان التي يقودها الشيوعيون سنة ۱٩٤٩ حوالى ۲٥۰ سجينا منهم شيوعيون وغير شيوعيين. وكانت نسبة اليهود في هذه المنظمة لا تقل عن ٦۰ % من السجناء. وهذا يدل على مدى اشتراك اليهود في الحزب الشيوعي في عهد الرفيق فهد. ولكننا في سنة ۱٩٥٤ حين نقلوا عددا من السجناء من بعقوبة الى نقرة السلمان حيث كان الشيوعيون اليهود معزولين منذ ۱٩٥۳ بدأنا نشعر بالتمييز بين اليهودي وغير اليهودي ولو ان التميييز كان خفيا ولم يكن واضحا وصريحا.
عند مجيء السجناء من بعقوبة حاكموا عددا منا على سلوكنا الذي اعتبروه غير صحيح اثناء وجودنا وحدنا مع بهاء الدين نوري ورفاقه الثلاثة. وقد شملت المحاكمة بهاء الدين نوري وصادق جعفر وكامل وموشي اخي وانا. وشعر كل من تتبع المحاكمة ان الاحكام كانت اقسى بالنسبة لليهود من الاحكام الصادرة بحق بهاء الدين نوري وصادق جعفر. حوكمت على قضيتين مهمتين، القضية الاولى هي التثقيف وتحرير المجلة السجنية "صوت السجين الثوري" التي كنت مؤسسها ورئيس تحريرها وكاتب اكثر مقالاتها. والقضية الثانية هي الاضراب الفاشل عن الطعام الذي دام ۲٧ يوما. وفي الدفاع عن صوت السجين الثوري طلبت احضار اعداد الجريدة لكي نستشهد بها على صحة او خطأ ما جاء فيها فرفضت المحكمة ذلك مدعية بانها قد اتلفت اعداد الجريدة. وقد اثبتت الكتابات عن الحزب الشيوعي في الستينات انها لم تتلف وانها موجودة في ارشيف قوات الامن. وحول الاضراب زعمت المحكمة باني المثقف وكان علي ان اكشف ان الاضراب كان خاطئا. وقد اثبت للمحكمة انني كنت قد ابطلت ستة اضرابات كان قد بدأها بهاء الدين واني لم استطع الغاء الاضراب الاخير لان بهاء الدين اعلن لنا كذبا بان الاضراب كان بامر الحزب وانه شامل لكافة السجون السياسية. وقد حاججتهم باني لو كنت اطلب الغاء الاضراب وكان فعلا بامر من الحزب فماذا كان مصيري؟ الا اطرد من الحزب لاني خالفت اوامره؟ ولكن المحكمة قررت انني، مع ذلك، انا المسؤول عن خطأ الاضراب وليس بهاء الذي ادعى كذبا بان الاضراب كان بامر من الحزب لغرض تمريره لاني مثقف وكان علي ان اعلم ان الاضراب خاظئ. وكان الحكم علي هو منعي من التثقيف لان تثقثفي مضر بالمنظمة وغلق جريدة صوت السجين الثوري. وقد سأل ارا خاجادور في حينه زكي خيري الذي كان عضوا في المحكمة لماذا كانت المحكمة اقسى على اليهود فكان جواب زكي خيري على الاقل ان الاخرين هم ابناء الحزب، اي اننا موشي اخي وانا لسنا من ابناء الحزب. ولكن قيادة المنظمة توسلت الي بعد اسبوعين من اصدار الحكم علي بعدم التثقيف بتثقيف المنظمة كلها بمن فيها الذين كانوا يعتبرون مثقفين مثل زكي خيري وعزيز الحاج وبهاء الدين نوري في دورة للاقتصاد السياسي. ورغم ان الاحكام التي صدرت ضد بهاء الدين وصادق الغيت بعد حين فان الحكم الصادر بحقي بعدم التثقيف لم يلغ وبقي حتى ثورة ۱٤ تموز رغم اني بقيت المثقف النظري الاول المعترف به طيلة هذه السنوات. وجاءت الطامة الكبرى بعد ثورة تموز حين طلبوا منا ان نسلم لكي نبقى شيوعيين وحتى لم يتفضلوا علي بارسال كفيل يكفلني قبل اطلاق سراحي لان اطلاق سراح اليهود كان يتطلب كفيلا فابقوني في السجن رغم انهم تكفلوا يعقوب مصري الذي وفقه الله فاصبح مسلما قبل ساعتين.
