استقالة الله من الاديان

سناء بدري

الحوار المتمدن-العدد: 4985 - 2015 / 11 / 14 - 12:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

عزيزي القارئ لم يفوضني او يوكلني الله على التحدث بأسمه مع التأكيد على عدم اقتناعي بان الله اصلا كلف احد من بني البشر بالتحدث بأسمه او ان يكون له رسل وانبياء مختارين على الارض. وقناعتي الكبرى انه لم يضع حتى اسس كل الديانات السماويه منها والارضيه.
وهنا اترك للقارئ مساحه من التفكير والوعي والادراك بالاضافه الى ترجيح العقل على الخرافه وان يكون المنطق هو الرأي السديد في ان الله لم يكن نفسه الذي اختار لنا هذه الاديان. فالاقرب هو حقيقة انها بشرية الهوى ومن صنع الانسان نفسه.
الانسان وحده الذي يقر بوجود الله او عدمه وليس الاديان كما يتهيئ للبعض,فاما ان تكون مع فكرة وجودالله او ترفض وجودها اساسا.
لكني اليوم سوف اكتب عن فكرة وجود خالق مع رفضي لفكرة الاديان والتي اخترعها الانسان.
الله هو خالق الارض والسموات وما فيها, ولا تتحرك شعره الا بمشيئته.
الله قادر وعادل ورحيم وقدوس وو كل الصفات الاخلاقيه التي تليق بخالق.
الاساس هو الايمان بفكرة وجود الخالق.
وجود الخير والشر يعطي الانسان حق الاختياروالمفاضله ما بينهما وهو من المفروض انه صنع الخالق وهذا هو الاهم في الفكر والوجدان الانساني. اما الملحدين ينسبوه الى الوعي والادراك والمنطق .
لذا المؤمنين اعتقادهم ان الله هو الذي اعطى للانسان حرية الاختيار ما بين الخير والشر والملحدين ينسبوه الى طبيعة الانسان الذي توصل بفطرته ووعيه وادراكه لمسألة الاختيار.
وبالعوده الى جوهر المقال يطرح السؤال المنطقي لماذا انتظر الله كل ألاف هذه السنين منذ بدء الخليقه حتى يرسل انبياء ورسل.
هل من المعقول ان يكون الله شوفينيا وعنصريا لكي يرسل لليهود نبيا مثل موسى ويخبره ان شعبه اي اليهود هم شعب الله المختار ثم ينتظر لسنوات ويرسل المسيح على اساس انه ابنه وان المسيحين هم ابناء الله وينتظر 600 مئة عام اكثر او اقل ويبشر محمد بدعوته وينزل كتابه القران عليه ويقر بأن المسلمين هم خير امه انزلت للناس وعلى اي اساس.
كيف يفاضل الله بين ابنائه وهل ن المعقول انه يفضل جنس او عرق او امه على اخرى .
ان فكرة وجود الله من المؤكد انها اسمى من فكرة الاديان والاتباع.
انها فكرة اختيار الانسان وخلقه واعطائه الحق في ان يؤمن بوجود خالق مع عدم احتياجه الى وكلاء وسفراء وانبياء ليكونوا اوصياء على بني البشر والنطق بأسمه تحت تجير اديانهم ومعتقداتهم .
العلاقه بين الله والانسان لا تحتاج الى وسطاء ولا معابد وكنائس وجوامع ولا حتى اديان فهي علاقه خاصه واما ان يقبل الانسان بوجود فكرة خالق او رفضها والاهم هو الاختيار والانحياز للخير ورفض الشر.
ان فكرة الاديان التي تفاضل ما بين الانسان واخيه الانسان من المؤكد انها ليست فكره الهيه بل هي فكره نرجسيه شوفينيه عدائيه وتميزيه اخترعتها الاديان من صنع الانسان.
كل الاديان تقر ان الله خلق البشر وهم ابنائه وعلى شاكلته فلا يعقل ان الله اعطى اليهود تفويضا بأن يكونوا شعبه المختار وماذا عن بقية الشعوب ولماذا بالاصل خلقهم.وهذا ينطبق على المسيحيه والاسلام .
هل الله متدين اي هل هو يهودي ام مسيحي ام مسلم .
هل اتجه الله الى الالحاد وكفر من الاديان التي اخترعها اتباعها.والملحدون لا يعترفون بفكرة وجود خالق اي هل نفى الله وجوده بسبب ما يمارسه اتباع الديانات على اللارض.
تستطيع ايها القارئ ان تستعوذ وان تستخفر وان تمدح او تكفر هذا المقال كما شئت لكن هذا لا يعطي لاي دين الحق والتبرير في ان يقتل او يقصي الاخر المختلف اذا لم يكن من نفس الاتباع او المله.
لقد استطاعت الاديان على مر العصور بالفعل ان تكون الافيون والمخدر لالغاء البشر لوعيهم ومنطقهم واحاسيسهم فاصبح الناس مسيرين لا مخيرين وهذا ما لم يشرع به الله عندما اعطى الانسان حق الاختيار.
عندما اشار الله لوعي الانسان ان هناك خير وشر.
البعض يعتبر ان الخير هو الله والشر هو الشيطان .ومن هنا نرى ان الانسان هو الذي يختار ما بينهما وليست الاديان التي مايزت واقصت وعادت بين البشر.
ما هو الحل اذن؟
من المؤكد ان الاديان ليست هي الحل بل الحل هو الانسانيه والخير الاخلاق والفضيله والضمير ومن ثم اختيار الانسان ان يقبل او يرفض وجود الله.
لا تقتلو ولا تقصوا بأسم الله فهو ليس بعاجز ولا يحتاج الى وكلاء وسفراء واتركوا له مهمة تقرير المصائر فالاديان صنعت من الكثيرين منا وحوش وبهائم بتفسيرات واجتهادات اتباعها.
الله واهب الحياه يريد من البشر ان يحيوا وهو يتبنى ثقافة الحياه لا ثقافة الموت اليست هذه فكرة الاديان فلما تريدون تشويهها يا اتباعها.

#سناء_بدري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات