أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض محمد سعيد - لماذا العنف و التطرف بأسم الدين؟














المزيد.....

لماذا العنف و التطرف بأسم الدين؟


رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)


الحوار المتمدن-العدد: 4986 - 2015 / 11 / 15 - 14:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا العنف و التطرف بأسم الدين؟
علىينا ان نفكر بالسبب والمسببات على ضوء ما افرزته النتائج
في البدء نقول ان كل الديانات السماوية جاءت من اجل ارشاد الفرد والمجتمع الى ما هو افضل للعبادة والعيش الكريم و لتنظيم المجتمع ، والعيش بحرية وكرامة ، ولا يختلف احد على ان الرسالات السماوية كلها تدعو لفعل الخير ، فلماذا التطرف والعنف؟
اذا جمعنا واستحضرنا ما جاءت به الانبياء والرسل والتعاليم السماوية سنجدها كلها متقاربة ومتشابه في فحواها وجوهرها وهو ارشاد الفرد والمجتمع الى طريق الصواب .. وبمرور الزمن تحولت هذه الرسالة والتعاليم السماوية كلها او معظمها الى قوانين تم صياغتها ووضعها من قبل البشر، ومنهلها الدين ... وهذا طبيعي فبعد مرور الاف السنين ظهر خلالها عدد من الرسل والانبياء ... كلهم قاموا بتوصيل ونقل رسالة الله سبحانه وتعالى للبشر .. كتبت هذه الرسائل وجمعت في الكتب السماوية واحتوت ما على البشر اتباعه وسلوكه في العبادة وتنظيم شؤون الحياة والعلاقات الاجتماعية وسن القوانين لضمان حقوق المجتمع والفرد ... لذلك وبمرور عقود وقرون من الحقب الزمنية وتوسع وشمول القوانين لمعظم شؤون الحياة للمجتمع والفرد .. جعل ارتباط الناس برجال الدين يضعف في ما يخص شؤون الحياة وتنظيمها واصبح اعتمادهم على القوانين والمحاكم التي كان منهلها الدين .
لكن .. هذا النضج الفكري الاجتماعي دفع برجال الدين في المجتمع الاسلامي (بعد ان سبقنا لها المجتمع المسيحي) ومنهم على الاخص الممتهنيين لوظيفة الدين ، ان يشعرو ان سلطتهم وهيبتهم ضعفت وبدأت بالزوال وعليهم البحث عن ما يبقي سلطتهم وقوتهم وقدرتهم على التأثير على الناس لأتباعهم .. كقادة ومراجع .. وشعروا ان القيادة والمرجعية ستكون للقوانين والتعليمات بدل عن اشخاصهم ومناصبهم .. لذا بدأت عقولهم البشرية بالتخطيط والبحث عن سبل البقاء والتأثير لجعل البشر والعامة يبقون على اتباعهم والاقتداء بهم بشتى الوسائل وليس بالضرورة ان يكون الهدف هو الحفاظ على الرسائل السماوية.
من هنا ظهر المتشددون الذين اختلفو في التطبيق والاسلوب والمحتوى و الهدف ومن هذا الاختلاف والتعارض ظهر المؤيدون لهذا ... والمعارضون لذاك ... و نتج عنهم و منهم .. المتطرفون والمتعصبون لأفكارهم .. وتشكلو على شكل مجاميع كبرت بمرور الزمن .. وتوارثو وتكاثروا وهم يحافظون على موروثاتهم .. حتى نتج عنهم عامتهم وقادة لعامتهم وهؤلاء القادة هم غالبا منتفعون و سياسيون سلاحهم تمجيد اشخاص (واحيانا الوهية اشخاص) بعضهم مات من مئات والاف السنين وهؤلاء امتهنوا التأثير على البسطاء واللعب بعقولهم ومنهم فئة مختصة يتبعون العنف والقتل لأرهاب الاطراف المعارضة الاخرى وبالتالي غلبت عليهم صفة الارهاب.