في سجن الرياضة في بعقوبة زار غرفتي سنة ۱٩٥٨ احد السجناء من طلابي في سنة ۱٩٥۲ وقال لي بالحرف الواحد "اذا كنت فعلا تحب الحزب فعليك ان تفرح لانه يطردك منه". وعلمت بعد اطلاق سراحي ان الكراس الذي ترجمه خالد بكداش كان يدرس في صفوف الحزب الشيوعي العراقي. ومن السخرية ان الذي اراد ان يقنعني بان ما جاء في الكراس صحيح وان اليهودي لا يمكن ان يكون شيوعيا كان اسمه انترانيك وكان من السجناء الارمن في نقرة السلمان. يقال اليوم ان الحزب اراد سلامتنا في طلبه اسلامنا ولكن هذا بعيد عن الواقع. فان حكومة عبد الكريم قاسم اطلقت سراحنا كيهود واعادت لنا الجنسية التي اسقطت عنا قسرا سنة ۱٩٥۰. وبقي من اسلموا اعضاء في الحزب ولم يقبل اي يهودي بقي على دينه عضوا في الحزب فكان المسلمون الجدد يهودا في عرف الحكومة وفي عرف حزب البعث وحتى في عرف قواعد الحزب واصبحوا مسلمين فقط في عرف قيادة الحزب. فهل تعني سلامتنا عزلنا عن المبدأ الذي تبنيناه وعن النضال الذي مارسناه وضحينا من اجله؟
ولكن لماذا اقتصرت قصة الاستيعاب على علاقة ابراهام شاؤل بعزيز محمد لفترة قصيرة؟ فانا درست جميع الكوادر الحزبية الذين كانوا في المنظمات التي كنت فيها من ۱٩٥۲ حتى ثورة تموز. حتى في غرف الرياضة في سجن بعقوبة كنت المرجع الذي يجيب على كل المشاكل التي كانت تجابه المثقف في الجناح المفتوح من السجن حيث كان عزيز الحاج يقوم بالتثقيف شفاهة بدون توفر اية مصادر. درست زكي خيري وعزيز الحاج وبهاء الدين نوري وآرا خاجادور ومهدي حميد وغيرهم كثير. ان بهاء وآرا وعزيز الحاج ما زالوا على قيد الحياة ولا اظن عزيز وآرا ينكران ذلك. درستهم الماركسية وفقا "للفكر اليهودي" واطلعتهم على "خفايا السياسة السوفييتية" بل حتى دافعت عن ستالين بعد الهجوم عليه من قبل خروشوف. وقاد الكثير من هؤلاء الحزب الشيوعي العراقي من وراء السكرتير وتدهوروا به الى الحضيض الذي هو فيه الان حين دخل السكرتير مجلس حكم بريمر باعتباره شيوعي بحذف الواو. فهل كثير على سكرتير حزب شيوعي ان يتنازل عن حرف الواو الصغير لقاء مغريات بريمر الكبيرة؟ فلماذا اذن لا يذكر ان حسقيل اليهودي استوعب جميع هؤلاء القادة واطلعهم على خفايا السياسة السوفييتية؟ ولماذا لم يذكر انهم "ضحايا الصهيونية"؟
في سجن بعقوبة جرى عزل اليهود عن غير اليهود من قبل الحكومة في غرف الرياضة ولم يسمح لليهود الاتصال بالسجناء غير اليهود من الشيوعيين طيلة وجودهم في سجن بعقوبة حتى ثورة تموز. وحتى حين كان يسمح للسجناء في غرف الرياضة الخروج من غرفهم للتمشي في الممر بين الغرف لمدة ساعة واحدة كل يوم كان ذلك يجري لليهود بصورة منفردة عن غير اليهود. وبعد ثورة تموز فتحت ابواب سجن بعقوبة والتقينا مع السجناء الاخرين. واذذاك فوجئنا بالمعاملة الشوفينية الفظيعة. اولا حذفت اسماء جميع اليهود من برقية تهنئة حكومة الثورة بدون ان يطلعونا على ذلك. ثانيا نصحوا اليهود الذين اطلق سراحهم مباشرة بعد الثورة بان لا يعترضوا على التسفير الى اسرائيل لعدم احراج الحكومة. ثالثا تصرف بعض السجناء الذين عشنا معهم سنوات عديدة على اساس "يهودي نجس" فكانوا يرفضون الاكل في سفرة يوجد فيها يهودي. عندئذ طلبنا نحن اليهود الذين لم يطلق سراحنا بعد عقد اجتماع لبحث القضية فاجتمعنا مع قادة المنظمة برئاسة هادي هاشم وعضوية مهدي حميد وزكي خيري وبهاء الدين نوري وعزيز الحاج على ما اتذكر. وكنا في هذا الاجتماع ثلاثة هم يعقوب مصري ومئير كوهين وحسقيل قوجمان. في هذا الاجتماع اعترفوا جميعهم بان الحزب له موقف سلبي تجاه اليهود وانهم جميعا ضد هذا الموقف. وفي هذا الاجتماع قلت لهم بسخرية اذا اردتم فلنذهب الى النجف ونلبس العمامة لكي نبقى شيوعيين. فاجاب هادي هاشم في هذه الحالة لا نقبلكم في الحزب. وحين شعر الحزب بان حكومة عبد الكريم قاسم تنوي اطلاق سراح اليهود المتبقين في السجن واعادة الجنسية العراقية لهم ككل مواطن عراقي قرروا ان يطلبوا منا الاسلام. وفعلا اسلمت جميع السجينات اليهوديات وعلى حد قول احداهن كان ذلك باختيارهن ومبادرتهن وليس باقتراح الحزب. واقتصر دور الحزب على تسهيل عملية جذب الملا وكيل الله للتوقيع والمصادقة على اسلامهن. وبعد يوم او يومين جاء الى السجن هادي هاشم عضو المكتب السياسي لاقناعنا نحن اليهود بالاسلام واجتمع بالسجناء اليهود المحكومين على الشيوعية وهم يعقوب مصري ومئير كوهين ويوسف زلوف الذي لم يكن يعتبر شيوعيا ورفضت انا الحضور في اجتماع يبحث هذا الموضوع وبقيت جالسا مع حماتي التي زارتنا في نفس اليوم لنفس الغرض. وبعد ان اقنع هادي هاشم الاخرين بالموضوع جاء ليحاول اقناعي بان هذا الامر شكلي ولا يشكل امرا مهما ونسي قوله في الاجتماع اننا في حالة اسلامنا لا يقبلنا في الحزب. وقد رديت عليه بقسوة وقلت له الا تبصق في وجهي وانا قد علمتك المادية الديالكتيكية اذا وقعت وثيقة تقول باني امنت بان الدين الاسلامي خير الاديان واشهد الا اله الا الله وان محمدا رسول الله؟
بعد اطلاق سراحنا وارسال شخص حزبي لكي يكفل يعقوب مصري (عفوا عادل منير) الذي اصبح مسلما عصر ذلك اليوم حين طلب من ادارة السجن اخذه الى احد الجوامع لتحقيق ذلك. وجاء وهو يكاد يطير من الفرح وقال لي "هاي هم خلصنا منها". وابقوني في السجن لان كل خدماتي انا وعائلتي للحزب وتضحياتنا لم تؤهلني لتكفلي او لاعطائي بنطلونا وقميصا وحذاءا البسها خارج السجن وهم يعلمون ان كل عائلتي سفرت الى اسرائيل ولم يبق لي من استطيع الاستعانية به لدى خروجي من السجن. وقد كتبت في اول رسالة ارسلتها الى اللجنة المركزية بعد يومين من اطلاق سراحي "انكم قد حكمتم على بالاعدام عن جريمة قام بها احد اجدادي قبل الاف السنين وقبل ظهور الاسلام. ان هذه شوفينية الحزب ولو انها جاءت هذه المرة ضد شخص واحد فهي ستظهر حتما في المستقبل ضد اخرين". وقد ظهرت فعلا على الاقل حين حمل الحزب الشيوعي سلاح حزب البعث لمحاربة الشعب الكردي.