ان منهل القوانين في كل المجتمعات هو الدين ... وبمرور الزمن ووفق مبدأ التحضر والتقدم واتباع اساليب البحث العلمي عن الاسباب والمسببات ... وصل البشر الى حدود متقدمة جدا في معالجة مشاكل المجتمع وصياغة القوانين والتشريعات .. ولكي يبقى باب الاجتهاد مفتوحا .. اتبعت المجتمعات افكار وطرق و صيغ تساعد المجتمع على حل الاشكالات المستجدة اوالتي غفلت عنها القوانين وذلك بتشكيل مجالس (مجالس نواب عن الشعب) تمثل المجتمعات لتناقش وتلبي احتياجات المجتمع وتسن و تطور القوانين بهدف الوصول الى العيش المتمدن والرغيد وضمان حق الحياة لكل فرد في المجتمع .
لكن هل سيستسلم ممتهني الدين لهذا الحال ؟
ان من يؤمن بان الانبياء والرسل وما جاءو به هو لأرشاد البشر الى الطريق المستقيم للعبادة والعيش في الحياة بكرامة وعز وعدم الاعتداء على حقوق الاخرين .. هؤلاء لن يتعارضوا مع القوانين الاجتماعية لأنهم وبعد مرور زمن طويل على صراعات المجتمعات وتفسير وفهم الدين والعبادة وحدود القوانين ومصادرها .. عرفوا ان منهل القوانين هي الدين وان تنظيم حقوق المجتمع والفرد واجب وحق .. وعلى المجتمع والفرد اطاعة القوانين وعدم انتهاك حقوق الاخرين وللفرد اتباع طريق العبادة الذي يؤمن به دون تأثير من او على اي احد اخر.
اما معارضوا هذا الفهم فانهم اباحو لأنفسهم كل الطرق والاساليب لتهديم هذا البناء الاجتماعي وايقاف عجلة التطور وعلى رأس هذه الطرق والاساليب هي العنف والقتل بوحشية وعشوائية والتعامل مع المجتمع والافراد على انهم وسيلة ليس للضغط على الحكومات واضعافها واستهلاك قدراتها واشغالها وتعطيلها فحسب ... وانما لأشاعة الفوضى واثارة الفتن داخل المجتمعات لتأكل بعضها البعض وتتأكل من الداخل . هؤلاء الانتحاريون هم ليسو من البشر بقدر ما هم اسلحة بيد من يتخذ الدين حجة لتبرير افعالهم .. وهم الذين فشلوا في مواجهة التطور المدني والمجتمعي في مواطنهم ومجتمعاتهم .
وطبعا هناك في المقابل من ينتهز هذه الفرص في ترويج بضائعه من اسلحة لأغراض الكسب على حساب المجتمعات البريئة .. وهناك ايضا من يستغل هؤلاء المتطرفين لتمرير المصالح والمكاسب السياسية الدولية لدولة على حساب اخرى لأغراض توسعية او عنصرية .. وتجد احيانا كانتونات الجيوش والاستخبارات والمخابرات وحرب الجواسيس وزرع العملاء ... كل ذلك تجده يتصارع مع بعضه من اجل الحصول على موطأ قدم في مواطن النزاع والتعامل مع وباء الارهاب وتشجعه احيانا لتحقيق مأرب دول وسياسات وضرب الاعداء بيد الارهاب .. الذي تحاربه في بلادها وتستعين به في ضرب اعدائها.
لذا اصبح من حقنا ان نقول ان من ينتفظ و يتمرد من اجل الدين ويبرر لنفسه افعاله الدنيئة في القتل والتخريب هو بالحقيقة يتخذ الدين حجة لتبرير سلوكه الشاذ في التعامل بقسوة مع المجتمعات والافراد الابرياء الذين لا صلة لهم بما يؤمن به هؤلاء المتمردون.



#رياض_محمد_سعيد (هاشتاغ)       Riyadh_M._S.#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد 12 عام
- هل هناك فضائح عراقية مطمورة
- لماذا نكتب (كما وصلني)
- العراق والزومبي
- ثورة التغيير وعملاق الفساد
- غاب القط ...
- المجتمعات بين الماضي والحاضر والمستقبل
- امس واليوم وغدا
- العراق عجب العجاب
- اشياء غير صحيحة يتداولها مستخدمي الحاسبات
- عندما فقدنا حق الاختيار في الحياة
- ومضة حول عراق اليوم
- أحلام يقضة سياسية
- العراق ... دولة ام دول
- ذل الاستعانة بغير الله
- ليلة عازب في بغداد
- مكانك ام مكانتك
- اشتاق الى العراق
- أخطار الدكتوقراطية
- وليد النظام العالمي الجديد


المزيد.....




- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض محمد سعيد - لماذا العنف و التطرف بأسم الدين؟