ايظن قادة الحزب الشيوعي ان شوفينيتهم ضد الشيوعيين اليهود الذين اسلموا والذين لم يسلموا تخفي دور اليهود في الحزب الشيوعي بسلبياته وايجابياته عن المجتمع وعن التاريخ؟ اينسى التاريخ ان الشهيد الاول للحزب الشيوعي كان اليهودي شاؤول طويق؟ اينسى التاريخ نضال عصبة مكافحة الصهيونية؟ اينسى التاريخ ان يهوديين اعدما بتهمة الشيوعية؟ اينسى التاريخ اكبر مظاهرة جرت في بغداد بعد وثبة كانون بقيادة الحزب الشيوعي كان هتافها الاساسي "نحن اخوان اليهود واعداء الصهيونية" بحيث اصبح اعداء الحزب يسمونه حزب اخوان اليهود؟ اينسى التاريخ ان ختام هذه المظاهرة كان خطاب اليهودي موشي حوري وهو مازال عضوا في الحزب الشيوعي الاسرائيلي ويتمتع بشعبية واسعة بين عرب اسرائيل؟ ان شوفينية الحزب الشيوعي ضد الشيوعيين اليهود ليست سوى الوجه الثاني من العملة الصهيونية لانها تهدف الى نفس الهدف الذي تسعى الصهيونية الى تحقيقة بتطابق اليهودية والصهيونية.
عاملوا اليهودي، ايها السادة، بشرا كالمسلم والمسيحي والبوذي والبراهمي والصابئي واليزيدي يتصف بدين العائلة التي يولد فيها رغم ارادته وبدون اختياره ويختار الطريق الذي يسلكه في الحياة بنفسه ويكون مسؤولا تجاه المجتمع وتجاه التاريخ عن اعماله. فاعتبار الدين عاملا في تكوين شخصية واتجاه الشخص لا يمت الى الماركسية التي تتشدقون بها بصلة.
اعتذر لقرائي الاعزاء عن بعض الاندفاع في هذا الموضوع لانه مؤلم يثير الاعصاب ولانه ابشع شوفينية تمارس باسم الماركسية.





#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحول من مرحلة الثورة البرجوازية الى مرحلة الثورة الاشتراكي ...
- من وحي كتاب سفر ومحطات - الطريق اللاراسمالي
- لا ديمقراطية بدون دكتاتورية
- من وحي كتاب سفر ومحطات - العمل الحاسم
- الثورة البرجوازية وضرورتها
- نظام الاجور في الدولة الاشتراكية
- باسل ديوب-كلمة شكر
- من وحي كتاب سفر ومحطات. عبادة الحزب
- جعفر ابو العيس
- خواطر يهودي عراقي سابق
- من مرحلة اعداد مسودة الدستور الى مرحلة الاستفتاء عليها
- مفهوم الربح في الراسمالية وفي الاشتراكية
- مهزلة الدستور
- جواب الى قارئ اخر
- جواب الى قارئ كويتي
- الصناعة الاشتراكية
- ذكرى ثورة 14 تموز
- رسالة تهنئة الى الاخ نجم الدليمي
- ظروف اليهود العراقيين في اسرائيل
- ملكية العمال الاشتراكية وراسمالية الدولة


المزيد.....




- الأردن.. ماذا نعلم عن مطلق النار في منطقة الرابية بعمّان؟
- من هو الإسرائيلي الذي عثر عليه ميتا بالإمارات بجريمة؟
- الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة ...
- إصابة إسرائيلي جراء سقوط صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل ...
- التغير المناخي.. اتفاق كوب 29 بين الإشادة وتحفظ الدول النامي ...
- هل تناول السمك يحد فعلاً من طنين الأذن؟
- مقتل مُسلح في إطلاق نار قرب سفارة إسرائيل في الأردن
- إسرائيل تحذر مواطنيها من السفر إلى الإمارات بعد مقتل الحاخام ...
- الأمن الأردني يكشف تفاصيل جديدة عن حادث إطلاق النار بالرابية ...
- الصفدي: حادث الاعتداء على رجال الأمن العام في الرابية عمل إر ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسقيل قوجمان - من وحي كتاب سفر ومحطات - التبعية للسوفييت ودور اليهود 1